مئات الأسر اليمنية المشردة في البيضاء تستغيث بالحكومة

طفل يحمل مساعدات غذائية بمخيم نازحين في صنعاء (إ.ب.أ)
طفل يحمل مساعدات غذائية بمخيم نازحين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

مئات الأسر اليمنية المشردة في البيضاء تستغيث بالحكومة

طفل يحمل مساعدات غذائية بمخيم نازحين في صنعاء (إ.ب.أ)
طفل يحمل مساعدات غذائية بمخيم نازحين في صنعاء (إ.ب.أ)

تعيش مئات الأسر اليمنية في محافظة البيضاء اليمنية في العراء بعد أن شردتهم ميليشيات الحوثي من مناطقهم التي اقتحمتها في مديريات الزاهر وناطع ونعمان، في ظل غياب أي تدخل من المنظمات الإغاثية، رغم مرور أسابيع على فرار هذه الأسر ومعها مجاميع كانت قد نزحت من قبل إلى مناطقهم قبل أن تضطر للنزوح مرة أخرى.
على وقع هذه المعاناة وزعت الأسر النازحة نداء استغاثة للحكومة اليمنية والسلطة المحلية ولكل المنظمات الإنسانية والإقليمية والمحلية للتدخل السريع والاستجابة السريعة، لما أصابهم من أضرار بسبب نزوحهم من مناطقهم خوفاً «من بطش وجرائم جماعة الحوثي» التي سيطرت على مناطقهم مؤخراً في مديريات الزاهر ونعمان وناطع، ومن نزح إليها سابقاً من المناطق التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثي خلال السنوات الماضية.
بيان الاستغاثة تحدث عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها مئات الأسر في مناطق جبلية معزولة وتحت ظلال الأشجار، حيث يطبخون وينامون هناك بعد أن «تركوا ما كان يؤويهم بشكل مفاجئ، فصارت الأرض فراشهم والسماء غطاءهم»، وأصبحوا لا يملكون أبسط مقومات الحياة أو ما يسدون به رمقهم وزاد ضررهم بعد هطول الأمطار، وهم لا يملكون ما يقيهم من ذلك.
من جهته، دعا ‏مصطفى البيضاني رئيس المركز الإعلامي لمقاومة البيضاء إلى ضرورة الإسراع في إغاثة النازحين جراء بطش وجرائم جماعة الحوثي، قائلاً إن النازحين «تركوا ما كان يؤويهم بشكل مفاجئ والآن لا يملكون ما يؤويهم».
من جهته، قال نجيب السعدي مدير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين لـ«الشرق الأوسط»، إن «النزوح كان كبيراً جداً من مديرتي الزاهر والصومعة التابعتين لمحافظة البيضاء، حيث نزحت 1400 أسرة إلى مديرية الحد في يافع وتواصلنا مع المنظمات الدولية وطلبنا منهم سرعة النزول وتم التنسيق معهم ونزلت فرق الطوارئ. ولكن الاستجابة متأخرة».
وبحسب السعدي، فإن عدداً من المنظمات «ستنفذ نزولاً ميدانياً إلى مناطق مديرية الحد يافع للاطلاع على أوضاع النازحين هناك، ولكن بشكل عام الاستجابة ضعيفة جداً، ولم ترقَ إلى مستوى النزوح الذي تم».
وكان مدير عام مكتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي في محافظة البيضاء محمد الطالبي كشف أن هناك ما يزيد على 1400 شخص من مديرية الزاهر وحدها نزحوا إلى مديرية الحد بمنطقة يافع، وفقاً لإحصائية ميدانية. وطالب المنظمات الإغاثية الدولية والإقليمية بسرعة التحرك وتقديم أوجه العون لهم.
ومنذ سيطرة ميليشيات الحوثي على الزاهر منتصف يونيو (حزيران)، شهدت المديرية نزوحاً جماعياً للسكان جنوباً، حيث مديرية «الحد - يافع» بمحافظة لحج، فيما نزحت أعداد أخرى من مديريتي ناطع ونعمان شرق المحافظة بعد سيطرة الميليشيا على معظمهما أواخر الشهر الماضي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».