قضت محكمة جنائية سودانية، أمس، بإعدام 6 من قوات «الدعم السريع»، تمت إدانتهم بقتل 7 أشخاص، بينهم 4 طلاب في المدارس الثانوية، في احتجاجات سلمية شهدتها مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، غرب البلاد، في يوليو (تموز) 2019، قبيل تشكيل السلطة الانتقالية في البلاد.
وطالب أولياء الدم خلال جلسة النطق بالحكم بالقصاص ورفضوا العفو والدية. ويتبع المدانون قوات «الدعم السريع» التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو، الشهير بـــ«حميدتي».
وعُقِدت جلسة النطق بالحكم في إحدى القاعات بمقر المجلس التشريعي للولاية، حضرها النائب العام السوداني «المكلف» مبارك محمود عثمان، ممثلاً للحق العام. وقال قاضي محكمة الاستئناف أحمد الحسن الرحمة إن المتهمين أدينوا بالقتل العمد والاشتراك الجنائي. وأضاف: «بالنظر إلى ملابسات ووقائع الدعوى الجنائية وظروف ارتكابها، اتفق المتهمون جنائياً على قتل الطلاب عمداً بالاشتراك الجنائي بينهم، وهذا ما أكدته بيانات الاتهام القوية، واستناداً إلى سوابق قضائية لحكومة السودان ضد بعض الأفراد».
وقرر القاضي إدانة المتهمين الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والثامن بجريمة القتل العمد بالاشتراك. وأدانت المحكمة المتهم السادس بالقتل العمد، لكنها قررت تسليمه لمحكمة الطفل بالأبيض لعدم بلوغه السن القانونية عند ارتكاب الجريمة، لاتخاذ التدبير المناسب بشأنه.
وسقط القتلى إثر تعرضهم لإصابات مباشرة برصاص قناصة من قوات الدعم السريع التي كانت ترتكز لتأمين بنك في وسط المدينة، وتعاملت بالرصاص الكثيف مع المظاهرات السلمية لطلاب الثانويات الذين خرجوا احتجاجاً على زيادة أجرة المواصلات العامة والخبز وانقطاع الكهرباء.
وحركت أحداث القتل المروعة في الأبيض احتجاجات غاضبة في كل أنحاء البلاد ضد المجلس العسكري الانتقالي (المنحل) الذي كان يمسك بدفة الحكم في البلاد، ويعرقل تسليم السلطة لقوى الثورة المدنية. ويُعدّ الحكم الذي صدر عن المحكمة في الأبيض، الثالث من نوعه في قضايا القتل التي حدثت خلال الاحتجاجات في البلاد، إذ قضت محكمة في أم درمان في مايو (أيار) الماضي، بالإعدام على ضابط سابق بقوات «الدعم السريع» اتهم بدهس شاب بسيارة دفع رباعي، والتسبُّب بوفاته في الحال صبيحة مجزرة فض الاعتصام الشهيرة، في يونيو (حزيران) 2019.
كما أصدرت محكمة أخرى حكماً بالإعدام على 29 من أفراد جهاز الأمن والمخابرات (المنحلّ) أُدينوا بقتل المعلم أحمد الخير في منطقة حلفا شرقَ البلاد، في بداية الاحتجاجات ضد حكم الرئيس المعزول عمر البشير في 2018.
وتنظر محكمة جنايات وسط الخرطوم في قضية مقتل الطالب الجامعي محجوب التاج (20 عاماً) جراء التعذيب والضرب في يناير (كانون الثاني) 2019. المتهم فيها ضباط وأفراد من منسوبي جهاز أمن البشير. ويعطل غياب المحكمة الدستورية تنفيذ الأحكام القضائية الخاصة بالإعدام، وتأخر تشكيلها لعدم صدور قانون مجلس القضاء العالي الذي بموجبه يتم تأسيس المحكمة.
محكمة سودانية تقضي بإعدام ستة من «الدعم السريع»
محكمة سودانية تقضي بإعدام ستة من «الدعم السريع»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة