إسرائيل تسمح لتجار غزيين بالدخول إليها

تبدأ اليوم بإدخال بضائع لا تشمل مواد البناء

بيع السمك في ميناء غزة بعد سماح إسرائيل بإعادة تنشيط منطقة الصيد (إ.ب.أ)
بيع السمك في ميناء غزة بعد سماح إسرائيل بإعادة تنشيط منطقة الصيد (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تسمح لتجار غزيين بالدخول إليها

بيع السمك في ميناء غزة بعد سماح إسرائيل بإعادة تنشيط منطقة الصيد (إ.ب.أ)
بيع السمك في ميناء غزة بعد سماح إسرائيل بإعادة تنشيط منطقة الصيد (إ.ب.أ)

سمحت تل أبيب، الأحد، لعدد محدد من تجار قطاع غزة، بالمرور إلى الضفة الغربية، وإسرائيل، عبر حاجز «إيرز» (بيت حانون) بعد أشهر طويلة من منعهم.
وقد عبر نحو 20 تاجراً من أصل 50 قررت إسرائيل منحهم تصاريح خاصة، ضمن جملة تسهيلات أخرى تقرر منحها للقطاع في محاولة لنزع فتيل مواجهة مع الفصائل الفلسطينية. وكانت إسرائيل أعلنت الخميس، عن تقديم المزيد من التسهيلات للقطاع، بما يشمل توسيع مسافة الصيد من 6 إلى 12 ميلاً أمام الصيادين، والسماح للغزيين بالسفر إلى الخارج عبر المعابر الفلسطينية والإسرائيلية، إضافة إلى منح تصاريح زيارة لحضور أفراح القرابة من الدرجة الأولى فقط. كما سمحت باستيراد تجهيزات وسلع لمشاريع تنفذها الأسرة الدولية في غزة، في مجالات الغذاء، المياه، الطب وصيد الأسماك، بالإضافة إلى إدخال الأدوات الكهربائية والزراعية، من إسرائيل إلى القطاع. كما سيتاح تصدير المخلفات المعدنية من القطاع إلى إسرائيل، وإدخال 29 مركبة خصوصية تُركت في معبر إيرز منذ المواجهة التي اندلعت في شهر مايو (أيار) الماضي.
واعتمدت إسرائيل هذه التسهيلات في محاولة لتنفيس الغضب والاحتقان والتردي الاقتصادي في القطاع، وبالتالي تجنب تدهور الأمور إلى مواجهة جديدة. وأكد رامي أبو الريش مدير عام التجارة والمعابر بوزارة الاقتصاد في غزة، أمس، أن لجنة التنسيق التابعة للشؤون المدنية في رام الله أبلغتهم بأنه سيتم إدخال بضائع ومستلزمات كهربائية، الاثنين، إلى القطاع، عبر معبر كرم أبو سالم التجاري والوحيد.
غير أن القرارات الجديدة، لم تتطرق إلى مواد البناء الأكثر حاجة في غزة. ويطمح الغزيون إلى إطلاق عملية إعادة إعمار القطاع، وهي عملية تحتاج إلى اتفاق سياسي وتمويل وموافقة إسرائيلية. وتربط إسرائيل التوصل إلى اتفاق تهدئة طويل يشمل إعادة إعمار القطاع باستعادة جنودها في غزة.
وحذر مسؤول في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أمس الأحد، من تأخر عملية إعادة إعمار غزة بسبب عدم توفر المواد الخام، نتيجة إغلاق المعبر التجاري الوحيد بين القطاع وإسرائيل. وقال مسير أعمال شؤون الوكالة الأممية في غزة، سام روز، في بيان صحافي، إن إعادة الإعمار لم تبدأ بعد، ونحن مثل الكثير، قلقون بشأن استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم.
ودعا روز، إلى ضرورة الوصول إلى ما بعد الإغاثة الإنسانية، من خلال المعبر التجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لدعم عملية إعادة الإعمار.
وأوضح المسؤول الأممي، أن بعض المواد مثل الأسمنت والحديد، غير متوافرة في السوق المحلية، لافتاً إلى أن «شح المواد يوقف ويؤخر عملية الإعمار». وأفاد روز، بأن الوكالة تلقت حتى اليوم تعهدات بقيمة 29 مليون دولار، تم تسلم 24 مليوناً منها، من أصل 160 مليوناً وهو المبلغ الذي تم رصده لتغطية إعادة الإعمار، واحتياجات التعافي المرتبطة بمنازل اللاجئين والأضرار التي لحقت بملاجئ اللاجئين في منشآت الوكالة بما فيها المقر الرئيسي. وأكد أن أونروا تجري تقييمات للأضرار جراء موجة التوتر الأخيرة في مايو الماضي.
وتدمرت 1200 وحدة سكنية بشكل كلي في المواجهة الأخيرة في مايو الماضي، بحسب وزارة الأشغال والإسكان العامة، فيما أصبحت نحو 1000 وحدة غير صالحة للسكن، و40 ألف وحدة متضررة بشكل جزئي ومتوسط. وتبلغ تكلفة إعادة إعمار الوحدات السكنية نحو 165 مليون دولار.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.