شاشة الناقد: أوروبا

إميلي بلْنت ودواين جاكسون في «رحلة أدغال»
إميلي بلْنت ودواين جاكسون في «رحلة أدغال»
TT

شاشة الناقد: أوروبا

إميلي بلْنت ودواين جاكسون في «رحلة أدغال»
إميلي بلْنت ودواين جاكسون في «رحلة أدغال»

أوروبا
(جيد)
> إخراج: حيدر رشيد
> العراق، إيطاليا (2021)
> دراما | عروض مهرجان «كان»
(قسم نصف شهر المخرجين)
«أوروبا»، أول فيلم روائي طويل لحيدر رشيد، هو فيلم كاميرا ورجل. الأولى تتبع الثاني عن كثب وقد لجأ إلى الغابات البلغارية الكثيفة بعدما تسلل عبر تركيا ليجد نفسه مُطارداً من قِبل صيادي رؤوس عنصريين يريدون منع غزو اللاجئين غير الشرعيين للبلاد. النموذج الماثل هو الشاب كمال (آدم علي) الذي سيمضي ثلاثة أيام من السعي للبقاء حياً في تلك الغابات التي تؤلف النسبة الغالبة من جنوب شرقي البلاد. في مراحل مختلفة سيلتقي بآخرين: بمهاجر آخر سقط برصاص مطارديه. بأحد هؤلاء البلغاريين حاملي السلاح. بامرأة تقود سيارة ثم برجل مسن لا يراه إذ باغته وضربه على رأسه ففقد وعيه.
بين كل حادثة وأخرى الكثير من الهلع والخوف والقلق والكثير من الركض. يجعلك إخراج حيدر وتصوير ياكوبو كاراميلا تعايش الشاب في سعيه الدائم للبقاء حياً من دون أن يعرف إلى أين تقوده قدماه أو ما إذا كان سيبقى حيّاً وكيف.
يدمج المخرج التشويق والوضع الصعب وموضوع الهجرة في كيان عمل واحد مع الالتزام بوضع بطله وترجمة سعيه للبقاء حياً وسط تلك المصاعب وضمن حقيقة أنه في غابة لا يعرف متى تنتهي وإلى أين.
في هذا الشأن فإن المشاق مشهود والوضع المأسوي لبطله واضح. على ذلك وبسبب إصرار المخرج على الالتزام بإيصال الحالة الراصدة عن كثب، يفوته توظيف المكان في بضع مشاهد عامّة. حتى عندما يجد كمال نهراً أو يتسلق جبلاً فإن الكاميرا ملتصقة به إلى حد تفويت فرصة التعامل مع كامل وضعه. في المشهد الذي تقود فيه امرأة بلغارية سيارتها وإلى جانبها كمال (كل مذعور من الآخر) كان من الأجدى تصويرهما من الأمام عوض أن تبقى الكاميرا في المقعد الخلفي وقد فاتها التقاط التعابير معظم الوقت.
«أوروبا» غير معني بكل الحالة الناتجة عن الهجرة. إنه عن التجربة الفردية بمنأى عن خلفياتها وحتى بمنأى عن مستقبلها ما يحفظ وحدة سياقه ويجعله مختلفاً عن أفلام سواه. ينتمي الفيلم إلى سلسلة من أفلام حيدر القصيرة التي تبحث في الهوية الشخصية لمهاجرين أو مولودين من أصول عربية في إيطاليا (كحاله) مثل «على وشك أن تمطر» (2013) و«بلا حدود» (2016) ودائماً بإخراج جيد.

Jungle Cruise
1-2
(جيد)
> إخراج: خوام كوليت - سيرا
‫> الولايات المتحدة | (2021)‬
> مغامرات | عروض: صالات السينما
هذا الفيلم الذي اعتلى الرقم الأول في إيرادات الأسبوع الماضي هو فيلم مغامرات مستوحى من أحد متنزهات مدينة ألعاب ديزني الفعلية بالاسم ذاته. يتبلور هذا العمل محاذياً أفلام النوع في الثلاثينات والأربعينات، وبل يقترب - في بعض مشاهده - من مغامرات «إنديانا جونز» من دون الأجندة الخاصّة التي عادة ما نقرأها في تلك السلسلة.
يبدأ «رحلة أدغال» كبداية فيلم «العالم المفقود» (لهاري أو. هويت، 1925) المقتبس عن رواية آرثر كونان دويل وكبداية فيلم «حول العالم في 80 يوماً (مايكل أندرسن، 1956) المبني على أكتاف رواية جول فيرن المعروفة. هذا من حيث إنه في هذين الفيلمين، كما في الفيلم الجديد هناك من يخطب في جمعية من العلماء محاولاً إثبات نظريته ليجد أن من يخطب فيهم لا يصدّقونه. بعد ذلك التمهيد يتغيّر كل شيء. الخطيب الشاب مكروغر (جاك وايتهول) وشقيقته ليلي (إميلي بْلْلنت) يسرقان قلادة من متحف الجمعية ويهربان بها إلى الأمازون وفي نيّتهما الوصول إلى سر الشجرة التي تحتوي على ثمرة من شأنها أن تشفي كل الناس من أي داء.
الفيلم يشفي الناس من داء الضجر الذي واكب العديد من الإنتاجات الهوليوودية بالفعل، فسريعاً ما يدخل في قلب المغامرة مالك قارب نهري قديم اسمه فرانك (دواين جونسون) الذي يأخذ على عاتقه مساعدة الشقيقين الوصول إلى غايتهما رغم كل المصاعب والمخاطر المحدقة. في أثر الجميع الأمير الألماني (والأحداث تقع في مطلع القرن العشرين) يواكيم (جيسي بلمونز) الذي يريد استرداد القلادة والوصول إلى سرّها لمطامعه الخاصة.
المشروع قديم اعتمدته شركة ديزني لكي تنتجه سنة 2005. تواكب على إخراجه وبطولته عدد من السينمائيين لكن تصويره لم يبدأ والمشروع ألغي حينها لأسباب غير موثوقة. ربما هذا التأخير منصب في مصلحة الفيلم، ذلك أن ديزني فتحت اعتماداً على بياض لفناني المؤثرات الخاصة نتج عنه عمل يستفيد من كل العناصر التقنية وتفاصيل المؤثرات الغرافيكية طوال 80 في المائة من مشاهده الصغيرة منها والكبيرة. ما ينجزه المخرج الإسباني الذي اعتدنا مشاهدة أفلامه التشويقية - البوليسية التي حققها من بطولة ليام نيسون (Non‪ - ‬Stop وUnknown على سبيل المثال) هو منح الفيلم معالجة أفلام المغامرات القديمة مدمجة بنجاح مع آخر الابتكارات التقنية.
يشيد الفيلم علاقة حادة بين فرانك والمرأة العنيدة ليلي التي لا تستجيب لأي تعليمات يصدرها فرانك لكن ذلك لن يكون سوى التمهيد لتفاهم لاحق وإعجاب. هذا النحو وحده ليس جديداً لكن كيف سكبه المخرج على نحو غير مقحم هو بيت القصيد. ما يثير الإعجاب ذلك الحوار المكتوب بلغة مختصرة ومرحة. وجدت نفسي أضحك كثيراً إذ يتفوه الممثلون به ضمن شروط إلقاء صحيحة. أكثر الشخصيات إثارة للإعجاب هي تلك التي أداها جيسي بلمونز متقناً اللكنة الألمانية ومتفنناً في جعل دوره مميّزاً. كنا شاهدناه قبل أشهر في دور موظف الـ«إف بي آي» في فيلم «جوداس والمسيح الأسود» لشاكا كينغ.

Bellum‪ - ‬ The Daemon of War
(وسط)
> إخراج: ديفيد هرديس، جورج غوتمارك
‫> السويد، دنمارك | (2021)‬
> عروض «فيزيون دو ريل» للسينما التسجيلية
حسب قاموس مريام - وبستر فإن كلمة Bellum فارسية قديمة تعني «القارب الذي يعلوه ثمانية أشخاص ويستخدم المجاديف». حسب الفيلم فإن الكلمة تتبلور صوب معنى آخر هو «القوّة الممهدة للحرب». وهو يتداول فعلياً هذا المنظور ويوضّح كيف توفّر صناعة الأسلحة التكنولوجيا الحديثة للقتل. وعن هذا المنظور يتفرّع حديث عن وضع صناعة الأسلحة بعد الحرب العالمية الثانية وعن تأثير ذلك على الطبيعة البشرية.
للتدليل على وضع ودور صناعة السلاح اليوم، نتابع موظّفاً في شركة سويدية وهو يشرح، على طاولة العشاء، منافع التطوّر الجديد الذي توفره شركته لسلاحها. ثم يسأل عن هوية عمل الشركة الأميركية التي تجلس معه. يسأل مندوبيها إذا ما كانت «حكومية - حكومية أو حكومية مرتبطة بشركات مستقلة؟». يأتيه الجواب لولبياً: «شركتنا غير منتمية. تبيع للخاص وللعام».
في المشاهد التالية نرى رجلين يستخدمان بندقية بمنظار بعيد يمكنهما من إصابة الهدف بدقة. قد لا يكون ذلك كافياً لإدانة ما لكنه يوحي بأن حياة الضحايا (جنود أو مدنيين) لم تعد تساوي الرصاصة، وأن الحروب لم تعد مواجهات عسكرية كما كان الحال قبل خمسين سنة. مع تفرّع الفيلم إلى وجهات أخرى (الوضع الأفغانستاني من زاوية مصوّرة فوتوغرافية معنية بما يسميه الفيلم «حرب النواظير».
يخفق الفيلم في توفير مفهوم نهائي لما هو مقصود طرحه، لكن المخرجين يوفران بدل ذلك إيحاءات حول الحرب وإمكانياتها ودور التكنولوجيا الحديثة التي قد تحمي من يملكها وتبيد من لا يملكها.



أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)
لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)
TT

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)
لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

هوليوود حالياً لا تعتزم إنتاج أي فيلم كوارثي وبالتأكيد ليس عن الكارثة الحالية، لكن كيفما نظرت إلى تاريخها وجدته مليئاً بأفلام الكوارث ومنذ بداياتها. هناك أفلام عن انتشار وباء قاتل، وأفلام عن غرق بواخر أو بحار عاتية، أخرى عن زوابع تطيح بما يعترضها. هناك أفلام كوارث عن انهيارات جليدية وأخرى عن كوارث جوّية وزلازل أرضية وأيضاً عن نيران تشتعل فجأة.

التالي 13 فيلماً مختلفاً من هذا النوع (مرتبة حسب تواريخ إنتاجها)، علماً أن أول فيلم كوارثي حُقّق كان سنة 1906 عندما أخرج مخرج مجهول فيلماً تسجيلياً عن مدينة سان فرانسيسكو إثر كارثتي زلزال وحريق بعنوان San Francisco Earthquacke and Fire

Airport

* إخراج: جورج سيتُن (1970)

يتسلّل ڤان هيفلين إلى طائرة ركّاب مدنية ومعه قنبلة. علاوة على ذلك هناك أحوال جوية خطرة قد تقود بدورها إلى هلاك الجميع. دين مارتن يقود الطائرة (كارثة ثالثة) وحوله بيرت لانكستر وجورج كيندي وجاكلين بيسَت.

The Poseideen Adventrue

* إخراج: رونالد نيم (1972)

تنقلب الباخرة الضخمة رأساً على عقب وسط المحيط. الناجون من الموت لحظة الحادثة عليهم مواجهة الغرق إذ بدأت المياه بالتسرب. اعتُمد على جين هاكمن للبحث عن طريق نجاة في ظروف صعبة.

Earthquake

* إخراج: مارك روبسون (1974)

زلزال لوس أنجليس الموعود يقع والضحايا بالملايين. شارلتون هستون كان حذّر من الكارثة قبل حدوثها، بيد أن أحداً لم يوافقه. زُوّدت الصالات بجهاز يُحدث هزّة داخلها عند مشاهد الزلزال. هذه تبقى أفضل ما في الفيلم.

بول نيومان في «البرج الجهنمي» (توينتيث سينشري فوكس)

The Towering Inferno

* إخراج: جون غيلرمن (1974)

ناطحة سحاب في لوس أنجليس تتعرض لحريق في أحد أدوارها العليا حابسة الناس في شققهم. يتعاون ستيف ماكوين وبول نيومان لإنقاذهم. مشاهد حابسة للأنفاس لمن تطوّع بإلقاء نفسه من علٍ هرباً من النيران.

Avalanche

* إخراج: كوري ألين، لويس تيغ (1978)

روك هدسون بنى منتجعاً للتزلّج رغم مخاطر المنطقة الجبلية، وبعد دقائق نشاهد الانهيار الثلجي الكبير نتيجة رجّة سببتها طائرة فوق قممه. الدراما صفر لكن مشاهد الانهيار الجليدي فوق المنتجع ومن فيه جيدة.

When Time Ran Out

* إخراج: جيمس غولدستين (1980)

فيلم آخر عن جزيرة سياحية قيد التطوير على الرغم من التهديد الكامن في جبل هادر. ورغم تحذيرات بول نيومان فإن رجل الأعمال المستثمر يمضي في مشروعه إلى أن ينفجر البركان ويدمر ما في طريقه.

Twister

* إخراج: جان دِه بونت (1996)

أحد الأفلام الأولى التي ربطت الكوارث بالتغيير المناخي، وعمل مشوق رائع التنفيذ قاد بطولته بيل باكستون وهيلين هَنت. عائلة في قلب زوبعة خطرة، لم تكن تتوقع درجة العنف والزوابع التي صاحبتها.

Dante’s Peak

* إخراج: روجر دونالدسن (1997)

فيلمان عن براكين ثائرة في عام 1997 هذا أفضلهما (الآخر هو Volcano لميك جاكسن). المكان منتجع أميركي (آخر) وبركان يهدد الموجودين ينفجر بعد نحو نصف ساعة. بطولة بيرس بروسنان وليندا هاملتن.

Titanic

* إخراج: جيمس كاميرون (1997)

ليس الفيلم الوحيد عن كارثة الباخرة التي قيل عنها إنها لا تغرق لكنها غرقت بعد اصطدامها بجبل ثلجي. يتابع المخرج الكارثة ويفرد في وسطها قصّة حب بين ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت. إنتاج كبير وناجح.

Deep Impact

* إخراج: ميمى ليدير (1998)

نيزك ضخم يتوجه إلى الأرض (اختار الولايات المتحدة). رئيس الجمهورية الأميركي (مورغان فريمان) يواجه الأميركيين بالحقيقة ويعلن أنه تم بناء ملجأ يتّسع لمليون شخص. صراع ضد الوقت منفّذٌ جيداً.

The Day After Tomorrow

* إخراج: رولان إيميريش (2004)

ليس فيلم إيميريش الكوارثي الوحيد، لكنه أفضل من سواه. الشاشة مشغولة بالحركة وبعض المعاني الإنسانية عندما يرتفع البحر ليغطّي المدن الأميركية ويسعى أب (دينيس كوايد) لإنقاذ وحيده.

Contagion

* إخراج: ستيڤن سودربيرغ (2011)

هل كان المخرج على علم بوباء «كورونا» قبل حدوثه؟ يوفر وقائع تكرّرت بالفعل بعد 9 سنوات عندما انتشر الوباء. جوينيث بالترو أول ضحايا الفيلم التي أصيبت بالڤيروس خلال زيارة عمل للصين.

لقطة من فيلم «المستحيل» (ميدياست)

The Impossible

* إخراج: ج. أ. بايونا (2012)

على أثر التسونامي الذي ضرب ساحل تايلاند حقّق الإسباني بايونا هذا الفيلم عن محاولات عائلة بريطانية العثور على بعضهم، وسط الدمار الذي خلّفته الكارثة. ناوومي واتس وإيوان مكروغر في البطولة.