القوات العراقية تتقدم بشكل سريع في عملية استعادة السيطرة على تكريت

ألف مقاتل من قوات مقتدى الصدر تصل إلى صلاح الدين

القوات العراقية تتقدم بشكل سريع في عملية استعادة السيطرة على تكريت
TT

القوات العراقية تتقدم بشكل سريع في عملية استعادة السيطرة على تكريت

القوات العراقية تتقدم بشكل سريع في عملية استعادة السيطرة على تكريت

وصل إلى تكريت أكثر من ألف مقاتل من «سرايا السلام» التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يرافقها رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب حاكم الزاملي.
وقال الزاملي لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «جئنا لتقديم المساعدات للأسر في المناطق المحررة في محافظة صلاح الدين وقافلتنا محملة بالمواد الغذائية والإنسانية وسيتم توزيعها على أهلنا في مدن صلاح الدين المحررة، وكذلك لمشاركة مقاتلي (سرايا السلام) في عملية (لبيك يا رسول الله) بعد أن تم رفع التجميد عن عمل السرايا بقرار من سماحة السيد مقتدى الصدر».
وأضاف الزاملي: «اجتمعت مع القيادات الأمنية في قواطع محافظة صلاح الدين، وتم التنسيق مع تلك القيادات بإسناد دور مهم وحيوي لفرقة سرايا السلام في عمليات التحرير تحت إشراف القيادات العسكرية التابعة للجيش العراقي».
فيما أعلن المتحدث باسم زعيم التيار الصدري، الشيخ صلاح العبيدي، أول من أمس، أن «عمليات تحرير محافظة صلاح الدين شجعت السيد مقتدى الصدر على رفع التجميد عن (سرايا السلام)».
من جهته، قال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قائد عمليات صلاح الدين، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «قواتنا المسلحة وبكافة صنوفها وتشكيلاتها والقوات المساندة لها من الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر تحقق تقدمًا سريعًا داخل مدينة تكريت خلال المواجهات مع مسلحي تنظيم داعش، بينما تقوم فرق من الجهد الهندسي بعملية رفع العبوات الناسفة وتفكيكها حيث يقوم مسلحو التنظيم بزرع العبوات الناسفة في المناطق التي ينسحب منها». وأضاف أن «قواتنا تستخدم في معاركها مع مسلحي تنظيم داعش كل أنواع الأسلحة من قاذفات للصواريخ والمدفعية الثقيلة وبمساندة من طيران الجيش العراقي في حملة كبرى لاستهداف مواقع التنظيم وتحرير مدينة تكريت بأسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر».
وحسب «رويترز»، فإن الهجوم قد توقف، أمس، لاستعادة مدينة تكريت العراقية بعد يومين من توغل قوات الأمن العراقية وميليشيات شيعية في الأساس في مسقط رأس صدام حسين في أكبر عملية من نوعها ضد تنظيم داعش. وقال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين إن القوات العراقية لن تتقدم حتى تصل التعزيزات إلى تكريت التي لا يزال تنظيم داعش يسيطر على نصفها تقريبا. وحول مسلحو «داعش» الذين يستخدمون أساليب حرب العصابات المدينة إلى متاهة من القنابل محلية الصنع والمباني الملغومة كما يستخدمون القناصة لوقف تقدم القوات العراقية.
وقال هادي العامري، قائد منظمة بدر الشيعية، الذي يعد حاليا من أكثر الشخصيات نفوذا في العراق، إن «نتيجة المعركة في تكريت ليست محل شك، لكن القوات العراقية في حاجة إلى الوقت».
من جهة أخرى، قال مصدر أمني، رفض الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعركة ضد تنظيم داعش أخذت بالتوسع، وإن قوات من الجيش العراقي تساندها قطعات من قوات الحشد الشعبي ومتطوعي العشائر العراقية شرعت في تحرير للقرى المحيطة بقضاء الحويجة (55 كم جنوب غربي محافظة كركوك) شمال العراق تمهيدا لتحريره من مسلحي تنظيم داعش، مشيرا إلى «تمكن القوات العراقية من استعادة مجمع اليرموك وقرية الكعوبة في ناحية الرشاد جنوب غربي محافظة كركوك، وأن القوات شرعت في عمليات عسكرية بقريتي البشارية والشمسية جنوب غربي المحافظة».
«الشرق الأوسط» تحدثت إلى عدد من المقاتلين في جبهة صلاح الدين، وقال العقيد محمد إبراهيم، مدير إعلام الشرطة الاتحادية، إحدى التشكيلات المهمة في حملة «لبيك يا رسول الله» لتحرير بمحافظة صلاح الدين من سطوة تنظيم داعش، «على مدى أشهر مضت تمكنا من إعداد قوات كبيرة من منتسبي الشرطة الاتحادية وبإشراف مباشر من الفريق رائد جودت قائد الشرطة الاتحادية وأطلقنا على تلك القوات (قوة تحرير العراق) حيث تدربت 10 أفواج تدريبًا صحيحًا في أجواء أشبه بمسرح المعارك في المدن المطلوب تحريرها وبالفعل تم تحرير أكثر من 97 منطقة بين قرية وناحية وقضاء في مناطق مختلفة من مدن العراق، وكانت البداية من جرف الصخر مرورًا بتحرير محافظة ديالى بالكامل إلى فك الحصار عن المجمع السكني في ناحية البغدادي غرب الأنبار، واليوم قطعاتنا تساهم وبشكل فاعل في تحرير مدن صلاح الدين. معنوياتنا عالية وجنودنا يرفضون النزول إلى أهلهم حرصًا منهم على إنجاح الحملة الكبرى لتحرير مناطق العراق من سطوة مسلحي (داعش)».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.