بغداد تستعد لاحتضان أول مؤتمر لدول الجوار نهاية الشهر

TT

بغداد تستعد لاحتضان أول مؤتمر لدول الجوار نهاية الشهر

يستعد العراق لاستضافة أول مؤتمر لدول الجوار الإقليمي نهاية شهر أغسطس (آب) الحالي، بهدف مناقشة التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها دول المنطقة. وبدأ مبعوثون من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بإيصال الدعوات إلى دول المنطقة لحضور المؤتمر المذكور، حيث سلم وزير التخطيط خالد بتال رسالة خطية من الكاظمي إلى أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد. ويتوقع أن يتوجه في غضون الأيام المقبلة مبعوثون آخرون من الكاظمي إلى كل دول الجوار العراقي، فضلاً عن الجوار الإقليمي وعدد من الدول الأوروبية.
وطبقاً لمصدر رسمي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن «المؤتمر المذكور من المقرر أن يعقد في غضون الأيام العشرة الأخيرة من هذا الشهر على مستوى القمة ولا يقتصر على الدول المجاورة للعراق؛ عربية كانت أم إسلامية، بل تمتد الدعوات إلى دول أخرى في الجوار الإقليمي للعراق»، مبيناً أن «من أهم ما سيناقشه المؤتمر التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها دول المنطقة سواء في سياق علاقاتها الثنائية أو على صعيد مجمل التحولات والتأثيرات الإقليمية الآنية والمستقبلية». وأضاف المصدر الرسمي أن «الجانب الآخر الذي من المؤمل أن يناقشه المؤتمر هو الاقتصاد والاستثمار في ضوء علاقات تكاملية مع هذه الدول وصلة العراق بذلك».
وطبقاً للمصدر الرسمي، فإن «انعقاد هذا المؤتمر في بغداد، وهو الأول من نوعه بعد عام 2003 على هذا المستوى، إنما يهدف إلى استعادة دور العراق الإقليمي المؤثر الذي تراجع بسبب سياسات النظام السابق، لا سيما غزوه للكويت عام 1990».
وهذا المؤتمر سيكون الأول من نوعه على هذا المستوى بعد مؤتمر القمة العربية الذي استضافه العراق عام 2012 والقمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن التي استضافها العراق أواخر شهر يونيو (حزيران) الماضي، والتي أطلق عليها قمة «المشرق الجديد»، وهو المصطلح الذي أطلقه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
إلى ذلك، أكد عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية في بغداد الدكتور خالد عبد الإله في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا المؤتمر يعد في الواقع من المؤتمرات المهمة التي يستضيفها العراق، خصوصاً بعد أن أصبح نقطة تواصل يمكن أن يلعب من خلالها دوراً محورياً في البحث عن حلول لمشاكل المنطقة سواء كانت عربية أم إسلامية». وأضاف أن «العراق يعمل على تحييد الأطراف السياسية المؤثرة في المنطقة من أجل أن يعمل في فضاء أوسع نسبياً خصوصاً مع وجود دول تمثل قوى مؤثرة في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا». وأشار إلى أن «لهذا المؤتمر بعدين؛ سياسي واقتصادي، حيث يبدو أن زيارة الكاظمي إلى واشنطن منحته الضوء الأخضر، لكي يلعب دوراً مهماً، لا سيما على صعيد سياسة التوازن عربياً وإسلامياً». وفيما يتعلق بالبعد الاقتصادي، يقول عبد الإله إن «الجانب المهم الذي يعمل عليه العراق هو جلب الاستثمارات عبر الشركات العربية والأجنبية التي لا تزال تتخوف من الدخول إلى العراق لأسباب مختلفة سيتم السعي لتذليلها، خصوصاً أن العراق لم يستفد من الناحية العملية من مؤتمر المانحين في الكويت الذي تم فيه دفع مئات ملايين الدولارات، لكنها لم تجد طريقها للتنفيذ».
في السياق نفسه، يرى أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية الدكتور فاضل البدراني في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «انعقاد المؤتمر ببغداد، بحد ذاته يعد توجهاً سياسياً متميزاً، لوضع العراق على مسار جديد من التأثير الذي سيلعبه على الصعيد الإقليمي، وذلك سيعيد مناقشة ملفات إقليمية شائكة». وأضاف البدراني أن «الجديد في الأمر أن الملفات الشائكة سوف تتم مناقشتها هذه المرة من بغداد التي تحاول على ما يبدو أطراف أميركية وأوروبية عالية المستوى الوقوف بجانبها، ومحاولة إخراجها من حلبة الصراع الأميركي - الإيراني ومنحها مسؤولية لعب دور كبير من خلال نزع فتيل الصراع والتوتر».
وأوضح البدراني أن «المؤتمر هو من نتائج جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين العراق وأميركا، في محاولة مساندة الكاظمي الذي ربما سيقود في الفترة المقبلة العراق إلى وضع مختلف عما كان عليه، وقد يكون للمؤتمر فرصة إحياء مؤتمر المانحين الذي عقد بالكويت في فبراير (شباط) 2018، وإعادة تذكير البلدان بالتزاماتها المالية للعراق».
وحول مسألة توقيت ومكان انعقاد المؤتمر، يقول البدراني إن «ذلك يرسم علامات استفهام، من حيث تزامنه مع انتقال الرئاسة في إيران إلى الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، وطبيعة التوجه الجديد للعلاقة التي يجب أن تكون عليها بين واشنطن وطهران، وكذلك قرب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.