تطعيم «الجرعة الثانية» في مخيمات شمال شرقي سوريا

مناطق «الإدارة الذاتية» تسجل أدنى معدل للإصابات اليومية

حملة تطعيم الجرعة الثانية من اللقاح في مخيم العريشة بالحسكة (الشرق الأوسط)
حملة تطعيم الجرعة الثانية من اللقاح في مخيم العريشة بالحسكة (الشرق الأوسط)
TT

تطعيم «الجرعة الثانية» في مخيمات شمال شرقي سوريا

حملة تطعيم الجرعة الثانية من اللقاح في مخيم العريشة بالحسكة (الشرق الأوسط)
حملة تطعيم الجرعة الثانية من اللقاح في مخيم العريشة بالحسكة (الشرق الأوسط)

بدأت فرق «منظمة الصحة العالمية» ومديرية الصحة التابعة للحكومة السورية، بحملة تطعيم الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا»، في مخيمات النازحين السوريين المنتشرة في مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، في وقت حذر مسؤول طبي يعمل في «الإدارة الذاتية» من انتشار متحور «دلتا» من وباء «كورونا»، داعياً سكان المنطقة إلى أخذ التدابير الوقائية، خشية من احتمالية عودة موجة رابعة من الوباء.
وقال زاهر غربي مدير مخيم العريشة في حديث إلى «الشرق الأوسط» إن «الفرق الطبية التابعة لـ(منظمة الصحة العالمية) ومديرية الصحة الحكومية، بدأت حملة تطعيم الجرعة الثانية في المخيم»، موضحاً أن «أعمار الذين تلقوا الجرعة الثانية كانت 55 فما فوق، لا سيما الذين أخذوا الجرعة الأولى من لقاح (أسترازينيكا)، وحملة التلقيح ستستمر حتى 12 من الشهر الحالي».
ومخيم العريشة يقع على بُعد نحو 45 كيلومتراً جنوب محافظة الحسكة، تأسس سنة 2016.
ويعيش فيه اليوم أكثر من 14 ألف نازح يتحدرون من مدن وبلدات مدينة دير الزور، وهم 2700 عائلة، وعدد الخيام يصل إلى 3200 خيمة، ولم يشهد تسجيل إصابات بفيروس «كورونا». ومن المقرر أن تبدأ «منظمة الصحة العالمية» توزيع الجرعة الثانية من اللقاح بمخيم «الهول» في 8 من الشهر الحالي، ليصار في اليوم نفسه توزيع اللقاحات في مخيمي «واشوكاني» و«سري كانيه» بالحسكة الخاص بنازحي بلدة رأس العين، وتستمر الحملة 15 يوماً تشمل الأمراض المزمنة، للذين بلغت أعمارهم فوق 55 سنة.
غير أن بعض الدول من بينها سوريا، عجزت عن تطعيم 1 في المائة من سكانها حتى اليوم رغم توزيع اللقاحات منذ مطلع ربيع العام الحالي؛ بسبب ضعف الإمكانات المالية والحرب الدائرة منذ 10 سنوات التي أنهكت اقتصاد البلاد، ودمار البنية التحتية.
بدوره، حذر مصطفى كلش المسؤول الطبي في إقليم الجزيرة التابعة للإدارة الذاتية من انتشار متحورة «دلتا» التي ظهرت بالعديد من دول العالم ودول الجوار. ودعا الأهالي إلى التقيد بالتدابير الوقائية والاهتمام بالرعاية الصحية لمواجهة الموجة الرابعة المتوقعة من انتشار وباء «كورونا».
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الوقاية من الفيروس «هي الأساس، إلى جانب التلقيح، وأخذ جرعات التطعيم، وندعو أبناء شعبنا الالتزام بتدابير الوقاية والسلامة الصحية وينتبهوا إلى أنفسهم، والتقيُّد بتعليمات والنصائح الكوادر الطبية في هذا المجال لمواجهة (كورونا) وسلالاتها».
ولفت إلى أن الراغبين في تلقي اللقاح بالجرعة الأولى يمكنهم مراجعة المراكز المحددة في مدن وبلدات منطقة الجزيرة. وأضاف قائلاً: «كل من يتجاوز الثامنة عشرة من العمر يمكنه أخذ اللقاح، وننصح بأخذ اللقاحات».
ويناشد مسؤولو الإدارة ورؤساء الطواقم الطبية في منظمة «الهلال الأحمر الكردية» الطبية وهيئات الصحة، الناس، الوقاية من تحوُّر جديد للفيروس، وسط مخاوف من تصاعد أعداد الإصابات في المنطقة. واستبعدوا اتخاذ إجراءاتٍ جديدة، مثل فرض حظر تجوال جزئي أو كلي وإغلاق المعابر الحدودية، جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجهها المنطقة، وطالبت سكان المنطقة بضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والابتعاد عن التجمعات.
وسجلت هيئة الصحة بالإدارة الذاتية، أول من أمس، 5 حالات إصابة جديدة بفيروس «كورونا» على مدار 3 أيام، وهي أدنى حصيلة يومية منخفضة منذ ظهور الفيروس في شهر مارس (آذار) العام الماضي، وبلغت الحصيلة الإجمالية 18694 من بينها 768 حالة وفاة، و1899 حالة تماثلت للشفاء.
من جانبه، حذر الدكتور جوان مصطفى، رئيس هيئة الصحة بالإدارة، من اجتياح موجة رابعة من جائحة «كورونا». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الموجة «انتشرت مؤخراً في دول الجوار، ولا نستبعد انتشارها في مناطق الإدارة، وهي أكثر خطورة من سابقاتها». وطالب الأهالي بالتقيد بالتدابير الوقائية اللازمة.
وتسببت الحرب الدائرة في سوريا منذ 10 سنوات في خسائر فادحة في أنظمة الرعاية الصحية، حيث دُمرت كثير من المستشفيات. وخرج كثير من النقاط الطبية والعيادات عن الخدمة، وتعاني مناطق شرق الفرات أساساً من نقص حاد بالمعدات الصحية والطبية، بسبب توقف المساعدات بعد إغلاق معبر تل كوجر - اليعربية الحدودي مع العراق بفيتو روسي - صيني منتصف العام الماضي، وشكل انتشار فيروس «كورونا المستجد» تهديداً مضاعفاً.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.