الراعي: لبنان في سباق مع الانهيار

الراعي لدى وصوله إلى مقر مركز مار منصور الرعوي في القبيات شمال لبنان (الوكالة الوطنية)
الراعي لدى وصوله إلى مقر مركز مار منصور الرعوي في القبيات شمال لبنان (الوكالة الوطنية)
TT

الراعي: لبنان في سباق مع الانهيار

الراعي لدى وصوله إلى مقر مركز مار منصور الرعوي في القبيات شمال لبنان (الوكالة الوطنية)
الراعي لدى وصوله إلى مقر مركز مار منصور الرعوي في القبيات شمال لبنان (الوكالة الوطنية)

أمل البطريرك الماروني بشارة الراعي أن تُترجم الأجواء الإيجابية المنبعثة من المشاورات بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ورئيس الجمهورية ميشال عون، إلى إعلان حكومة جديدة، لا سيّما أنّ وضع لبنان لم يعد يحتمل انتظار أشهر أو أسابيع ولا حتى أيام.
وقال الراعي في عظة الأحد (أمس)، إنّ «لبنان ليس في سباق مع الوقت، بل بسباق مع الانهيار والعقوبات الدولية، وإنّ الشعب يقف على خط تماسٍّ بين ولادة حكومة تنقذه أو تجديد ثورة تخلصه»، لافتاً إلى أنّه «في حال وُجدت النية والإرادة تؤلَّف الحكومة في أربع وعشرين ساعة».
وفي حين رأى الراعي أن «التأليف لا يزال يصطدم بالمصالح والمحاصصة والولاءات الخارجية»، شدد على «ضرورة أن يتم تشكيل الحكومة بالاتفاق بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وفقاً لنص الدستور وروحه ولميثاق الشراكة المتساوية والمتوازنة وبموجب الضمير الوطني، إذ لا يجوز أن يبقى منصب رئاسة مجلس الوزراء شاغراً، ولا أن يبقى العهد في مرحلته النهائية من دون حكومة».
وتطرّق الراعي إلى قضية انفجار مرفأ بيروت، معتبراً أنّ «من واجب القضاء أن يقدم بشجاعة ومن دون خوف من تهديد أو وعيد أو ترغيب مباشر أو غير مباشر»، مشيراً إلى أنّه «لا يجوز لمسار التحقيق أن يقف عند حاجز السياسة والحصانات».
وأوضح أنّ «عرقلة سير التحقيق اليوم يكشف لماذا رفض مَن بيدهم القرار التحقيق الدولي بالأمس، فذلك لأن التحقيق الدولي لا يعترف بالعوائق والحجج المحلية».
وفي إطار التحقيق بقضية انفجار المرفأ تساءل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس آلياس عودة، إن كان منع ظهور الحقيقة في هذا الملف صدفة أم عملاً مقصوداً، معتبراً أنّ العصيّ تُوضع في الدواليب كلما تقدم التحقيق واقترب من بعض الحقيقة، وهذا ما يفضحه تقاعس كل من يتهرب من مساعدة التحقيق وكشف المعلومات والتلطي وراء عراقيل وحصانات ساقطة أمام دم الأبرياء وأرواح الضحايا.
واستغرب عودة كيف يتسلح البعض بمكانته ومركزه وطائفته ليتهرب من الإدلاء بشهادته في هذه القضية، مشدداً على ضرورة معرفة من كان وراء هذه الكارثة المشبوهة، ومن أتى بالمواد القاتلة إلى المرفأ.
وأشار عودة إلى أنّه إذا لم يتوصل القضاء اللبناني إلى قول كلمة العدل باسم الشعب اللبناني، بسبب التدخل السياسي وإعاقة التحقيق، لا بدّ من تشجيع الأهالي والمطالبة معهم بإنشاء لجنة تحقيق دولية للنظر في أفظع جريمة حصلت في هذا العصر.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.