دمشق تقترح تسوية في درعا بعد «ليلة عصيبة»

مفاوضات جديدة وهدنة قصيرة وسط نزوح كبير

صورة نشرها موقع (نبأ) لنزوح سكان درعا بعد أنباء عن هجوم وشيك للنظام
صورة نشرها موقع (نبأ) لنزوح سكان درعا بعد أنباء عن هجوم وشيك للنظام
TT

دمشق تقترح تسوية في درعا بعد «ليلة عصيبة»

صورة نشرها موقع (نبأ) لنزوح سكان درعا بعد أنباء عن هجوم وشيك للنظام
صورة نشرها موقع (نبأ) لنزوح سكان درعا بعد أنباء عن هجوم وشيك للنظام

اتفاق يلوح بالأفق في مدينة درعا جنوب سوريا، بعد ليلة عصيبة مساء الثلاثاء، خصوصاً في درعا البلد وأحياء طريق السد والمخيم، التي تعرضت للقصف العنيف من قبل قوات الفرقة الرابعة المحاصرة للمدينة، بعد إعلان فشل المفاوضات وزيارة وزير الدفاع السوري إلى درعا، ولقاء اللجنة المركزية للتفاوض والتهديد باقتحام المدينة إذا رفضت مطالب النظام السوري، الاثنين الماضي.
وقالت مصادر مقربة من لجنة التفاوض المركزية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجانب الروسي دعا اللجنة المركزية للتفاوض في درعا البلد، إلى جلسة تفاوضية صباح أمس الثلاثاء، مع إعلان تهدئة ووقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة، وأن الجانب الروسي طالب كل الأطراف بتقديم مقترحات حل جذرية للمدينة، بعد فشل مفاوضات يوم الاثنين، وأن النقاط التي تم عرضها من اللجنة الأمنية بحضور روسي، هي وضع نقاط عسكرية داخل الأحياء المحاصرة تابعة للفرقة ١٥ وفرع الأمن العسكري، مع نقاش إشراك قوات من اللواء الثامن في الفيلق الخامس الموالي لروسيا بقيادة أحمد العودة في النقاط، وإجراء عمليات تفتيش لبعض المناطق بدرعا البلد بحضور اللجان المركزية وقوات من الفيلق الخامس، ودخول اللجنة الأمنية التابعة للنظام إلى الأحياء المحاصرة لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق، ومحاسبة مجموعات من الفرقة الرابعة التي نفذت تجاوزات بحق المدنيين، وخرقت اتفاق التسوية في درعا وكل مراحل التفاوض السابقة في درعا البلد، وأن يشرف الجانب الروسي على محاسبة هذه المجموعات، ودخول قوات من الشرطة العسكرية الروسية لمتابعة عملية تنفيذ الاتفاق، سحب التعزيزات العسكرية التي جلبتها الفرقة الرابعة، والتاسعة المتهمة بتلقي أوامر من إيران من محيط مدينة درعا البلد.
وبحسب المصادر فقد قصفت قوات الفرقة الرابعة، بشكل غير مسبوق بالصواريخ والقذائف والدبابات مدينة درعا البلد، منتصف ليل الثلاثاء، وسط محاولة اقتحام لأحياء البلد المحاصرة وتصدي أبناء المدينة، وحركة نزوح منتصف الليل من المدينة إلى الريف الشرقي. كما استهدفت قوات النظام بلدة المزيريب وطفس في الريف الغربي من محافظة درعا، بأسلحة مضادة للطيران، وسقوط عدد من القذائف في محيط نقطة الري بين بلدتي اليادودة والمزيريب، والتي تتمركز فيها قوات عسكرية تابعة للفرقة الرابعة.
وجاءت هذه الهجمات العنيفة بعد تعثر المفاوضات بين اللجان المركزية وقوات النظام السوري، وزيارة وزير الدفاع السوري إلى محافظة درعا، الاثنين، وتهديده خلال الاجتماع الذي كان يديره جنرال روسي، باقتحام المنطقة في حال رفضت مطالب الجيش، وإصرار قوات النظام خلال المفاوضات التي جاءت بتنسيق روسي، على تسليم كامل السلاح من درعا البلد، وإجراء عمليات تفتيش للمنازل، ونشر قوات عسكرية تابعة للفرقة الرابعة والخامسة داخل الأحياء بمدينة درعا البلد.
وفي تفاصيل اجتماع وزير الدفاع مع اللجنة المركزية في درعا البلد، قالت مصادر خاصة خلال الاجتماع يوم الاثنين: تلقى حسام لوقا اتصالاً ثم أخبر الوفد الروسي أن وزير الدفاع السوري سيصل للاجتماع، ودخل وزير الدفاع السوري بلباسه العسكري الكامل وألقى التحية العسكرية على الضباط الروس، وطلب الإذن منه بالكلام وتحدث مباشرة موجهاً كلامه لوفد أهل درعا البلد، قائلاً: سنعيد سلطة الدولة على كامل تراب سوريا، ولن نسمح لأحد بحمل السلاح خارج سلطة الدولة. إما تنفيذ مطالبنا وإما أن نقتحم المنطقة بالقوة. وأبدى الضباط الروس انزعاجاً، وبعد كلام مع وزير الدفاع لدقائق طلب الضابط الروسي من وزير الدفاع السوري العودة إلى دمشق، فغادر الاجتماع، وانتقلنا إلى حي طريق السد مع الوفد الروسي.
وأكدت مصادر مقربة من اللجان المركزية تعثر المفاوضات مجدداً بين اللجان المركزية واللجنة الأمنية في مدينة درعا، حيث تُصرّ الأخيرة على دخول أحياء درعا البلد وتفتيشها، ونشر نقاط أمنية وحواجز عسكرية. وعقب عضو مجلس عشائر مدينة درعا الشيخ فيصل أبازيد، وهو أحد وجهاء المنطقة، على التصعيد العسكري وإصرار قوات النظام على مطالبه من مدينة درعا البلد خلال المفاوضات الأخيرة قائلاً: «ما هي المبرّرات لسرقة البيوت، واحتجاز أهلها كدروع بشرية وقصفها وهدم بيوتها على قاطنيها، واقتحامها وتهجير أهلها الآمنين واستباحة دمائهم وحرماتهم؟ نستنكر الاستفزازات والحشود المتزايدة على أطراف مدينتنا وفي كافة مدن وبلدات حوران والأعمال العسكرية اليومية، ونطالب الضامن الروسي بتحمل مسؤوليته تجاه ما يحدث في المنطقة، والتدخل لحقن الدماء».
وهاجم مقاتلون محليين مواقع للنظام عسكرية للنظام السوري في مدينة نوى بريف درعا الغربي، نصرة لدرعا البلد ليلة الثلثاء، كما قطع شبان الأوتوستراد الدولي دمشق - درعا الواصل إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، عند بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، وحالة من الاستنفار في معظم المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية في درعا.
وقال موقع درعا 24 إن حركة النزوح ازدادت من أحياء درعا البلد بعد يأس الأهالي من المفاوضات، في ظل هدوء حذر تشهده المنطقة، وسط حالة تخوّف لدى السكان من شنّ الميليشيات العسكرية التابعة للفرقة الرابعة عمليات هجومية على المنطقة، حيث لا يبدو أنّ المفاوضات تُسفر عن نتائج من شأنها إيقاف العمل العسكري، ويتخوّفون من اندلاع أعمال العنف بشكل مفاجئ، حيث تفرض الميليشيات حصاراً خانقاً على المنطقة، وتنشر الأسلحة الثقيلة، وتستقدم تعزيزات عسكرية.
إضافة إلى أن الحالة الإنسانية غاية في السوء، وهناك صعوبة في التنقل بسبب قصف الأحياء السكنية بين الحين والآخر، وهناك نقص بالمستلزمات الطبية، ويخشى الأهالي من ازدياد حدة الحصار على المنطقة، وانقطاع المواد الأساسية للحياة بشكل كامل، هذه الأحوال دفعت عشرات العائلات في درعا البلد وأحياء طريق السد ومخيم درعا، إلى الممر الوحيد، الواصل بين هذه المنطقة وحي المحطة في مركز مدينة درعا، وهو حاجز السرايا العسكري. وسيطر التوتر على أجواء محافظة درعا بعد تصعيد عسكري شهدته المحافظة وريفها الشرقي والغربي خلال الأيام الماضية، عقب محاولة قوات الفرقة الرابعة اقتحام مدينة درعا البلد منذ أواخر يوليو (تموز).



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.