الأطفال المصابون بالتوحد يستجيبون جيداً للدمى

الدمية الناطقة تساعد على تحسين مهارات أطفال التوحد
الدمية الناطقة تساعد على تحسين مهارات أطفال التوحد
TT

الأطفال المصابون بالتوحد يستجيبون جيداً للدمى

الدمية الناطقة تساعد على تحسين مهارات أطفال التوحد
الدمية الناطقة تساعد على تحسين مهارات أطفال التوحد

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في مركز دراسة الطفل في جامعة ييل الأميركية، أن «الدمى يمكنها جذب انتباه الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) ولفت انتباههم، مما يزيد من إمكانية تطوير علاجات أكثر جاذبية تعزز من مشاركتهم الاجتماعية وتسهل التعلم». وتعد الدراسة، التي نشرت في العدد الأخير من مجلة «أوتيزم ريسيرش»، هي الأولى التي تختبر الأدلة على أن الأطفال المصابين بالتوحد، مثل معظم الأطفال، يهتمون بالدمى.
وفي سلسلة من التجارب، فحص الباحثون أنماط الانتباه البصري للأطفال الصغار المصابين باضطراب طيف التوحد، جنباً إلى جنب مع مجموعة تحكم من الأطفال الذين يتطورون بشكل طبيعي، وذلك عندما يشاهدون مقطع فيديو لنشاط مشترك وحديث بين دمية ناطقة وسيدة تدى «فيوليت». ووجدوا أن «أنماط الانتباه لدى الأطفال المصابين بالتوحد كانت مماثلة لتلك الخاصة بالأطفال في المجموعة الضابطة عندما تتحدث الدمية، حيث يقضي كل من مجموعتي الأطفال نسبة مماثلة من الوقت في مشاهدة وجهها ويظهرون تفضيلاً قوياً للدمية الناطقة على الاستماع إلى شخص».
وتقول المؤلف المشارك في الدراسة كاتارزينا تشوارسكا، أستاذة الطب النفسي للأطفال في كلية الطب بجامعة ييل في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة أول من أمس، «الأطفال المصابون بالتوحد هم أقل عرضة للانخراط العاطفي مع والديهم، مما يحد من تعرضهم لمجموعة من فرص التعلم الهامة والخبرات، وفي الدراسة الحالية، ألقينا الضوء على المزايا المقصودة والعاطفية للدمى، كما نأمل، يمكن تسخيرها لزيادة الجهود العلاجية للأطفال المصابين بالتوحد».
وبالنسبة للدراسة، جلس المشاركون في غرفة مظلمة عازلة للصوت أمام شاشة LED عريضة، ثم عرض الباحثون مقطع فيديو مدته 86 ثانية، واستخدموا برنامج تعقب العين لمراقبة الانتباه البصري للأطفال أثناء مشاهدتهم لفيديو لسيدة تدعى فيوليت في محادثة مرحة مع دمية قام بتحريكها محرك دمى محترف، وأثناء الفيديو، تناوبت الدمية وفيوليت على التحدث واللعب بالكرة. وأظهرت الدراسة أن «كلتا المجموعتين كانتا تنتبهان للدمية الناطقة». وأظهرت أيضاً أن «فائدة الدمية كانت متشابهة في الأطفال الذين يعانون من أعراض أقل وأكثر حدة». وتشير النتائج إلى أن الدمى يمكن أن تصبح مفيدة لتعليم الأطفال المصابين بالتوحد ومحفز لهم على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».