وزير الكهرباء المصري: لدينا خطة استراتيجية حتى 2022 و«البترول» ستوفر احتياجات تشغيل المحطات الجديدة

«جنرال إليكتريك» تضخ 2.6 غيغاواط في شرايين الكهرباء وتستثمر في مجال التدريب بنحو 200 مليون دولار

وزير الكهرباء المصري: لدينا خطة استراتيجية حتى 2022 و«البترول» ستوفر احتياجات تشغيل المحطات الجديدة
TT

وزير الكهرباء المصري: لدينا خطة استراتيجية حتى 2022 و«البترول» ستوفر احتياجات تشغيل المحطات الجديدة

وزير الكهرباء المصري: لدينا خطة استراتيجية حتى 2022 و«البترول» ستوفر احتياجات تشغيل المحطات الجديدة

أكد وزير الكهرباء المصري الدكتور محمد شاكر أن مصر وضعت خطة استراتيجية لتحسين وزيادة الطاقة حتى عام 2022، موضحا أنه سيجري ضخ ما يفوق 3.6 غيغاواط جديدة إلى قطاع الطاقة الكهربائية خلال الشهور المقبلة، أغلبها من خلال شراكة مع عملاق الطاقة الأميركية شركة «جنرال إليكتريك».
وأوضح الوزير في خلال اجتماع مائدة مستديرة، بالمشاركة مع جيفري إيملت، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ«جنرال إليكتريك»، بحضور عدد محدود من وسائل الإعلام العالمية من بينها «الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي أمس، أن الوزارة وضعت خطة استراتيجية حتى عام 2022 لتحسين وزيادة الطاقة، وأنها تعمل على إدخال الطاقة الجديدة والمتجددة بصورة كبيرة، خصوصا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى مشروعات لتصنيع المعدات وبناء مكونات مراوح طواحين الهواء.
وأكد الدكتور شاكر أن القطاع اعتمد على عدة محاور لإصلاح منظومة الطاقة، ولتحقيق هذه الاستراتيجية تم البدء في تنفيذ مراجعة كفاءة محطات توليد الكهرباء والبدء في تنفيذ مشروعات الخطة العاجلة لمواجهة أحمال صيف 2015 بتركيب وحدات توليد كهرباء سابقة التجهيز (ثابتة ومتنقلة) بقدرات إجمالية 3632 ميغاواط باستثمارات 2.65 مليار دولار وسيتم الانتهاء منها أغسطس (آب) المقبل. وأعلن شاكر عن تعاون مع «جنرال إليكتريك» في النصيب الأكبر من خطة رفع كفاءة الطاقة الكهربائية والمحطات الجديدة، التي تشارك «البرنامج المصري لتعزيز إنتاج الطاقة» من خلال زيادة عمليات توليد الكهرباء بواقع 2.6 غيغاواط، أي ما يكفي لتوفير الطاقة الكهربائية إلى 2.5 مليون منزل. موضحا أن مصر تسعى في خطتها على عدد من المحاور لاستغلال كافة مصادر الطاقة، ومشيرا إلى أن سبب الأزمة الرئيسي كان نقص الوقود المغذي للمحطات من جهة، ونقص الصيانة والكفاءة لهذه المحطات من جهة أخرى. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول كيفية توجه مصر لإنشاء محطات جديدة في الوقت ذاته، الذي تعاني منه من نقص في إمدادات المحطات الموجودة بالفعل من الوقود، قال شاكر: «الجديد هنا هو أن مصر تعمل باستراتيجية جديدة، وبالفعل تشاركنا مع وزارة البترول التي وضعت دراسة دقيقة للاستهلاك والاحتياج، ووعدت بتوفير المطلوب منه حتى نهاية الخطة، وتعاقدت على أغلبه بالفعل».
كما أكد جيفري إيملت من جهته، ردا على السؤال ذاته أن المحطات الجديدة ستوفر في الاستهلاك العام للوقود، نظرا لأنها تستهلك نسبة أقل وتعطي طاقة أكبر، وهو ما يعد في حد ذاته توفيرا واستثمارا جيدا.
وبسؤال «الشرق الأوسط» إيملت عن مدى اهتمام «جنرال إليكتريك» بالسوق المصرية على وجه العموم، وما إذا كان لديها خطط للدخول في مجال إنتاج الطاقة الشمسية في مصر، قال إن «مصر سوق هامة جدا لـ(جنرال إليكتريك)، ونحن مهتمون بالطاقة الشمسية لأن مصر مركز هام لإنتاج الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وندرس ذلك جيدا مع الوزارات المصرية الآن للمضي قدما في تنفيذه.. لكننا الآن نعلن عن محطات الإنتاج باستخدام الوقود لأنها الأسرع في التنفيذ في ظل الاحتياجات المصرية العاجلة».
وأشار الوزير شاكر إلى أن الكثير من الدول المشاركة بالمؤتمر الاقتصادي مستعدة للاستثمار في مجال الكهرباء، مثل الدول العربية كالإمارات والسعودية، وكثير من الدول الأجنبية كالصين وروسيا وإيطاليا واليونان، وعدد من الشركات الألمانية والإسبانية والأميركية. لافتا إلى أنه تم الانتهاء من الدراسات الخاصة بمشروعات الطاقة ومذكرات التفاهم قبل انطلاق المؤتمر، وتم الاتفاق بالفعل على كثير من المشروعات وسيبدأ الاستثمار عقب المؤتمر مباشرة.
وعلى صعيد متصل، أعلنت شركة «جنرال إليكتريك» أمس أنها ستستثمر 200 مليون دولار في مركز جديد للتصنيع والأعمال الهندسية والخدمات والتدريب في مدينة السويس بمصر. وأضافت الشركة، التي تشارك في المؤتمر الاقتصادي أن الاستثمار سيركز على صناعات متعددة من بينها توليد الكهرباء والطاقة المتجددة والمياه والنفط والغاز والطيران والنقل بالسكك الحديدية. كما أنها قامت بتوريد 34 توربينا غازيا لمصر حتى الآن من إجمالي 46 توربينا في إطار مشروع لتوفير 2.6 غيغاواط من الطاقة لشبكة الكهرباء في البلاد بحلول مايو (أيار) المقبل.
وأكد جيفري إيملت أنه سيتم تأسيس المركز الجديد في محافظة السويس، مقدما خدماته على المستويين المحلي والإقليمي. وتعتبر هذه المنشأة الأولى من نوعها في المنطقة، وسيتم بناؤها بأسلوب مرن يسمح بتصنيع مجموعة متنوعة من المنتجات المشمولة في شتى قطاعات أعمال «جنرال إلكتريك». وسيعمل المركز استنادا إلى منهج «مركز التميز المشترك» من حيث الإمكانات والموارد البشرية بما يسهم بدور حيوي في تعزيز أداء اقتصادات الحجم. وسيسهم المركز في توفير نحو 500 فرصة عمل للمهنيين والاختصاصيين المصريين على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
وسيقدم المركز برامج تدريبية مكثفة في المجالات التقنية والتشغيلية والإدارية، علاوة على برامج التطوير القيادي للمهنيين المصريين والدعم الاستشاري للمشاركين في البرامج التدريبية والذين يتطلعون إلى تأسيس شركاتهم الصغيرة أو المتوسطة التي تشكل رافدا حيويا لسلاسل التوريد المصرية. وبالإضافة إلى مجالات التصنيع والهندسة والخدمات، يركز المشروع الجديد على الترويج للابتكارات المتوافقة مع المتطلبات المحلية وتطوير حلول متخصصة تعزز الإنتاجية ضمن كافة مراحل العمل وفي مختلف أنواع المنشآت، بدءا من محطات توليد الطاقة ووصولا إلى المستشفيات. وأشار إيملت إلى أن «المركز الجديد سيكون منطلقا للابتكارات التي تدعم نمو قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة ضمن سلاسل التوريد في مصر. ومن خلال التركيز على تدريب الجيل الجديد من المهنيين فإننا نؤسس لقاعدة أكبر من المواهب المتخصصة والمؤهلة لتزويد حلول هندسية متخصصة ضمن أهم القطاعات الاقتصادية التي تتمتع بمقومات نمو كبيرة. ويؤكد المركز الجديد مدى تركيز (جنرال إلكتريك) على تقديم أحدث المعارف والتقنيات اللازمة لنجاح أهم المشاريع في مختلف القطاعات».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.