طالبان تقصف مطار قندهار... والمعارك تستعر في أفغانستان

قال متحدث باسم حركة طالبان إن مقاتلي الحركة قصفوا مطار قندهار في جنوب أفغانستان بثلاثة صواريخ على الأقل خلال الليل وإن الهدف هو منع ضربات جوية تشنها قوات الحكومة الأفغانية.
وقال ذبيح الله مجاهد لرويترز «استهدفنا مطار قندهار لأن العدو يستخدمه مركزا لشن ضربات جوية علينا». وذكر مسؤولون أفغان أن الهجمات الصاروخية أجبرت السلطات على تعليق الرحلات وأن المدرج تضرر جزئيا وأنه لم ترد بعد تقارير عن سقوط مصابين». وقال المسؤولون إن حركة طالبان تعتبر قندهار نقطة استراتيجية رئيسية تستخدمها فيما يبدو كمركز للتحكم من أجل السيطرة الكاملة على خمسة أقاليم أخرى». واشتدت حدة الاشتباكات بين القوات الأفغانية ومقاتلي طالبان في مدن قندهار وإقليم هلمند المجاور». وفي الغرب قال المسؤولون الأفغان إن قادة طالبان يسيطرون بوتيرة سريعة على المباني الاستراتيجية في مختلف أنحاء مدينة هرات مما يجبر المدنيين على البقاء في منازلهم.
وتحقق حركة طالبان تقدما في أفغانستان مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي من البلاد وفي الأسابيع الأخيرة قالت الحركة إنها تسيطر على نصف الأراضي الأفغانية بما فيها معابر حدودية مع إيران وباكستان». وتشن حركة طالبان منذ ثلاثة أشهر هجوما واسعا في أنحاء أفغانستان، تزامن مع بدء انسحاب القوات الأجنبية بصورة نهائية من هذا البلد والذي بات على وشك الاكتمال.
وسيطر عناصر الحركة على مساحات شاسعة من المناطق الريفية وباتوا في الأيام الأخيرة يهددون عواصم عدد من الولايات إذ اقتربوا من قندهار كما من هرات، كبرى مدن غرب أفغانستان وثالث أكبر مدينة عدديا في هذا البلد (600 ألف نسمة)، ولشكر قاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب)». وإذا سقطت قندهار التي جعلت طالبان منها مركز نظامها حين حكمت أفغانستان بين 1996 و2001، فسيشكل ذلك كارثة للسلطات الأفغانية». ولم تبد القوات الأفغانية أي مقاومة شديدة أمام تقدم طالبان، ولم تعد تسيطر سوى على المحاور الكبرى الرئيسية وعواصم الولايات». وفي هرات (أفغانستان) اشتبكت قوات الحكومة الأفغانية مع عناصر من طالبان عند أطراف هرات أول من أمس، غداة مقتل شرطي في هجوم استهدف مجمعا تابعا للأمم المتحدة في المدينة الواقعة غرب البلاد». وتصاعد العنف في أنحاء أفغانستان منذ مطلع مايو (أيار) عندما شنت طالبان هجوما واسعا تزامن مع بدء انسحاب نهائي للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة والذي بات شبه مكتمل». وسيطر عناصر الحركة على عشرات المناطق بما فيها ضمن ولاية هرات، حيث سيطروا على معبرين حدوديين مع إيران وتركمانستان». وأشار مسؤولون وسكان إلى تجدد القتال على أطراف هرات السبت، بينما فر مئات من منازلهم باتجاه وسط المدينة». وقال حاكم هرات عبد الصبور قاني إن معظم العمليات القتالية تدور في منطقتي إنجيل وغوزارا، حيث يقع المطار». وصرح قاني «يدور القتال حاليا في الجنوب والجنوب الشرقي. نتحرك بحذر لتجنب سقوط ضحايا مدنيين».
وخلال معارك الجمعة، تعرض مجمع «بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)» في هرات لهجوم بقذائف «آر بي جي» ولإطلاق نار حملت الأمم المتحدة عناصر مناهضة للحكومة مسؤوليته». ويقول المسلحون إنهم لن يستهدفوا دبلوماسيين أجانب، علما بأنه سبق لهم أن خرقوا البروتوكولات الدولية». وتنتشر قوات أفغانية وميليشيات تابعة للقيادي المخضرم المناهض لطالبان إسماعيل خان في محيط المدينة التي تعد 600 ألف نسمة منذ أيام». وتعهد خان الذي قاوم قوات الاحتلال السوفياتية في ثمانينات القرن الماضي، وطالبان خلال فترة حكمها في التسعينات، مواجهة المتمردين مجددا لوقف التقدم الذي حققوه في الأشهر الأخيرة.
إلى ذلك، تعرضت مكاتب الأمم المتحدة في مدينة هرات الكبيرة في غرب أفغانستان التي تدور حولها اشتباكات بين طالبان والقوات الأفغانية، لهجوم الجمعة كما أعلنت بعثة المنظمة الدولية لتقديم المساعدة إلى أفغانستان منددة بالهجوم الذي أودى بحياة شرطي أفغاني». وقالت البعثة في بيان «هذا الهجوم على مدخل مبنى يظهر بوضوح أنه تابع للأمم المتحدة، نفذته عناصر مناهضة للحكومة» مشيرة إلى أنه أسفر عن مقتل شرطي أفغاني كان يحرس المبنى وجرح آخرين». وتابعت أن مدخل المجمع تعرض لإطلاق نار من قاذفات صواريخ ومدافع. وأضافت أنه لم يصب أي من موظفي الأمم المتحدة». وقالت إن المنطقة التي تعرضت فيها المكاتب للهجوم، شهدت اشتباكات بين طالبان والقوات الحكومية الجمعة.
ونقل البيان عن ديبورا لايونز الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان ورئيسة البعثة في البلاد قولها إن «هذا الهجوم على الأمم المتحدة مؤسف، ونحن ندينه بأشد العبارات». وأشارت إلى أنه «يجب تحديد هوية منفذي هذا الهجوم ومحاسبتهم».