مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأميركي يدعو لمحاسبة المسؤولين عن تفجير مرفأ بيروت

TT

مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأميركي يدعو لمحاسبة المسؤولين عن تفجير مرفأ بيروت

طرح مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأميركي يدعو إلى محاسبة المسؤولين عن تفجير مرفأ بيروت وتأمين العدالة لضحايا التفجير وعائلاتهم.
ويدعو المشروع الذي ترأس جهود طرحه الديمقراطية جين شاهين والجمهوري ماركو روبيو، المسؤولين اللبنانيين إلى التطرق إلى ملفات الفساد المستشري وسوء الإدارة والحكم التي كانت من الأسباب المساهمة في التفجير.
وقالت عرّابة المشروع السيناتورة شاهين: «بعد عام من التفجير لم تتم محاسبة أحد ولا يزال لبنان يسعى للنهوض من الفاجعة. شعب لبنان يستحق العدالة وتحقيقاً كاملاً بالتفجير». وأعربت شاهين عن دعمها القوي لمطالب الشعب اللبناني بتشكيل حكومة شرعية ومتجاوبة مع احتياجاته.
ويذكر مشروع القرار «التخزين غير المسؤول والخطر لـ2750 طناً من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، ما أدى إلى التفجير الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وجرح أكثر من 7500 ونزوح نحو 300 ألف وأضرار في الممتلكات بقيمة 4 مليارات و600 مليون دولار».
وأشار المشرعون إلى الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تمر بها البلاد وحاجة المتضررين من التفجير إلى مساعدات ماسة إضافة إلى أكثر من مليون و500 ألف لاجئ سوري وعراقي وفلسطيني بحاجة إلى مساعدات. كما سلطوا الضوء على تقرير البنك الدولي الذي أشار إلى أن التضخم ازداد من نسبة 10% في يناير (كانون الثاني) عام 2020 إلى 120% في شهر أغسطس (آب) من العام نفسه، إضافة إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 402% بين ديسمبر (كانون الأول) 2019 والشهر نفسه من عام 2020.
وانتقد المشروع الجمود التام للتحقيقات المحلية بالتفجير وغياب أي نوع من الأجوبة والتفسيرات للشعب اللبناني، وذكر إعفاء القاضي فادي صوان من منصبه بعد توجيهه اتهامات لعدد من المسؤولين اللبنانيين بالإهمال الجنائي بسبب تجاهلهم للتحذيرات المتعلقة بالتخزين غير الآمن للمواد الكيميائية في المرفأ. وأشار طارحو المشروع إلى أن هؤلاء المسؤولين ادّعوا الحصانة ودفعوا باتجاه تنحية القاضي صوان. كما ذكّروا بأن «حزب الله» الذي أدرجته الخارجية على لوائح الإرهاب، يستفيد مباشرةً من الفساد الحكومي في المرفأ، الأمر الذي يُفسح المجال أمامه لاستيراد مواد غير مشروعة وتصديرها.
وأشاد أعضاء مجلس الشيوخ بجهود الاتحاد الأوروبي بدعم من الولايات المتحدة لتطوير نظام عقوبات للدفع نحو محاسبة المسؤولين. كما دعوا إلى إحقاق الشفافية والمحاسبة ووضع حد للفساد المستشري بين المسؤولين اللبنانيين. وأعربوا عن دعمهم لاستمرار المساعدات الإنسانية من الولايات المتحدة وشركائها «بطريقة يستفيد منها الشعب اللبناني وعبر قنوات موثوق منها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.