روسيا تشرع في إنتاج معدات أول محطة نووية مصرية

زيارة الوفد المصري برئاسة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة لمصنع «تياج ماش» في مدينة سيزران الروسية
زيارة الوفد المصري برئاسة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة لمصنع «تياج ماش» في مدينة سيزران الروسية
TT

روسيا تشرع في إنتاج معدات أول محطة نووية مصرية

زيارة الوفد المصري برئاسة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة لمصنع «تياج ماش» في مدينة سيزران الروسية
زيارة الوفد المصري برئاسة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة لمصنع «تياج ماش» في مدينة سيزران الروسية

تُسارع الحكومتان الروسية والمصرية، خطوات تنفيذ أول محطة للطاقة النووية في مصر، وهو المشروع الذي من المنتظر أن يشهد، «انطلاقة واعدة» قبل نهاية العام الحالي، وفق تصريحات رسمية.
وأجرى وفد مصري رفيع، برئاسة وزير الكهرباء ومصادر الطاقة المتجددة محمد شاكر، زيارة عمل إلى روسيا، على مدار الأيام الماضية، للاضطلاع على مراحل بناء الآلات اللازمة للمحطة. ووقّع الجانبان وثيقة بشأن بدء تصنيع «مصيدة قلب المفاعل» لوحدتي الطاقة الأولى والثانية.
وتعمل شركة «روساتوم»، المتخصصة في الطاقة النووية، والمملوكة للدولة الروسية، على تدشين أول محطة للطاقة النووية في مصر، بمدينة الضبعة (شمال غربي القاهرة). وتتألف المحطة من 4 مفاعلات نووية، قدرة الواحد منها 1200 ميغاواط، بإجمالي قدرة 4800 ميغاواط.
ووفق بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط»، أمس، فإن الوفد المصري زار مصنع «تياج ماش» في مدينة سيزران (مقاطعة سمارا)، أحد أكبر المرافق لصناعة الآلات في روسيا.
تعرف الوفد، بحسب بيان «روساتوم»، على كيفية تصنيع مختلف المعدات لمحطات طاقة نووية موجودة في الصين والهند وتركيا، وعملية المعالجة الآلية لعناصر حاوية المفاعل النووي الخاصة بالمحطة النووية في بنغلاديش. واختتمت الزيارة بتوقيع وثيقة بشأن بدء تصنيع مصيدة قلب المفاعل لوحدتي الطاقة الأولى والثانية في محطة الضبعة الكهروذرية في مصر.
واعتبر وزير الكهرباء المصري ما حدث «تطوراً بارزاً نتيجة للعمل المشترك الذي قامت به فرق المشروع من الجانبين الروسي والمصري». وأضاف شاكر، أن تنفيذ المشروع «يجري بدعم كامل من القيادة السياسية المصرية... وأن الفريق المصري الروسي يحقق نتائج جيدة».
وضمن جولته، زار الوفد المصري محطة «روستوفسكايا» للطاقة النووية الواقعة في مدينة فولغودونسك بأقصى جنوب روسيا. كما توجه الوفد المصري أيضاً إلى مقر شركة AEM - technology (جزء من قسم صناعة الآلات في «روساتوم») في مدينة فولغودونسك للتعرّف على الإمكانات التكنولوجية لموقع الشركة الإنتاجي في فولغودونسك والمتعلقة بتصنيع المعدات الأساسية لمحطة الضبعة.
وينفذ مشروع «الضبعة» وفقاً لمجموعة من العقود بين مصر وروسيا دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2017. ولا يقتصر دور الجانب الروسي على إنشاء المحطة فحسب، بل سيقوم بإمدادها بالوقود النووي طيلة عمر تشغيلها، كما سيقوم بتنظيم برامج تدريبية للكوادر المصرية ودعم تشغيل وصيانة المحطة على مدار السنوات العشر الأولى من عملها. مع التزم الطرف الروسي ببناء منشأة لتخزين الوقود النووي المستهلك.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.