مرشح سابق لرئاسة الحكومة العراقية يهاجم الفصائل المسلحة

TT

مرشح سابق لرئاسة الحكومة العراقية يهاجم الفصائل المسلحة

بدأ السياسي العراقي عدنان الزرفي، المكلف السابق بتشكيل الحكومة العراقية، حملته الانتخابية عن إحدى دوائر محافظة النجف الأشرف (160 كلم جنوب بغداد) بشن هجوم عنيف على الفصائل المسلحة القريبة من إيران، متوعداً بتصفيتها في غضون فترة قصيرة، في حال تسلّم منصب رئيس الوزراء في الحكومة المقبلة.
وقال الزرفي في لقاء تلفزيوني إنه يؤيد «استخدام القوة والحزم في التعاطي مع ملف السلاح المنفلت»، مبيناً أن «العراق والولايات المتحدة الأميركية اتفقا على أن تكون نهاية العام الحالي موعداً لتغيير مهام القوات الأميركية الموجودة في العراق، من قتالية إلى مهمات تدريب ومشورة، وهو ما يعني انسحاب أي قوات ذات مهمات قتالية». وأضاف الزرفي أنه «بعد هذا التاريخ لن تبقى حجة للسلاح المنفلت». وأوضح أن «السلاح المنفلت يقوم بنشاط يخالف القانون، سواء بقصف المواقع العسكرية والمنشآت العراقية أو الاستعراض في بغداد والمحافظات بسيارات الدولة».
وطالب الزرفي بعدم التهاون في هذا الملف، قائلاً إن «أي عملية تسطيح لهذا الملف تعني تفاقم الأزمات في المستقبل، ونشاط الجهات المسلحة غير المنضبطة يؤثر في الاستثمار وبنية الاقتصاد الوطني والحالة الاجتماعية».
وبلغة بدت حازمة، قال الزرفي: «لدي القدرة على محاسبة وتحجيم الأشخاص والجهات التي تقف وراء ظاهرة السلاح المنفلت، باستخدام القانون والدستور. هذه الرؤية أمتلكها للقضاء على هذه الظاهرة»، مشيراً إلى أن «الشخص الذي لا يمتلك القدرة ولا يتمتع بها، عليه أن ينسحب، لأن العراق بحاجة إلى إدارة قوية».
ويقود الزرفي حركة «الوفاء العراقية»، التي دخلت الانتخابات المبكرة بقائمة موحَّدة في كل المحافظات العراقية، لكن في إطار قانون الدوائر المتعددة الحالي. وكان الزرفي تم تكليفه عام 2020 لتشكيل الحكومة العراقية من قبل الرئيس العراقي برهم صالح، بعد استقالة رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، نتيجة الانتفاضة الجماهيرية الكبرى في العراق، التي انطلقت عام 2019.
وجاء تكليف الزرفي في حينه، بعد فشل البرلمان في منح الثقة للحكومة، التي كان شكَّلَها محمد توفيق علاوي، وزير الاتصالات الأسبق، الذي جرى تكليفه من قبل الرئيس العراقي.
وجاء تكليف الزرفي بتوافق غالبية الكتل السياسية، لكنه بعد أن أوشك على تشكيل حكومة في نهاية مهلة التكليف، وبعد أن بدت منه مؤشرات قوية ضد جماعات السلاح المنفلت والقوى السياسية المؤيدة لها، عملت تلك القوى على عدم إكمال نصاب جلسة البرلمان المخصصة لمنح الثقة للحكومة، الأمر الذي أدى في النهاية إلى اعتذار الزرفي عن المضي في السباق لتشكيل الحكومة، بعد إدراكه أن القوى المناوئة له لن تسمح له بنيل الثقة.
وبعد اعتذار الزرفي، اتفقت القوى السياسية العراقية على ترشيح رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، بعد أن وصلت الأوضاع في البلاد إلى حافة الهاوية.
ورغم إعلان الكاظمي عن برنامجه الحكومي، الذي تضمن الإعداد للانتخابات المبكرة، فإن القوى السياسية التي وافقت على تكليفه، ومنها الكتل المنضوية ضمن «تحالف الفتح»، تحولت إلى الجبهة المعارضة لتوجهاته، حيث طغى موضوع الانسحاب الأميركي من العراق على جدول أولوياتها، وليس إصلاح الأوضاع المتردية في البلاد.
وبما أن الزرفي، وهو سياسي شيعي تولى بعد عام 2003 مناصب مهمة، منها محافظ النجف ووكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية وعضوية البرلمان في أكثر من دورة، عبَّر عن رغبته في تولي منصب رئاسة الوزراء، فإنه من المتوقع أن تندلع معركة حامية حول تصريحاته.



إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.