العثماني: لا اعتراض على ترشيح ابن كيران للانتخابات المقبلة

قال إن التقارب مع «الأصالة والمعاصرة» لا يعني وجود تحالف معه

العثماني أمين حزب العدالة والتنمية خلال لقاء في مقر وكالة الأنباء المغربية (ماب)
العثماني أمين حزب العدالة والتنمية خلال لقاء في مقر وكالة الأنباء المغربية (ماب)
TT

العثماني: لا اعتراض على ترشيح ابن كيران للانتخابات المقبلة

العثماني أمين حزب العدالة والتنمية خلال لقاء في مقر وكالة الأنباء المغربية (ماب)
العثماني أمين حزب العدالة والتنمية خلال لقاء في مقر وكالة الأنباء المغربية (ماب)

قال سعد الدين العثماني، الأمين العام لـ«حزب العدالة والتنمية» (مرجعية إسلامية) ورئيس الحكومة المغربية، إنه لا يوجد أي اعتراض في الحزب على ترشيح عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق للحزب، للانتخابات التشريعية المقبلة.
وأوضح العثماني، خلال استضافته في لقاء بمقر «وكالة المغرب العربي للأنباء»، قائلاً «غير صحيح ما يقال إن الأمانة العامة استبعدت ابن كيران من الترشيح»، مضيفاً «إذا أراد ابن كيران الترشح فلا أحد في الحزب يمكنه أن يعترض على ذلك»، معتبراً ما يتم الترويج له من رفضه من طرف الحزب بأنه «مجرد أوهام». ويأتي ذلك في وقت أفاد فيه مصدر في الحزب «الشرق الأوسط»، بأن ابن كيران أبلغ قيادة الحزب بأنه لا يرغب في الترشح للانتخابات، وذلك بعد أن تم ترشيحه من طرف تجمع عام محلي في مدينة سلا المجاورة للرباط، ليتزعم لائحة الحزب في هذه دائرة «سلا المدينة الانتخابية». ويؤشر ذلك إلى ابتعاد ابن كيران عن الحزب بعد خلافات داخلية.
وبخصوص سيناريو تأجيل الانتخابات المقررة في 8 سبتمبر (أيلول) المقبل بسبب تفشي جائحة «كوفيد - 19»، أوضح العثماني أن موضوع التأجيل «غير مطروح للنقاش حالياً»، غير أنه استطرد بالقول «لكن نظرياً كل شيء ممكن»، في إشارة إلى أن التحديات الصحية قد تدفع إلى مراجعة موعد إجراء الانتخابات.
وبخصوص تقارب «حزب العدالة والتنمية» مع «حزب الأصالة والمعاصرة» المعارض، أشار العثماني إلى أن اللقاء الذي عقد بين الحزبين أخيراً، وصدور بيان مشترك، يأتي في إطار «سياسة التواصل بين الأحزاب السياسية»، مشيراً إلى أن لقاءات أخرى مبرمجة مع أحزاب أخرى. لكن العثماني أوضح أن التقارب مع «الأصالة والمعاصرة»، «لا يعني وجود تحالف بين الحزبين»؛ لأن الخلاف السياسي بينهما «ما زال قائماً»، حسب قوله.
ورداً على الانتقادات التي وجهت لحزبه بشأن لقائه مع قيادة «الأصالة والمعاصرة»، تساءل العثماني «هل اللقاء بين الأحزاب السياسية ممنوع؟»، مضيفاً «نحن نلتقي في البرلمان، فلماذا لا نلتقي خارجه؟».
وبخصوص الجدل الذي أثارته التشطيبات من اللوائح الانتخابية التي تعرضت لها قيادات ومنتخبون ينتمون للحزب، أبرزهم عبد العالي حامي الدين، عضو مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، وعبد الصمد السكال، رئيس جهة الرباط - سلا - القنيطرة، قال العثماني، إنها «تشطيبات غير منطقية وغير معقولة»، مشيراً إلى أن الهدف من التشطيب في اللوائح هو تنقيتها من تكرار التسجيل في أكثر من دائرة، وشطب الوفيات، أو منعدمي الأهلية ممن صدرت أحكام قضائية ضدهم، و«ليس معناه أن نتصيد الفرصة للتشطيب على أحد لإزالته».
وأضاف، أن القانون نصّ على قواعد يجب اتباعها قبل التشطيب، منها تبليغ المعني بالأمر قبل شطب اسمه، موضحاً أنه إذا لم تحترم قواعد التشطيب «فهناك خلل».
واعتبر العثماني، أن التشطيب على أسماء ناخبين معروفين، مثل رئيس جهة، يطرح مشكلة؛ لأن رئيس الجهة ما زال يمارس مهامه، في حين أنه لم يعد ناخباً. وشدد على أن الحزب سيلجأ إلى كل الأساليب القانونية لمعالجة التشطيبات التي وقعت.
وبشأن الجدل الذي أثير أخيراً في وسائل الإعلام حول وثيقة مسربة تشير إلى وضع الحكومة جدولاً زمنياً لرفع الدعم عن الغاز والدقيق، في إطار إصلاح «صندوق المقاصة» (صندوق دعم المواد الأساسية)، قال العثماني إنه لا توجد أي وثيقة رسمية بخصوص جدولة رفع الدعم، مشيراً إلى أن العرض الذي قدمه وزير المالية محمد بنشعبون أمام لجنة المالية في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) الأسبوع الماضي، حول توقعات مشروع قانون المالية 2022، «لم يتضمن أي إشارة إلى جدولة رفع الدعم»، كما أن العرض الذي قدمه وزير الاقتصاد والمالية أمام مجلس الحكومة «لم يتضمن أي إشارة إلى جدولة رفعه».
وكانت وثيقة مسربة من وزارة الاقتصاد والمالية أظهرت أن الحكومة وضعت خطة لرفع الدعم في أفق سنة 2024، وتعويضه بمنح دعم مباشر للأسر.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.