التنس: زفيريف يمنح ألمانيا أول ذهبية في منافسات فردي الرجال

زفيريف على منصة التتويج يستعرض ذهبيته (إ.ب.أ)
زفيريف على منصة التتويج يستعرض ذهبيته (إ.ب.أ)
TT

التنس: زفيريف يمنح ألمانيا أول ذهبية في منافسات فردي الرجال

زفيريف على منصة التتويج يستعرض ذهبيته (إ.ب.أ)
زفيريف على منصة التتويج يستعرض ذهبيته (إ.ب.أ)

لن يتذكر عالم التنس ألكسندر زفيريف فقط لأنه بات أول ألماني يتوج بذهبية فردي الرجال في الألعاب الأولمبية، بل أيضاً لأنه حرم الصربي نوفاك ديوكوفيتس من مواصلة حلم «الغراند سلام الذهبي» الذي لا يمكن تحقيقه إلا كل أربعة أعوام... أو ثلاث... في باريس 2024.
ومنح زفيريف المصنف خامسا عالمياً بلاده أولى ميدالياتها الذهبية في فردي الرجال في تاريخ الألعاب الأولمبية، بعد فوزه في نهائي أولمبياد طوكيو أمس على الروسي كارن خاشانوف 6 - 3 و6 - 1 ليصبح ثاني ألماني يتوج في الفردي بعد مواطنته شتيفي غراف في أولمبياد سيول 1988. ولكن في الطريق إلى الذهب كان هناك الإنجاز الأهم بإزاحة زفيريف للمصنف أول ديوكوفيتش من نصف النهائي، وحرمان الأخير من أن يصبح ثاني لاعب فقط في التاريخ يتوج بالبطولات الأربع الكبرى والميدالية الذهبية الأولمبية في عام واحد، منذ غراف بالذات. وهذه الذهبية الثالثة لألمانيا بعد أن حصد بوريس بيكر ومايكل ستيش لقب زوجي الرجال في أولمبياد برشلونة 1992.
وقال زفيريف، 24 عاماً، بعد الفوز: «حاولت استخرج كل قواي، لم أكن ألعب لنفسي. كنت ألعب من أجل بلادي». ولا يزال الألماني يبحث عن لقبه الأول في البطولات الكبرى بعد أن اقترب مرات عدة، أبرزها عندما أهدر تقدمه بمجموعتين دون رد في نهائي فلاشينغ ميدوز أمام النمساوي دومينيك تيم العام الماضي. إلا أنه سيضيف اللقب الأولمبي إلى لقب البطولة الختامية في 2018 وألقابه الأربعة في الماسترز.
وعن مقارنة هذا اللقب مع إنجازاته الأخرى أجاب: «لا يمكنني أن أقارن. هذا أكبر بكثير من أي شيء آخر في الرياضة، خاصة في التنس، إنه شعور هائل بالنسبة لي... الألعاب الأولمبية هي أكبر حدث رياضي في العالم». وهيمن زفيريف على المباراة منجزاً المهمة خلال 79 دقيقة أمام المصنف 25 عالمياً المشارك تحت علم محايد. وقال زفيريف عن شعوره بالوصول لمنصة التتويج: «لحظات قليلة في الحياة تُقارن بها صراحة. إنها (الميدالية) ثقيلة ولكن لن أنزعها إلى حين عودتي إلى بلادي».
من جهته، واصل خاشانوف في طوكيو فورمته الجيدة أخيراً التي مكنته من بلوغ ربع نهائي ويمبلدون في طريقه إلى نهائي الأولمبياد، وقال بعد المباراة: «قدم زفيريف مباراة مذهلة. كان اللاعب الأفضل. كل الثناء له».
وتجمع حشد صغير من السكان المحليين خارج الملعب في بداية المباراة للاحتجاج على إقامة الأولمبياد، وعلق الروسي قائلا: «طالبت المنظمين بأن يفعلوا شيئا حيال ذلك... لا أعرف تحديداً على ماذا يحتجون. لقد أزعجني ذلك وأزعجه، لكنه مر على خير».
فيما أشار زفيريف إلى أن معظم الناس سيكونون سعداء لأن الألعاب الأولمبية مستمرة، وأوضح: «أعتقد أن الرياضة في الوقت الحالي، في العالم الذي نعيش فيه، ليست مهمة فحسب، ولكنها ضرورية. من الضروري أن يكون لدى الناس شيء يشاهدونه ويفرحون به، حتى لو أمام التلفاز».
وبدأ زفيريف بقوة كاسراً إرسال منافسه في الشوط الثالث وأنقذ فرصة لكسر إرساله في السادس ليتقدم 4 - 2 قبل أن يحسمها 6 - 3. وواصل الألماني هيمنته كاسراً إرسال خاشانوف في الشوطين الثاني والرابع متقدماً بأربعة أشواط نظيفة قبل أن يحسم الأمور بسهولة 6 - 1.
وفي مسابقة الزوجي للسيدات منحا الثنائي باربورا كرايتشيكوفا، حاملة لقب رولان غاروس، وكاتيرينا سينياكوفا التشيك ذهبيتها الثانية على الإطلاق في التنس بالأولمبياد بعد ميلوشلاف ميتشير في فردي الرجال عام 1988 إثر الفوز على السويسرية بليندا بنتشيتش (الفائزة بذهبية الفردي) وزميلتها فيكتوريا غولبيك 7 - 5، 6 - 1.
وأحرز الروسيان أندريه روبليف وأنستاسيا بافليوتشنكوفا ذهبية الزوجي بعد فوزهما على مواطنيهما إيلينا فيسنينا وأسلان كاراتسيف بنتيجة 6 - 3 و6 - 7 و13 - 11، ونال الزوجي الأسترالي آشلي بارتي وجون بيرز الميدالية البرونزية بعد انسحاب الزوجي الصربي المؤلف من نوفاك ديوكوفيتش ونينا ستويانوفيتش.


مقالات ذات صلة

وفاة أكبر بطلة أولمبية في العالم المجرية أغنيش كيليتي عن 103 أعوام

رياضة عالمية أغنيش كيليتي نجت من الهولوكوست (أ.ف.ب)

وفاة أكبر بطلة أولمبية في العالم المجرية أغنيش كيليتي عن 103 أعوام

توفيت أكبر بطلة أولمبية في العالم والناجية من الهولوكوست، المجرية أغنيش كيليتي، عن 103 أعوام في مستشفى بودابست بالعاصمة المجرية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
رياضة عالمية تشونغ لفتت أنظار العالم في أولمبياد باريس حينما طلب صديقها الزواج منها (أ.ف.ب)

الصينية هونغ بطلة الريشة الطائرة الأولمبية تعتزل اللعب الدولي

قالت هونغ يا تشونغ، بطلة الزوجي المختلط للريشة الطائرة في «أولمبياد باريس»، إنها اعتزلت اللعب مع منتخب الصين؛ بسبب العدد المتزايد من الإصابات التي تعرَّضت لها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
رياضة عالمية إيما فينوكين (رويترز)

البريطانية فينوكين: أتطلع لـ3 ذهبيات في أولمبياد لوس أنجليس

قالت البريطانية إيما فينوكين، بطلة العالم مرتين،إنها مستعدة للعودة إلى نقطة البداية خلال سعيها للفوز بثلاث ميداليات ذهبية على المضمار في دورة الألعاب الأولمبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الألعاب النارية تنطلق في الساعة التاسعة مساءً خلال احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة بسيدني بأستراليا (أ.ب)

سقط الأسد واغتيل نصر الله وفاز ترمب... أبرز محطات عام 2024 المحموم

يستقبل العالم سنة 2025 مودعاً عاماً شهد تنظيم الألعاب الأولمبية في فرنسا وعودة دونالد ترمب إلى السلطة بالولايات المتحدة وفرار بشار الأسد من سوريا

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية تتويج الأهلي المصري بكأس القارة الأفريقية عقب فوزه على الترجي التونسي في النهائي (إ.ب.أ)

حصيلة 2024: هيمنة مصرية على العرش الأفريقي... وحضور في «الأولمبياد»

هيمنت الأندية المصرية على مسابقات كرة القدم الأفريقية في 2024، واكتفى «الفراعنة» بثلاث ميداليات متنوعة في «أولمبياد باريس»، في عام عُرف بـ«عام الحزن».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».