هل الماء أفضل سائل لمعالجة الجفاف في الأيام الحارة؟

هل الماء أفضل سائل لمعالجة الجفاف في الأيام الحارة؟
TT

هل الماء أفضل سائل لمعالجة الجفاف في الأيام الحارة؟

هل الماء أفضل سائل لمعالجة الجفاف في الأيام الحارة؟

طرحت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تساؤلاً بشأن أفضل السوائل التي يمكن أن يشربها الإنسان لمعالجة الشعور بالجفاف في الأيام الحارة.
وقالت «بي بي سي» إن الماء يشكل أكثر من نصف وزن الجسم، وللحفاظ على هذه الكمية من الماء في أجسامنا ينصح بشرب ستة إلى ثمانية أكواب من السوائل يومياً، ولكن هل الماء أفضل سائل لترطيب أجسامنا في الأيام الحارة؟ الجواب يعتمد على من أنت، وأين تكون، وماذا تفعل.
وتنقل هيئة الإذاعة البريطانية عن رون موغان، الأستاذ في كلية الطب بجامعة سانت أندروز، قوله إن احتياجات الشخص النشط الذي يعمل في الهواء الطلق في يوم حار قد تختلف عن الشخص الذي يعيش في منزل مكيف، ويقود سيارة مكيفة إلى مكتب مكيف.

وتابع أن الجواب الواضح هو أن الشخص النشط سيحتاج إلى شرب مزيد من السوائل أكثر من الشخص الخامل، ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك، عندما نتعرق، نفقد الماء والملح، لذلك نحتاج إلى استبدالهما.
وأضاف: «إذا استهلكنا الكثير من أي منهما، فسيتخذ الجسم خطوات لموازنة الأشياء»، وقال إن «تعويض السوائل المفقودة بالماء العادي يعني أن الجسم سيحتوي على الكثير من الماء وليس كمية كافية من الملح، لذا فإن الجسم سيتخلص من الماء عن طريق البول».
ولهذا السبب ينصح موغان بأن الحليب يمكن أن يكون أكثر فاعلية من الماء، وتابع أن الحليب يحتوي بشكل طبيعي على الملح وسكر اللاكتوز الذي نحتاج إليه بكميات صغيرة للمساعدة في تحفيز امتصاص الماء في الأمعاء، وكذلك ماء جوز الهند يعد فعالاً، حيث يحتوي على الملح والبوتاسيوم والكربوهيدرات.
ولفت إلى أن الحليب يحتوي على مغذيات كبيرة يمتصها الجسم ويؤدي هذا إلى إبطاء الوقت الذي يستغرقه الماء المرتبط بهذه الجزيئات للتحرك في المعدة والأمعاء الدقيقة، مما يسمح للجسم بامتصاص السوائل والاحتفاظ بها بشكل أفضل.
وذكر أن الحليب يحتوي على كمية كافية من السكر لهذه العملية، إلا أنه يختلف كثيراً عن المشروبات السكرية التي يمكن أن تجعلنا نشعر بالجفاف على المدى القصير.

وقالت «بي بي سي» إن هناك دلائل تشير إلى أن المشروبات الرياضية يمكن أن تكون أفضل في ترطيب الجسم من الماء.
وذكرت أن الرياضيين يفقدون كميات كبيرة من العرق ومن المهم لهم تعويض العناصر التي يفقدونها.
وتنقل عن أوين جيفريز، المحاضر في علم وظائف الأعضاء والتمارين الرياضية في جامعة نيوكاسل، قوله إن «المشروبات الرياضية مصمَّمة لإبطاء انتقال السائل عبر الأمعاء الدقيقة للاستفادة منها».
وتابع: «تحتوي المشروبات الرياضية على الكربوهيدرات، وهي عبارة عن سكر ولكنها ليست ضرورية إذا كنت تجلس على مكتب طوال اليوم لأنك لا تحتاج إلى طاقة إضافية».
وقالت «بي بي سي» إن الشيء نفسه ينطبق على الملح، الذي يستهلك الكثير من الناس كمية كبيرة منه.
ويذكر ديفيد نيمان، أستاذ علم الأحياء في جامعة ولاية أبالاتشيان، أن الشخص العادي خلال ممارسة التمرينات العادية لا يفقد الكثير من الماء لدرجة أنه يحتاج إلى مشروبات رياضية لكن ترطيب الجسم مهم عامة، خصوصاً أن الدراسات تُظهر أن واحداً من كل خمسة يعاني من الجفاف خلال أسبوع معين.
وأوضح نيمان أن تناول كوب من الماء وقطعة من الفاكهة قبل الجري سيفي بالغرض، حيث وُجد أن تناول الفاكهة خلال التمرين يساعد على التعافي.
وقالت غابرييلا مونتينيغرو، باحثة التغذية في مركز الدراسات الحسية والضعف والشيخوخة والتمثيل الغذائي في غواتيمالا إن هذه النصيحة تنطبق أيضاً على الأطفال.
وأوصت الأطفال وكبار السن بتناول مزيد من الفاكهة والخضراوات لأنهم الأكثر عُرضة للإصابة بالجفاف.
وقالت «بي بي سي» إن هناك طريقة أخرى للبقاء على ترطيب أجسامنا وهي شرب الشاي والقهوة رغم قلق بعض الناس من أن المشروبات التي تحتوي على الكافيين ستسبب جفافاً، لكنّ هذا صحيح فقط عندما نشرب جرعات كبيرة من الكافيين من دون شرب كميات مناسبة من الماء.

وتابعت أن تلك المشروبات تحتوي على كافيين يجعل الجسم ينتج المزيد من البول، لكنها تحتوي أيضاً على الماء، والذي عادةً ما يعوض ذلك.
وأكدت أن الخبراء ينصحون بشرب الماء طوال اليوم للحفاظ على ترطيب الجسم ويحذرون من شرب الكثير من السوائل دفعة واحدة لأن ذلك يمكن أن يتسبب في خروج الماء عبر البول دون ترطيب الجسم.


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».