واشنطن تندد بالهجمات على إسرائيل من لبنان

صورة جوية لموقع الحريق الذي اندلع جراء سقوط صاروخ أُطلق على إسرائيل من لبنان (رويترز)
صورة جوية لموقع الحريق الذي اندلع جراء سقوط صاروخ أُطلق على إسرائيل من لبنان (رويترز)
TT

واشنطن تندد بالهجمات على إسرائيل من لبنان

صورة جوية لموقع الحريق الذي اندلع جراء سقوط صاروخ أُطلق على إسرائيل من لبنان (رويترز)
صورة جوية لموقع الحريق الذي اندلع جراء سقوط صاروخ أُطلق على إسرائيل من لبنان (رويترز)

قالت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الأربعاء)، إن الولايات المتحدة تدين الهجمات الصاروخية التي تشنها جماعات مسلحة متمركزة في لبنان على إسرائيل، وإنها ستظل على اتصال مع شركاء إسرائيليين ولبنانيين لتهدئة الوضع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحافيين: «ندين بشدة الهجمات الصاروخية التي شنتها جماعات مسلحة متمركزة في لبنان على إسرائيل».
وسقط صاروخان أُطلقا من لبنان، اليوم (الأربعاء)، في إسرائيل التي ردّت بإطلاق قذائف المدفعية وسط تصاعد حدة التوتر الإقليمي.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إنه لم تقع خسائر في الأرواح على الجانب الإسرائيلي من الحدود، حيث تسبب الصاروخان في نشوب حرائق في الأحراش.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الذي انطلق من منطقة في جنوب لبنان تخضع لسيطرة «حزب الله» المدعوم من إيران.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن ثلاثة صواريخ أُطلقت من لبنان، سقط اثنان منها داخل إسرائيل بينما لم يتجاوز الثالث الحدود. وقال شهود في لبنان إن عدة صواريخ أُطلقت صوب إسرائيل.
وأضاف الجيش الإسرائيلي: «رداً على ذلك، هاجمت قوات المدفعية (الإسرائيلية) الأراضي اللبنانية». وقال الجيش بعد نحو ساعتين من القصف الأول إن مدفعيته أطلقت قذائفها مجدداً على أهداف لم يحددها على طول الحدود.
من جهته، قال الجيش اللبناني إن الهجمات الانتقامية الإسرائيلية التي امتدَّت إلى عدة قرى في جنوب لبنان أدت إلى نشوب حريق في بلدة رأشيا الفخار. وأوضح أنه يحقق لمعرفة من أطلق الصواريخ من لبنان.
وقال بيان للجيش: «قصفت مدفعية العدو الإسرائيلي باثنتين وتسعين قذيفة وادي حامول والسدانة وسهل الماري وخراج رأشيا الفخار وسهل الخيام إضافة إلى سهل البلاط، بعد إطلاق صاروخين من إحدى المناطق الحدودية... سير الجيش دوريات في المنطقة، وأقام عدداً من الحواجز، كما باشر التحقيقات لكشف هوية مطلقي الصواريخ».
وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في بيان إن قائدها الميجر جنرال ستيفانو ديل كول على اتصال مع الطرفين. وأضاف البيان: «حثهما على وقف إطلاق النار وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد خاصة في وقت هذه الذكرى الأليمة».
وساد الهدوء الحدود إلى حد كبير منذ أن خاضت إسرائيل حربا عام 2006 ضد «حزب الله» الذي يملك صواريخ متقدمة.
وسبق أن أطلقت فصائل فلسطينية صغيرة في لبنان صواريخ على إسرائيل على فترات متقطعة. وأُطلق صاروخان من لبنان على إسرائيل في 20 من يوليو (تموز)، لكنهما لم يسفرا عن أضرار أو إصابات. وردت إسرائيل على ذلك بقصف مدفعي.
يأتي الحادث الحدودي الذي وقع اليوم بعد هجوم على ناقلة نفط قبالة سواحل عُمان يوم الخميس الماضي ألقت إسرائيل بالمسؤولية فيه على إيران. وقُتل في ذلك الهجوم اثنان من أفراد الطاقم، بريطاني وروماني. ونفت إيران تورطها في الهجوم.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في اجتماع مع سفراء، من دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي، لدى إسرائيل، اليوم (الأربعاء): «حان الوقت لتحركات دبلوماسية واقتصادية وحتى عسكرية (ضد إيران) وإلا، فإن الهجمات ستتواصل».
وأبلغت بريطانيا ورومانيا وليبيريا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء أنه من «المحتمل للغاية» أن تكون إيران قد استخدمت طائرة مُسيرة واحدة أو أكثر لضرب «ميرسر ستريت»، وهي سفينة منتجات بترولية يابانية ترفع علم ليبيريا وتشغلها شركة «زودياك» البحرية الإسرائيلية.
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا يوم الأحد إنهما ستعملان مع حلفائهما للرد على الهجوم. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، أمس، إن إسرائيل ستحتفظ بحق التصرف بمفردها ضد إيران إذا لزم الأمر.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.