مؤتمر دعم لبنان يتعهد بتقديم 370 مليون دولار

العلم اللبناني يرفرف خلال إحياء الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت (أ.ف.ب)
العلم اللبناني يرفرف خلال إحياء الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت (أ.ف.ب)
TT

مؤتمر دعم لبنان يتعهد بتقديم 370 مليون دولار

العلم اللبناني يرفرف خلال إحياء الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت (أ.ف.ب)
العلم اللبناني يرفرف خلال إحياء الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت (أ.ف.ب)

تعهّدت الدول المشاركة في مؤتمر الدعم الدولي، الذي نظّمته فرنسا والأمم المتحدة، الأربعاء، بتقديم نحو 370 مليون دولار، مساعدات للبنان، وفق بيان صادر عن المجتمعين.
وكرر المشاركون دعوتهم إلى «تشكيل حكومة، مهمتها إنقاذ البلاد»، مبدين خشيتهم من التأخير الحاصل في التحقيق القضائي حول انفجار مرفأ بيروت المروع الذي يحيي لبنان الأربعاء مرور عام على وقوعه.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في وقت سابق الأربعاء تقديم «نحو 100 مليون دولار من المساعدة الإنسانية الجديدة» للبنان، داعياً المسؤولين السياسيين اللبنانيين إلى «إصلاح الاقتصاد ومكافحة الفساد».
وقال في رسالة عبر الفيديو وجّهها إلى مؤتمر دولي حول لبنان يعقد الأربعاء عبر الإنترنت: «لن تكون أي مساعدة خارجية كافية إذا لم يلتزم قادة لبنان بإنجاز العمل الصعب، إنما الضروري القاضي بإصلاح الاقتصاد ومكافحة الفساد» مضيفاً: «هذا أساسي، يجب البدء الآن».
وفي مستهل المؤتمر، أكّد الرئيس اللبناني ميشال عون أن بلاده بحاجة إلى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي، في ظل الأوقات الصعبة التي يمر بها. وقال عون: «لبنان يمر اليوم بأصعب أوقاته، ولم يعد بإمكانه انتظار الحلول الإقليمية، ولا الكبرى، وهو بحاجة إلى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي».
وشدّد الرئيس اللبناني «على أننا اليوم في مرحلة جديدة، آمل بتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، بالتوازي مع بناء الثقة مع شركائنا الدوليين والتواصل مع صندوق النقد الدولي».
وجدد عون «التزامه بتحقيق العدالة وبمحاسبة كل من يثبت التحقيق تورطه في انفجار مرفأ بيروت».
وشارك في المؤتمر رؤساء فرنسا والولايات المتحدة ومصر وملك الأردن ورؤساء وزارات كندا والعراق والكويت والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الأوروبي والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي ورئيس البنك الدولي، ورئيس منظمة الصحة العالمية.
ويشهد لبنان منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019 أسوأ أزمة مالية واقتصادية تضعه ضمن أسوأ 10 أزمات عالمية وربما إحدى أشد 3 أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب لأي أفق حل، بحسب تحذير صادر عن البنك الدولي في يونيو (حزيران) الماضي.
وحالت أزمة سياسية في لبنان دون تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس (آب) من العام الماضي، على خلفية انفجار الرابع من نفس الشهر، الذي هزّ مرفأ بيروت.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.