بوادر تمرد في الليكود ضد نتنياهو

كاتس ينشط ويتطلع إلى المنصب

نتنياهو أثناء التصويت على الحكومة الجديدة (رويترز)
نتنياهو أثناء التصويت على الحكومة الجديدة (رويترز)
TT

بوادر تمرد في الليكود ضد نتنياهو

نتنياهو أثناء التصويت على الحكومة الجديدة (رويترز)
نتنياهو أثناء التصويت على الحكومة الجديدة (رويترز)

يشهد حزب الليكود الإسرائيلي حالة من الغليان مع بوادر واضحة للتمرد ضد رئيس الحزب بنيامين نتنياهو، الذي لم يبد أي نية للتنازل عن منصبه بعد فشله في تشكيل حكومة يمينية في 4 جولات انتخابية انتهت بالإطاحة به وبحزبه في المرة الأخيرة.
وقالت صحيفة «معريف» العبرية، إنه توجد حالة من كسر حاجز الخوف بعد أن أصبح نتنياهو خارج الحكومة، وكثير من الغضب والاحتقان لأنه لا يظهر أي مؤشر عن نيته الاستقالة من قيادة الحزب بعد ما حدث.
ويرى أعضاء الليكود أن الانتصارات في بعض عمليات التصويت في الكنيست، ليست كافية، وأنه بعد الموافقة على الميزانية وقانون التسويات، يجب التركيز الآن على الصراعات الداخلية.
والغضب متنامٍ ضد نتنياهو منذ بدا أنه سيخسر فعلاً منصبه في مواجهة يائير لبيد زعيم حزب ييش عتيد، ونفتالي بينت زعيم حزب يمينا، اللذين شكلا فعلاً حكومة جديدة. واتهم أعضاء الليكود نتنياهو بالأنانية، آنذاك، وقالوا إنه يجب أن يرحل، ودعم ذلك أوساط في الأحزاب الدينية المتحالفة معه أيضاً، قبل أن يرد عليهم بالقول: «أنا لن أذهب إلى أي مكان. أنا باقٍ هنا، أحارب سوية معكم».
ورصدت «معريف» كيف أنه في الأيام الأخيرة، ارتفع منسوب التوتر في الليكود وأخذ يتصاعد، وكيف أن بعض نشطاء الحزب يوجهون أصابع الاتهام إلى البيئة المحيطة بنتنياهو، بمن فيهم مستشاروه ومساعدوه. وأنه يمكن رصد تعبير واضح عن ذلك، في طلبات فحص النفقات المختلفة التي تم تحويلها إلى مراقب الليكود. وقال مسؤول كبير في الحزب: «تم كسر شيء ما في حاجز الخوف لدى الأعضاء. هم صمتوا عندما كان رئيساً للحكومة، والآن بدأت حالة تمرد في الحزب».
ويقود هذه الحالة أعضاء يتطلعون إلى المناصب، وقد بدأوا العمل فعلاً من أجل منصب نتنياهو نفسه. وأكدت الصحيفة أن بعضهم يخطط لعقد مؤتمرات في الأشهر المقبلة من أجل استعراض القوة، فيما بدأت عملية استقطاب عناصر جديدة من أجل الانتساب للحزب.
ويتزعم بشكل أوضح هذه التحركات وزير المالية السابق عضو الكنيست يسرائيل كاتس، الذي يشغل منصب رئيس الأمانة العامة للحزب ويتطلع لتعزيز قوته. وبحسب الصحيفة، يواصل كاتس التحدث وإجراء المقابلات حول القضايا الاقتصادية والسياسية، وفي الأيام الأخيرة زاد نشاطه في الحزب، واقترح منع من ترك حزب الليكود العودة إلى الحزب على مدى 8 سنوات.
وأرسل كاتس رسالة إلى النشطاء والمنتسبين، جاء فيها: «سأقدم يوم الخميس إلى سكرتارية الليكود اقتراح قرار من أجل المصادقة عليه، ينص على أن أولئك الذين انسحبوا من الليكود وترشحوا أو دعموا حزباً آخر لن يتمكنوا من الترشح في إطار الليكود أو نيابة عن الليكود لفترة ولايتين. هذا قرار عادل جاء من أجل صد أي محاولة لإيذاء الليكود وأضعافه على المستوى القطري والمحلي. سأواصل العمل على تعزيز وحدة الليكود حتى عودتنا لقيادة دولة إسرائيل».



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.