واشنطن قلقة من انتهاكات في مناطق محررة من {داعش}

مباني تحترق في بلدات عدة بعد وصول ميليشيات

واشنطن قلقة من انتهاكات في مناطق محررة من {داعش}
TT

واشنطن قلقة من انتهاكات في مناطق محررة من {داعش}

واشنطن قلقة من انتهاكات في مناطق محررة من {داعش}

قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة قلقة من تقارير أفادت بأن ميليشيات مسلحة أضرمت النيران في منازل أثناء تقدمها في مدينة تكريت العراقية، لكن المسؤولين أوضحوا أن ليست لديهم حالات مؤكدة بحدوث انتهاكات خلال الهجوم الكبير ضد تنظيم داعش.
وخاضت قوات الأمن العراقية والجماعات الشيعية المسلحة قتالا ضد المتشددين السنة في تكريت يوم الخميس بعد يوم من تقدمهم في تكريت في أكبر هجوم حتى الآن ضد «داعش».
وقال المسؤولون الأميركيون إنهم يتابعون عن كثب الروايات المقبلة من تكريت، ومنها تسجيل مصور نشر على الإنترنت وتظهر فيه أبنية أضرمت فيها النيران، لكنهم أوضحوا أن من الصعب تحديد المسؤولية مستندين إلى اتهامات ضد كل من الجماعات الشيعية المدعومة من إيران وضد مقاتلي داعش. وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه: «ما نعرفه هو أن هناك منازل تحترق»، حسبما نقلت رويترز. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي أمام الكونغرس هذا الأسبوع بأنه ليس لديه شك في أن الجماعات الشيعية المدعومة من إيران وقوات الأمن العراقية ستستعيد تكريت، لكنه عبر عن قلق إزاء المعاملة التي يتعرض لها المسلمون السنة هناك. وكان مقاتلو تنظيم داعش اقتحموا تكريت في يونيو (حزيران) الماضي خلال هجوم خاطف لم يتوقف إلا خارج بغداد. ويستخدمون منذ ذلك الحين مجمع القصور التي بنيت في تكريت خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين مقرا لهم. ودعا مسؤول أميركي آخر إلى توخي الحذر، لكنه أقر قائلا: «نتابع هذا (الأمر) عن كثب».
وتقول الولايات المتحدة إن بغداد لم تطلب دعما جويا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في حملة تكريت. ويأتي الدعم على الأرض من إيران التي أرسلت قائدا من قوات الحرس الجمهوري للإشراف على جزء من المعركة. ويتسم الوضع على الأرض بالغموض. ورأى صحافيون ممتلكات تحترق. وفي بعض الحالات أنحى مقاتلون شيعة باللوم في ذلك على مقاتلي تنظيم داعش المنسحبين. ويشتبه في حالات أخرى بأن الجماعات الشيعية استهدفت ممتلكات من يزعم أنهم متعاطفون مع «داعش».
وقال مسؤول أمني أميركي إن من المعتقد أن عدد القتلى في صفوف المدنيين بات محدودا للغاية منذ فرار الكثير من السكان من المدينة منذ وقت طويل. وطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي مرارا قادة الجيش وزعماء الجماعات الشيعية المسلحة باحترام المدنيين والحفاظ على الممتلكات في المناطق التي تتم استعادتها من «داعش».
وإذا استعادت الحكومة العراقية بزعامة الشيعة تكريت فستكون هذه هي أول مدينة يتم استرجاعها من المسلحين السنة وسيقدم ذلك قوة دفع في المرحلة المقبلة والمحورية من الحملة لاستعادة الموصل أكبر مدينة في الشمال.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.