أول غارة إسرائيلية منذ 15 عاماً تفاجئ «حزب الله»

لبنان يتحدث عن «نيات عدوانية» ويلجأ إلى مجلس الأمن

TT

أول غارة إسرائيلية منذ 15 عاماً تفاجئ «حزب الله»

فاجأ القصف الجوي الإسرائيلي الأول، منذ 15 عاماً، الذي استهدف موقعَيْن غير مأهولَيْن في جنوب لبنان، فجر أمس، الأوساط السياسية اللبنانية و«حزب الله»، الذي لم يعلن موقفاً، رغم نفي مقربين منه أي ضلوع له في عملية إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه إسرائيل، أول من أمس (الأربعاء)، فيما لجأ لبنان إلى مجلس الأمن، واعتبر الرئيس ميشال عون أن القصف الإسرائيلي «يؤشر إلى وجود نيات عدوانية تصعيدية».
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن صدى القصف الجوي الإسرائيلي دوى في أنحاء منطقتي النبطية ومرجعيون في الجنوب، وقالت إن المناطق التي تعرضت للغارات «غير مأهولة بالسكان، ولم تستهدف مباشرة قواعد عسكرية للحزب»، إذ استهدفت إحداها «طريقاً ترابياً في وادٍ قرب مجرى النهر».
وذكر «الإعلام الحربي» التابع لـ«حزب الله»، أن الطائرات الإسرائيلية أقدمت فجر الخميس على تنفيذ غارتين استهدفتا منطقة الدمشقية، في خراج بلدة المحمودية بالجنوب، بينما ذكرت تقارير أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت منطقة حرجية بصواريخ جو - أرض في منطقة الدمشقية في خراج بلدة العيشية.
وقال الجيش اللبناني إن إسرائيل أطلقت 92 قذيفة مدفعية سقطت في جنوب لبنان، وتسببت بحرائق في الغابات، في ظل موجة الحر التي تشهدها المنطقة. لكن لم ترد معلومات عن إصابات.
ورفع القصف الإسرائيلي وتيرة المخاوف في لبنان من أن يكون تحضيراً لعمل عسكري إسرائيلي، رغم نفي «حزب الله» ضلوعه في إطلاق الصواريخ. وقالت مصادر مطلعة على موقف الحزب إنه «يمتلك الجرأة للإعلان عن أي عمل عسكري يقوم به، ويكون له أسبابه ومبرراته للقيام بذلك»، وهو ما لم يتحقق بعد إطلاق الصواريخ التي يحقق الجيش اللبناني فيها، ويجمع المعطيات حولها، لتحديد الجهة الضالعة في إطلاقها من جنوب لبنان، ولأي سبب.
وقالت المصادر إن القصف الإسرائيلي «فاجأ الجميع في لبنان، بمن فيهم (حزب الله)»، بالنظر إلى توسعة مروحة القصف المدفعي نهاراً ليشمل المناطق الحدودية بالقصف على كامل الحدود، والإغارة الجوية ليلاً. وقالت إن الحزب «يبحث عن الأسباب التي دفعت إسرائيل لهذا القصف الأول من نوعه، قبل أن يصدر موقفاً»، علماً بأن أمينه العام سيتحدث، غداً (السبت)، في احتفال، ومن المتوقَّع أن يتطرق إلى هذا الملف.
ويمثل استخدام الغارات الجوية حدثاً مستجداً، بعد 15 عاماً. فقد استخدمت إسرائيل منذ حرب يوليو (تموز) 2006، وصدور القرار الدولي 1701، القصف المدفعي رداً على إطلاق صواريخ أو عمليات أمنية انطلاقاً من الداخل اللبناني، كما تم تفجير عبوات في السنوات الماضية اتهم «حزب الله» إسرائيل بالضلوع بها، كما اتهم الحزب تل أبيب بالضلوع في اغتيال أحد قادته، حسان اللقيس، بالرصاص في الضاحية الجنوبية لبيروت، لكن سلاح الجو لم يُستخدم إلا مرة واحدة لضرب نقطة حدودية بين لبنان وسوريا.
ومثلت الضربات الجوية خرقاً لقواعد الاشتباك المعمول بها بين «حزب الله» وإسرائيل منذ عام 2006، التي أسفرت عن توقف الحزب عن إطلاق الصواريخ في مقابل توقف الغارات الجوية. ويوثق الجيش اللبناني خروقاً جوية إسرائيلية يومية في الأجواء اللبنانية.
وتحرك لبنان باتجاه تقديم شكوى في مجلس الأمن، واعتبر الرئيس ميشال عون أن «تقديم الشكوى إلى الأمم المتحدة خطوة لا بد منها لردع إسرائيل عن استمرار اعتداءاتها على لبنان». وأعلن أن «استخدام إسرائيل سلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية هو الأول من نوعه منذ عام 2006، ويؤشر إلى وجود نيات عدوانية تصعيدية تتزامن مع التهديدات المتواصلة ضد لبنان وسيادته، وما حصل انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وتهديد مباشر للأمن والاستقرار في الجنوب».
وطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، من وزيرة الخارجية زينة عكر «الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة، السفيرة أمل مدللي، تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان». ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي «إلى ردع إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية».



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.