معدل إصابات العالم يعاود الارتفاع بـ«دلتا»

دول تفتح حدودها وأخرى تغلقها

فرنسي يرفع لافتة كتب عليها «لا للجواز الصحي» خلال مظاهرة أمس (أ.ف.ب)
فرنسي يرفع لافتة كتب عليها «لا للجواز الصحي» خلال مظاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

معدل إصابات العالم يعاود الارتفاع بـ«دلتا»

فرنسي يرفع لافتة كتب عليها «لا للجواز الصحي» خلال مظاهرة أمس (أ.ف.ب)
فرنسي يرفع لافتة كتب عليها «لا للجواز الصحي» خلال مظاهرة أمس (أ.ف.ب)

أصاب وباء «كوفيد - 19» أكثر من مئتي مليون شخص حول العالم، وفق تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى أرقام رسمية، فيما يعاود معدل الإصابات الارتفاع مجدداً، خصوصاً في آسيا وأستراليا.
وأعلنت السلطات الأسترالية أمس (الخميس)، تدابير إغلاق عام للمرة السادسة في ملبورن، ثانية مدن البلاد، في وقت سجّلت سيدني معدل إصابات قياسياً. وتبذل السلطات قصارى جهدها لتجنب السيناريو الأسوأ مع سرعة تفشي المتحورة «دلتا».
ومع دخول ولاية فيكتوريا (جنوب شرق) وعاصمتها ملبورن، مرحلة الإغلاق العام، بات أكثر من نصف سكان أستراليا البالغ عددهم 25 مليون نسمة يلازمون منازلهم مجدداً.
في تايلند، حيث تتفشى المتحورة «دلتا»، تلجأ مراكز حفظ الجثث المكتظة بالجثامين جراء الفيروس إلى استئجار حاويات مبردة لإيداع الجثث فيها، بينما فرق الطب الشرعي باتت على شفير الانهيار.
وقال الموظف في مشرحة مستشفى جامعة «تاماسات» في شمال بانكوك: «العبء الجسدي والمعنوي ثقيل للغاية (...)، بعض أفراد طاقمنا يُغمى عليه. نحن على وشك استنفاد حدود قدراتنا».
وسجّلت السلطات أمس (الخميس)، نحو 21 ألف إصابة، في معدّل قياسي منذ بدء تفشي الوباء، و160 وفاة غالبهم في بانكوك.
في اليابان، سجّلت طوكيو أمس معدل إصابات قياسياً (أكثر من 5042)، وتعتزم السلطات توسيع تدابير الإغلاق لتشمل ثماني مقاطعات إضافية، في خطوة تأتي قبل ثلاثة أيام من انتهاء الألعاب الأولمبية.
وأوضح رئيس الحكومة يوشيهيدي سوغا، أمس، أن «العدوى تنتقل بوتيرة لم نعرفها من قبل». وتجاوزت الإصابات اليومية عتبة العشرين ألفاً في ماليزيا أمس، في معدل قياسي، وتقترب من عتبة عشرة آلاف وفاة. وارتفع معدل الإصابات الجديدة في العالم منذ مطلع يونيو (حزيران) بنسبة 68%، لينتقل من 360 ألف إصابة إلى 600 ألف. ويعود ذلك بشكل خاص إلى تفشي المتحورة «دلتا» سريعة العدوى.
وبشكل موازٍ، ازداد عدد الوفيات المسجّل يومياً (9350 حالياً)، ولكن بوتيرة أقل، بنسبة 20% منذ مطلع يوليو (تموز)، بعدما كان قد انخفض إلى 7800 وفاة يومياً.
في الإجمال، أودى الوباء بحياة أكثر من أربعة ملايين و257 ألفاً و424 شخصاً منذ رصد الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) 2019. وتتوقّع منظمة الصحة العالمية أن يكون الرقم الفعلي أعلى بمرتين أو ثلاث.
تعتزم الولايات المتحدة، التي أغلقت حدودها أمام غالبية الأجانب مع تفشي فيروس «كورونا»، البدء بالسماح للوافدين الذين تلقوا لقاح «كوفيد» بالكامل بدخول أراضيها، وفق ما أفاد مسؤول في البيت الأبيض أول من أمس (الأربعاء).
وقال إن واشنطن تطور «مقاربة على مراحل ستعني مع مرور الوقت أنه يتعين على المسافرين الأجانب إلى الولايات المتحدة من جميع البلاد وباستثناءات محدودة أن يكونوا قد تلقوا اللقاح بالكامل»، دون أن يحدد إطاراً زمنياً للتنفيذ.
وتمثل هذه الخطة تطوراً أولياً لكنه على قدر من الأهمية في النهج الذي اتبعته الولايات المتحدة لمكافحة جائحة «كوفيد»، خصوصاً أن واشنطن كانت قد أعلنت في 26 يوليو أنها ستُبقي على القيود المفروضة على الوافدين الأجانب، في تجاهل للضغوط الأوروبية في هذا المجال.
وأعلنت فرنسا أمس، عن آلية تخوّل السياح الذين تلقوا لقاحات خارج الاتحاد الأوروبي الحصول على تصريح صحي (اختبار يثبت عدم إصابتهم أو شهادة تطعيم أو تعافٍ)، لدخول أماكن الترفيه والثقافة، على أن تشمل قريباً أماكن أخرى بينها المطاعم ووسائل النقل والمستشفيات.
في المقابل، أعلنت الصين تشديد قيود سفر مواطنيها إلى الخارج، فيما تواجه البلاد تفشياً جديداً للوباء.
ورفض البيت الأبيض أول من أمس (الأربعاء)، دعوة منظمة الصحة العالمية إلى تجميد توزيع جرعات اللقاح المعزِزة ضد «كوفيد - 19»، معتبراً أن الولايات المتحدة «ليست بحاجة» إلى أن تختار ما بين توزيع جرعات معزِزة أو إرسال هبات إلى الدول الفقيرة.
وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، معلقةً على طلب منظمة الصحة: «إنه بديل خاطئ». وأضافت: «نعتقد أن بإمكاننا القيام بالأمرين (...) لسنا بحاجة إلى أن نختار» ما بين توفير جرعات ثالثة للأميركيين -وهذا لم يتقرر رسمياً بعد في مطلق الأحوال- ومساعدة الدول الفقيرة.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، أنّ حكومته تستعدّ لتنظيم حملة تلقيح معززة في سبتمبر (أيلول) «للأشخاص الأكثر ضعفاً وتقدماً في العمر».
في مواجهة الهوة التي تفصل بين الدول الغنية حيث تتوافر اللقاحات بكثرة، والدول الفقيرة التي لم تتمكن من تلقيح سوى نسبة ضئيلة من سكانها، طالبت منظمة الصحة العالمية بتجميد توزيع الجرعات المعزِزة للقاحات سعياً لإحلال توازن وإن كان محدوداً.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي (الأربعاء) في جنيف: «نحتاج إلى قلب الوضع بسرعة والانتقال من توجيه غالبية اللقاحات إلى الدول الغنية، إلى توجيه غالبيتها إلى الدول الفقيرة»، مؤكداً أن التجميد يجب أن يستمر «حتى نهاية سبتمبر على الأقل».
وتندد المنظمة منذ أشهر بعدم وصول اللقاحات بشكل متساوٍ إلى الدول. ومن أصل أربعة مليارات جرعة أُعطيت حول العالم، ذهبت 80% منها إلى البلدان مرتفعة ومتوسطة الدخل، في حين يعيش فيها أقل من 50% من سكان العالم.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.