مشرعون أميركيون يطالبون بحكومة لبنانية «متحررة» من تدخل إيران

TT
20

مشرعون أميركيون يطالبون بحكومة لبنانية «متحررة» من تدخل إيران

أعد عشرة نواب أميركيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قرار يدعو إلى تشكيل حكومة لبنانية «خاضعة للمساءلة» و«متحررة» من تدخل إيران و«حزب الله» وتعمل على «اجتثاث الفساد المستشري» في البلاد، على أن تعمل أيضاً على إجراء تحقيق «موثوق وحيادي» في سبب انفجار مرفأ بيروت وتحديد المسؤولين عنه، عبر فريق للتحقيق يضم «خبراء دوليين محايدين».
ومع حلول الذكرى الأولى للانفجار، قدم النائب دارين لحود بالنيابة عن نفسه وعن النواب الجمهوريين والديمقراطيين؛ داريل عيسى وكارول ميلر وسام غريفز وآدم كينزينجر وجون مولينار وريك لارسن وبراين فيتزباتريك وبراين جويس ورودني ديفيس وتشارلي كريست، مشروع قرار إلى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب للتعبير عن «تضامنه المستمر مع اللبنانيين بعد انفجار المرفأ واستمرار الجهود لقيام لبنان آمن ومستقل وديمقراطي».
ولفتوا إلى أهمية تشكيل «حكومة ذات صدقية وشفافة وخاضعة للمساءلة من الشعب اللبناني»، فضلاً عن كونها «متحررة من تدخل إيران وحزب الله»، وأورد نص مشروع القرار أن مجلس النواب الأميركي يعبر عن «تضامنه المستمر مع الشعب اللبناني عقب التفجيرات المدمرة في مرفأ بيروت، والجهود المتواصلة لقيام لبنان مستقر ومستقل وديمقراطي»، مطالباً الحكومة اللبنانية بـ«تقديم مصالح الشعب اللبناني من خلال تنفيذ إصلاحات هيكلية ومكافحة الفساد، والعمل مع المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي لإجراء الإصلاحات اللازمة من أجل استقرار الاقتصاد». ويعبر عن «دعم حق شعب لبنان بالمشاركة في التظاهر السلمي والتجمع لتحقيق المساءلة في الحكومة». ويطالب الحكومة اللبنانية بـ«معالجة جذور انعدام الاستقرار وسوء الإدارة التي سمحت لانفجار 4 أغسطس (آب) المأساوي بأن يحدث». ويطالب الحكومة اللبنانية أيضاً بما في ذلك القوات المسلحة اللبنانية بـ«اتخاذ جميع الإجراءات المناسبة للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701».
ويعترف بالجيش اللبناني باعتباره «المؤسسة الوحيدة الموكل إليها الدفاع عن سيادة لبنان ودعم شراكات الولايات المتحدة مع الجيش اللبناني لمكافحة الإرهاب من جماعات مثل حزب الله و(داعش) و(القاعدة) في لبنان». ويؤكد أن مساعدة الولايات المتحدة «يجب أن تسلم مباشرة للشعب اللبناني». ويدعو الحكومة اللبنانية إلى «إجراء تحقيق موثوق وحيادي وشفاف في سبب تفجيرات 4 أغسطس (آب) والمسؤولية عنها، على أن يشمل فريق التحقيق خبراء دوليين محايدين».
وأورد النواب في ديباجة مشروعهم «أن أمن لبنان وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، كديمقراطية تعددية في الشرق الأوسط، هو في مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة». وأشاروا إلى أنه «لأكثر من عقد، قدمت الولايات المتحدة مساعدة قوية للبنان، بما في ذلك التدريب والعتاد للجيش اللبناني» الذي لديه «شراكة طويلة الأمد مع الجيش الأميركي».
ولفتوا إلى أن القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، (اليونيفيل) يجب أن تنفذ بشكل كامل ولايتها من أجل مواجهة القوى المزعزعة للاستقرار في لبنان والمساعدة في تخفيف التوترات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية»، علماً بأن مجلس الأمن «وسع تفويض اليونيفيل ودعا الحكومة اللبنانية لتسهيل الوصول الفوري والكامل إلى المواقع المطلوبة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للتحقيق». وشددوا على الدعم الأميركي لـ«تعزيز المثل والمبادئ الديمقراطية في كل أنحاء لبنان».
وذكروا بأن «لبنان يستضيف ما يقدر بمليون و500 ألف لاجئ، وهو أعلى معدل للاجئين (...) في العالم». ونبهوا إلى «تحايل حزب الله متعدد الجوانب على وظائف الحكومة الشرعية» مساهماً في «تفشي الفساد المستشري»، علماً بأن «سوء الإدارة والفساد دفعا لبنان إلى حافة انهيار اقتصادي». وأكدوا أن «إيران تقوض سيادة لبنان وتاريخه كشريك للولايات المتحدة وفاعل ديمقراطي في الشرق الأوسط». واتهموا «حزب الله» بأنه «وكيل إيران الإرهابي، وينتهك قرار مجلس الأمن الرقم 1701 ويؤجج العنف الطائفي ويزعزع الاستقرار (...) ويدعم الفساد والعنف».
وذكروا بانفجار المرفأ مشيرين إلى «تخزين المواد الخطرة وشديدة الانفجار في مكان غير آمن منذ 2014 رغم التحذيرات المتكررة من التهديد الذي يشكله على السكان المدنيين». وكرروا أن «الحكومة الأميركية لديها مخاوف طويلة الأمد بشأن استخدام حزب الله لمرفأ بيروت (...) كنقطة عبور وتخزين لمشروعه الإرهابي»، لافتين إلى أن «الشعب اللبناني بمختلف أطيافه السياسية جدد مطالبه من أجل تغيير ملموس في القيادة السياسية والحكومة في لبنان والمساءلة والشفافية».



مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
TT
20

مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)

تزامناً مع إعلان هيئة قناة السويس المصرية نجاحها في قطر ناقلة نفط تعرضت لهجوم «حوثي» قبل نحو 7 أشهر، أكدت مصر، الاثنين، أن تحقيق أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال نائب وزير الخارجية والهجرة المصري السفير أبو بكر حفني، إن «أمن البحر الأحمر وثيق الصلة بالأزمات التي تشهدها المنطقة»، مُشيراً إلى «أهمية التوصل إلى حل عادل للأزمة اليمنية، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تسوية الأزمة السودانية».

جاء ذلك في افتتاح البرنامج التدريبي الذي ينظمه «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام»، بدعم من الحكومة اليابانية، بعنوان «مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر».

ويشارك في البرنامج التدريبي عدد من الكوادر المدنية والأمنية المعنية بالدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ومنها السعودية، واليمن، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والأردن، ومصر، وفق الإفادة.

وأشار حفني، في كلمته خلال مراسم افتتاح البرنامج التدريبي، إلى «تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة على استقرار منطقة البحر الأحمر وتصاعد التوتر بها على نحو غير مسبوق». وقال إن «الحفاظ على أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة فيه، مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً»، وأضاف: «مصر تؤكد دوماً محورية إدماج الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في أي مبادرات تُعنى بالمنطقة».

وشدد نائب وزير الخارجية المصري على «أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، باعتباره إطاراً إقليمياً ضرورياً لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاطئة».

تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيراً، إن إيرادات قناة السويس تراجعت نحو من 40 إلى 50 في المائة، بسبب «الأزمات» على حدود البلاد المختلفة، بعد أن كانت تدرّ نحو 10 مليارات دولار سنوياً.

في سياق متصل، قال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، في إفادة رسمية، الاثنين، إن ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان، والتي هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية العام الماضي، جرى قطرها بنجاح عبر القناة بعد إنقاذها من البحر الأحمر.

ووفق البيان، «جرت عملية القطر بواسطة 4 قاطرات تابعة للهيئة في رحلتها عبر قناة السويس ضمن قافلة الجنوب، مقبلة من البحر الأحمر ومتجهةً إلى اليونان».

وأوضح رئيس الهيئة أن «تجهيزات عملية قطْر الناقلة استلزمت اتخاذ إجراءات معقدة على مدار عدة أشهر لتفريغ حمولة الناقلة البالغة 150 ألف طن من البترول الخام قبل السماح بعبورها القناة، وذلك لخطورة وضع الناقلة بعد تعرضها لهجوم بالبحر الأحمر في أغسطس (آب) الماضي، أسفر عن حريق هائل بغرفة القيادة، وغرفة الماكينات، وغرف الإعاشة، وتعطل أجهزة التحكم والسيطرة، بشكل يصعب معه إبحار الناقلة وتزداد معه مخاطر حدوث التلوث والانسكاب البترولي أو الانفجار».

ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)
ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)

وأضاف ربيع أن «عملية تفريغ الحمولة في منطقة غاطس السويس خضعت لإجراءات معقَّدة قامت بها شركتا الإنقاذ AMBERY وMEGA TUGS المعينتين من مُلَّاك الناقلة، حيث عملتا من خلال خطة عمل مشتركة، بالتعاون وتحت إشراف كامل من فريق الإنقاذ البحري التابع للهيئة، على تفريغ الحمولة بناقلة أخرى مماثلة، وفق معدلات تفريغ وحسابات دقيقة منعاً لحدوث أي تضرر أو انقسام في بدن الناقلة».

وأوضح أن «عملية القطْر استغرقت نحو 24 ساعة، بمشاركة 13 مرشداً في مناطق الغاطس والقناة، وجرت على عدة مراحل».

وأكد ربيع «جاهزية قناة السويس للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية من خلال منظومة عمل متكاملة»، مشيراً إلى «ما تتيحه الهيئة من حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية التي تلائم متطلبات العملاء المختلفة في الظروف الاعتيادية والطارئة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 - 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023 - 2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

بدوره، قال خبير الشؤون الأفريقية اللواء محمد عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يحدث في البحر الأحمر يجب النظر إليه من منظور جيوسياسي، لا سيما أن ما يحدث فيه يؤثر في دول عدة حول العالم، كونه أحد ممرات الملاحة العالمية التي كانت ولا تزال محل تنافس عالمي»، وأشار إلى «أهمية تعاون الدول المشاطئة لحماية أمن البحر الأحمر واستقراره». وأضاف: «إنهاء الصراعات في المنطقة أحد أهم شروط استعادة استقرار البحر الأحمر».

ووفق تقرير للبنك الدولي الشهر الماضي، «أدى تعطيل النقل البحري في البحر الأحمر إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن العالمية بنسبة 141 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مقارنةً بما قبل الأزمة».

كما شهدت قناة السويس ومضيق باب المندب انخفاضاً حاداً في حركة السفن، حيث تراجعت بنسبة تصل إلى 75 في المائة بحلول أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنةً بانخفاض 50 في المائة تم توثيقه في مايو (أيار) 2024، وفق التقرير.