القضماني لـ «الشرق الأوسط» : السباحة السعودية تعاني «أزمة تشغيل»... و«نافس» ستجهزنا لأولمبياد 2024

رئيس اتحاد السباحة دعا الأسر إلى المشاركة في تنمية مواهب أبنائها في هذه الرياضة

يوسف بوعريش خلال مشاركته في أولمبياد طوكيو مؤخراً (الشرق الأوسط)
يوسف بوعريش خلال مشاركته في أولمبياد طوكيو مؤخراً (الشرق الأوسط)
TT

القضماني لـ «الشرق الأوسط» : السباحة السعودية تعاني «أزمة تشغيل»... و«نافس» ستجهزنا لأولمبياد 2024

يوسف بوعريش خلال مشاركته في أولمبياد طوكيو مؤخراً (الشرق الأوسط)
يوسف بوعريش خلال مشاركته في أولمبياد طوكيو مؤخراً (الشرق الأوسط)

سجلت السباحة السعودية حضوراً جيداً في أولمبياد طوكيو «2020» من خلال اللاعب يوسف بوعريش الذي يشارك للمرة الأولى في مثل هذه المنافسات العالمية الكبرى حيث سجل بعض المكاسب في المشاركة من أهمها تحطيم رقمه الشخصي في منافسات «100 م» فراشة ليزرع بذرة أمل جديدة في الظهور بشكل أفضل في المناسبات الكبرى القادمة خصوصاً أنه لم يتجاوز سن 20 عاماً.
وعلى الرغم من أن لعبة السباحة تعد من أهم الرياضات الأولمبية السعودية التي وصلت عدة مرات إلى الأولمبياد فإن المشاركات كانت أقل من التطلعات من حيث المنافسة على إحراز ميداليات بل الاكتفاء بالمشاركات وتحطيم الأرقام الشخصية واكتساب مزيد من الخبرة والتجربة.
ويرى المهندس أحمد القضماني رئيس الاتحاد السعودي للسباحة أن ما قدمه بوعريش في الأولمبياد الأخير يشير إلى مدى التطور الذي بات عليه السباح الأولمبي وتجاوزه الكثير من المصاعب وتحطيم رقمه الشخصي على أمل أن يتطور بشكل أكبر ويصل إلى أولمبياد باريس وقد اكتسب المزيد من القدرات على تحقيق منجز كبير للسباحة السعودية.
وأضاف المهندس القضماني وهو السباح السعودي الأبرز في تاريخ اللعبة في السعودية، حيث شارك في مناسبتين أولمبيتين في برشلونة 1992 وسيدني 2000، أن السباحة السعودية تحتاج إلى الكثير من العمل والجهد والدور الكبير ليس من الاتحاد فقط بل هي حلقة متواصلة بين النادي والمدرب والاتحاد وحتى المجتمع إضافةً إلى العمل على تشغيل المسابح بشكل أفضل في الفترة القادمة.
وزاد القضماني بالقول: «المسابح والإمكانيات في السعودية ليست أقل من بعض الدول العربية التي حققت منجزات مثل تونس ومصر التي أخرجت أبطالاً أولمبيين آخرهم السباح الحفناوي وقبله الملولي، ولكن هناك فارق في عدد الممارسين وتشغيل المسابح وحرص الأهالي على إلحاق أبنائهم بهذه اللعبة حيث يمكن العمل حينها على توسيع قاعدة اللعبة والممارسين أضعافاً مضاعفة في المملكة عن الرقم الحالي».
وأوضح القضماني أن في تونس على سبيل المثال يتم استقبال أكثر من 1500 سباح في وقت واحد ويتم عمل التدريبات والمنافسات ولا يوجد هناك أزمة تشغيل كما هو الحال في المسابح السعودية في حال وصل العدد حتى إلى 50 سباحاً فقط ولذا هناك فوارق كثيرة في هذا الجانب.
وأضاف: «في تونس أيضاً توجد أكاديميات تعليم مختصة ومنتشرة وتنافس وتسهم في صناعة الأبطال، ولذا لا يمكن القول إن المنجزات التي يحققها السباحون في تونس تمثل صدفة أو ضربة حظ، حينما تكون مسابحنا مكتظة ويكون هناك تنافس كبير جداً في المسابح وتتغير سياسة التشغيل الحالية للمسابح وتتسع القاعدة يمكن أن ننافس بقوة على الصعيد العالمي والأولمبي».
وطرح المهندس القضماني مثالاً آخر في الدول العربية المتفوقة في السباحة مثل مصر، حيث أوضح أن الأسر هناك يتنافسون بقوة من أجل جلب أبنائهم لتعلم السباحة، وهذه مبادرات من الأمهات والآباء، كما أن هناك ابتعاثاً لمواهب خارج مصر ومنها العشرات لأميركا والمشاركة هناك والاحتكاك مع النجوم من أجل أن يكتسبوا الكثير من الخبرة والتجربة ويعودوا لتمثيل بلادهم أكثر خبرة وينافسوا في المشاركات التي يوجدون فيها.
كما أوضح القضماني أن أستراليا تعد من النماذج الرائعة في العالم من حيث الاهتمام وصناعة الأبطال والمنافسة القوية، ولذا هناك معطيات، ولكن تزيد الحاجة إلى التفاعل أكثر من الجميع حتى تتحقق الأهداف المطلوبة.
وأشار إلى أن المملكة لا تعاني من ضعف حجم السكان والخامات المتوزعة على مختلف مناطق المملكة الواسعة، إلا أن العمل يتطلب التغيير من الجميع وليس من الاتحاد السعودي للسباحة والذي يشرف على تنظيم المنافسات ويعمل على استغلال المتاح من ناتج للأندية والمدربين وكذلك تفاعل المجتمع مع الرياضة ومن بينها السباحة، إضافةً إلى الأمور المتعلقة بتشغيل المسابح والتي تمثل عنصراً مهماً جداً.
وأشاد المهندس القضماني بالدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية من الحكومة وتطبيق استراتيجية دعم الأندية والتي تمنح الأندية مبالغ مالية كبيرة مقابل جمع نقاط من خلال تفعيل الألعاب الرياضية والمنافسة فيها، مبيناً أن الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، يتابع عن قرب ويدعم بشتى أنواع الدعم ويقدم كل ما هو مطلوب من أجل الرقيّ بالألعاب، ويحرص على نشرها ويسعى لتذليل كل المصاعب التي تعترضها، ويبقى دور الأندية فاعلاً جداً ومهماً من أجل استغلال هذا الدعم المالي والمعنوي من أجل الإنجاز، لأنها الأساس في صناعة النجوم.
وأضاف: «وزير الرياضة يتابع بنفسه ويقدم كل ما هو ممكن، ونتمنى أن تكون المساعي والجهود كبيرة من الجميع كي يتحقق ما يصبو إليه المسؤولون ويتم استغلال الإمكانيات الضخمة التي تقدمها الدولة في سبيل النهوض بجميع المجالات ومن بينها المجال الرياضي».
وعن الخطط لأولمبياد باريس 2024 وهل يمكن أن نرى أبطالاً سعوديين في لعبة السباحة ينافسون على ميداليات أولمبية، قال المهندس القضماني: «تبقى أقل من ثلاث سنوات على الحدث المقبل ولذا خلال هذا الوقت الزمني لا يمكن صناعة الشيء الكثير، ولكن يمكن أن نسعى إلى تطوير الأسماء الموجودة حالياً وفي مقدمتهم بوعريش من أجل تسجيل مشاركة أفضل وتحطيم أرقام جديدة، وهناك في الحقيقة مواهب كثيرة يمكن المراهنة عليها دون ذكر أسماء حتى لا يتم الضغط عليها».
وأضاف: «ليس من الأشخاص الذين يحبون الوعود وإطلاق الأماني، إذا أصبحت كذلك سأقول إنني سأجهز 10 نجوم في السباحة من الرجال ومثلهم في السيدات وسأنافس وأقول وعوداً كثيرة، ولكن هذا ليس من طبعي ولا أرى أن ذلك إيجابي، الحديث بالواقع والسعي لتصحيح بعض الأمور وتوسيع القاعدة وأمور كثيرة هي أولى أن نقوم بها بدلاً من الوعود، الوعد الذي يمكن أن نقوله أننا سنعمل من أجل استغلال كل ما هو متاح والدعم الكبير الذي تلقاه الرياضة من الحكومة الرشيدة وسنعمل على توسيع القاعدة من السباحين والسعي لصناعة أبطال في المستقبل».
وتطرق القضماني إلى برنامج «نافس» الذي أطلقته وزارة الرياضة مؤخراً والذي يفتح المجال للأكاديميات الخاصة وغيرها للحصول على الترخيص والتنافس في مسابقات الاتحادات الرياضة، مؤكداً القيام بالتسهيلات لكل من يود الوجود في منافسات السباحة من اتحاد اللعبة.
وبالعودة إلى مشاركة بوعريش الأخيرة في الأولمبياد ومدى الرضا عن هذه المشاركة، قال المهندس القضماني: «في الحقيقة كانت مشاركة مميزة وكان تحطيم الرقم الشخصي في حد ذاته منجزاً مقارنةً بالظروف التي مر بها يوسف وعدم مشاركاته الخارجية في آخر موسمين واقتصار معسكراته على الداخلية منها ولذا نعد المشاركة للسباح بوعريش موفَّقة ونبني عليها للمستقبل، وهناك بطولة خليجية قريبة في دولة قطر وسيشارك بها ونأمل منه أن يسجل المزيد من الأرقام الجديدة مع عدد من السباحين السعوديين».
وبيّن القضماني عدم خوض بوعريش معسكرات خارجية في العامين الأخيرين نتيجة لإجراءات «كورونا» ومكافحته، إلا أن هناك سباحين على مستوى العالم كانوا في بطولات ومعسكرات وشاركوا واستعدوا أفضل ولذا كانت الإشادة بمشاركة بوعريش والبناء عليها للمستقبل من أجل أن يتم تحقيق نتائج أفضل في المستقبل وتحديداً في أولمبياد باريس، مجدداً تأكيد أنه لا يتحدث بالأماني بل بالمعطيات.
من جانبه أكد السباح يوسف بوعريش لـ«الشرق الأوسط» أنه راضٍ عن مشاركته الأولمبية الماضية بعد أن حطم رقمه الشخصي، مبيناً أن كل مناسبة يشارك فيها تمنحه مزيداً من الخبرة.
وسيدخل بوعريش خلال الفترة القليلة المقبلة في تحدٍّ من أجل كسر الرقم الخليجي الذي يملكه السباح الكويتي عباس قلي، حينما يشارك في خليجية الدوحة.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.