واشنطن تطالب سعيّد بتسريع تشكيل الحكومة والقاهرة تثق في قدرته على تجاوز الأزمة

TT

واشنطن تطالب سعيّد بتسريع تشكيل الحكومة والقاهرة تثق في قدرته على تجاوز الأزمة

عبرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن «دعمها القوي للديمقراطية التونسية»، ودعا مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان الرئيس قيس سعيّد إلى «الإسراع» بتشكيل حكومة جديدة «تستجيب للمطالب التي عبر عنها التونسيون على نطاق واسع بتحسين مستويات المعيشة والحكم الصادق».
وبات مستشار الأمن القومي لدى البيت الأبيض ثاني مسؤول أميركي كبير يتواصل مع الرئيس التونسي للتشاور في شأن الإجراءات التي اتخذها خلال الأسبوعين الماضيين، علما بأن وزير الخارجية أنطوني بلينكن أجرى اتصالاً مشابهاً مطلع الأسبوع الماضي.
وأفادت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إميلي هورن بأن سوليفان تحادث مع الرئيس سعيد لمدة ساعة، قائلة إن المسؤول الأميركي نقل «الدعم القوي» من بايدن «للشعب التونسي وللديمقراطية التونسية القائمة على الحقوق الأساسية والمؤسسات القوية والتزام سيادة القانون». وأوضحت أنه «بهذه الروحية، ركزت الدعوة على الحاجة الماسة لدى القادة التونسيين إلى رسم الخطوط العريضة لعودة سريعة إلى المسار الديمقراطي في تونس». وشدد سوليفان على أن «هذا سيتطلب تشكيل حكومة جديدة بسرعة يقودها رئيس وزراء قادر على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد التونسي ومواجهة جائحة كورونا، فضلاً عن ضمان عودة البرلمان المنتخب في الوقت المناسب».
وأضاف أنه «بينما يستجيب قادة تونس للمطالب التي عبر عنها التونسيون على نطاق واسع بتحسين مستويات المعيشة والحكم الصادق، تقف الولايات المتحدة وأصدقاء الشعب التونسي الآخرون على استعداد لمضاعفة جهودها لمساعدة تونس على التحرك نحو مستقبل آمن ومزدهر وديمقراطي».
وكان بلينكن حض سعيد على «الاستمرار في الحوار المفتوح مع جميع الأطراف السياسية والشعب التونسي... والتزام مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تُعد الأسس التي يقوم عليها الحكم في تونس». لكنه تعهد أيضاً بدعم الاقتصاد التونسي ومساعدة البلاد في مواجهة انتشار فيروس «كورونا».
إلى ذلك، أعربت القاهرة عن «تضامنها الكامل مع الشعب التونسي وتطلعاته المشروعة، والثقة في حكمة وقدرة الرئاسة التونسية على العبور بالبلاد من هذه الأزمة في أقرب وقت».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ، إن «مصر تتابع باهتمام تطورات الأحداث في تونس»، داعياً إلى «ضرورة تجنب التصعيد والامتناع عن العنف ضد مؤسسات الدولة بما يحفظ مصالح الشعب التونسي وأمنه ومقدراته».
وأشاد حافظ بـ«دور المؤسسات الوطنية للدولة التونسية في حفظ أمن واستقرار البلاد»، معرباً عن «تطلعه لتجاوز الأشقاء التونسيين لكل التحديات والانطلاق نحو بناء مستقبل أفضل».
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، مساء أول من أمس، إن القاهرة «تتابع باهتمام بالغ ما يحدث في تونس، وما تقوم به السلطات التونسية لتحقيق الأمن والاستقرار وسيادة البلاد». وأضاف أن بلاده «تثق تماماً بحكمة القيادة السياسية في تونس وقدرتها على إدارة المشهد بما يحقق تطلعات وإرادة وتطلعات شعبها».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.