تقاسما الذهب... برشم وتامبيري صداقة متينة كتبت نتيجة أولمبية تاريخية (فيديو)

معتز برشم وجانماركو تامبيري بعد تحقيق الميدالية الذهبية (أ.ف.ب)
معتز برشم وجانماركو تامبيري بعد تحقيق الميدالية الذهبية (أ.ف.ب)
TT

تقاسما الذهب... برشم وتامبيري صداقة متينة كتبت نتيجة أولمبية تاريخية (فيديو)

معتز برشم وجانماركو تامبيري بعد تحقيق الميدالية الذهبية (أ.ف.ب)
معتز برشم وجانماركو تامبيري بعد تحقيق الميدالية الذهبية (أ.ف.ب)

«هل يمكن أن يفوز كلانا بالذهب؟». سؤال لم يرد من خلاله القطري معتز برشم، الاستيضاح من الحكم، بل القول إنه يريد فعلاً مشاركة ذهبية الوثب العالي في أولمبياد طوكيو مع الإيطالي جانماركو تامبيري، منافسه... وصديقه.
تشارك برشم (30 عاماً) الذهبية مع تامبيري، للمرة الأولى في ألعاب القوى منذ عام 1912، بعد تجاوزهما علو 2.37 م في ظل مساواة تامة بالنجاح والإخفاق. وخيرهما الحكم بين تشارك الذهبية أو خوض ملحق فاصل، ففضلا الاحتفال سوياً بالذهبية وتعانقا.
https://www.facebook.com/beINSPORTS/videos/443405743287774/
وقال برشم لوكالة الصحافة الفرنسية بعد نيله أول ذهبية أولمبية في مسيرته الزاخرة، إنه قرر التشارك «لأنني لا أريد المخاطرة، لو كانت بطولة عادية ربما، لكن في الأولمبياد غير واردة». وأضاف ضاحكاً: «اتفقنا أن يحصل الفائز على دعوة للعشاء من قبل الخاسر... أما الآن، سيدفع كل منا تكلفة العشاء».
هذه كلمات لا تصف علاقة عادية بين رياضيين، صودف أن قدريهما اجتمعا في الأرقام كما في الإصابة، التي طالت برشم في عام 2018 وفي كاحله أيضاً، وأبعدته موسماً.
وهكذا توطدت تلك الصداقة. فلدى احتفاله بالذهبية، تمدد تامبيري على الأرض ووضع إلى جانبه قطعة جبس كتب عليه «الطريق إلى طوكيو 2020»، وشطب عام 2020 واستبدله بـ2021.

تلك القطعة هي التي جبرت بها رجله عندما كُسر كاحله في عام 2016 في موناكو، وحُرم من المشاركة في أولمبياد ريو في البرازيل. ومن هناك بدأت الحكاية.
وقال، أمس الأحد، إنه «بعد هذه الإصابة كانت العودة صعبة... لكن الفوز اليوم يعوض كثيراً عما حصل».
وفي يناير (كانون الثاني) 2018، كتب تامبيري (29 عاماً) رسالة مفتوحة إلى برشم بعنوان «صديقي معتز».
وفيها يقول الإيطالي إن «كثيراً من الناس لا يدركون أننا قريبون حقاً في الوثب العالي... عندما كسرت كاحلي في موناكو عام 2016 جاء الجميع على الفور وحاولوا مواساتي... إنه أمر مدهش، أنا خصمهم، لكنني حقاً صديقهم».

ويضيف أنه عندما بدأ مرحلة إعادة التأهيل التي استمرت طوال عام، عاد إلى المنافسة في 2017 في أوسترافا التشيكية. ويقول «كنت أشعر كأنني طفل يتنافس مع الكبار (...) بعدها ذهبت من أوسترافا إلى باريس (الدوري الماسي)، وقدمت أداءً سيئاً... فظيعاً حقاً... كنت أشعر بالإحباط، كان اللاعبون يأتون إليّ، لكنني لم أرغب في التحدث إلى أحد».
ويتابع تامبيري: «ذهبت مباشرة إلى غرفتي... في اليوم التالي، بدأ معتز يطرق على باب غرفتي ولم يرحل... في البداية كنت أريده فقط أن يغادر... أصر وراح يصرخ: جيمبو، جيمبو، من فضلك أريد التحدث إليك... لذلك استسلمت وسمحت له بالدخول».
ويردف: «تحدثنا... بكيت أمامه... حاول تهدئتي، وظل يقول لي: لا تحاول التسرع، لقد تعرضت لإصابة كبيرة، لقد عدت بالفعل إلى الدوري الماسي، لا أحد يتوقع ذلك، لكن الآن عليك أن تأخذ وقتك، فلا تتوقع الكثير من نفسك في وقت مبكر جداً، فقط انظر ماذا سيحدث».

ويشير تامبيري في رسالته إلى أن برشم ساعده على إدراك أن يقوم بالشيء لنفسه وليس من أجل الآخرين: «لا تقفز من أجلهم، عليك أن تقفز من أجل نفسك».
تلك المحادثة كانت دافعاً لتامبيري الذي قرر المنافسة في بودابست من دون أن يخبر أحداً، إلا منظمي البطولة... وبرشم.
وذهب تامبيري إلى بودابست ونافس وسجل 2.28 م «لأنني لم أرغب في القفز من أجل أي شخص... كنت أرغب في القفز لنفسي».


مقالات ذات صلة

منع بطل الدراجات الأولمبي ريتشاردسون من تمثيل أستراليا

رياضة عالمية ماثيو ريتشاردسون (رويترز)

منع بطل الدراجات الأولمبي ريتشاردسون من تمثيل أستراليا

قال الاتحاد الأسترالي للدراجات، اليوم الاثنين، إنه لن يُسمح لماثيو ريتشاردسون بالعودة للانضمام إلى الفريق في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
رياضة عالمية إيما ماكيون (أ.ف.ب)

أسطورة السباحة الأسترالية ماكيون تعتزل بعد مسيرة أولمبية عظيمة

اعتزلت السبّاحة إيما ماكيون، الأكثر تتويجاً في تاريخ أستراليا الأولمبي وصاحبة ثمانية أرقام قياسية عالمية، الاثنين، عن عمر يناهز 30 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
رياضة عالمية أليستير براونلي (أ.ب)

براونلي بطل الأولمبياد مرتين يعتزل لعبة «الثلاثي»

أعلن أليستير براونلي، الفائز بذهبيتين أولمبيتين في الثلاثي وبطل العالم مرتين، اعتزاله في عمر الـ36 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آدم بيتي (رويترز)

بيتي: لست مستعداً لاتخاذ قرار المشاركة في «أولمبياد 2028»

قال السباح البريطاني آدم بيتي، بطل الأولمبياد 3 مرات، إنه غير مستعد الآن لاتخاذ قراره بشأن المشاركة في أولمبياد لوس أنجليس 2028، وذلك بعدما أصيب بالإحباط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الوكالة الدولية للاختبارات أن 10.3 في المائة من الرياضيين لم يتم اختبار تعاطيهم للمواد المنشطة في الأشهر الـ6 (أ.ف.ب)

67 فائزاً بميداليات لم يخضعوا لاختبارات المنشطات قبل «أولمبياد باريس»

ذكر تقرير صادر من الوكالة الدولية للاختبارات أن 3.‏10 في المائة من الرياضيين، بما في ذلك 67 رياضياً فازوا بميداليات.

«الشرق الأوسط» (لايبزغ)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».