هل ستحصل الأندية على الكفاءة المالية قبل انطلاق الدوري السعودي؟

TT

هل ستحصل الأندية على الكفاءة المالية قبل انطلاق الدوري السعودي؟

يبدأ اليوم العد التنازلي للأندية السعودية التي تنافس في دوري المحترفين لكرة القدم من أجل الحصول على شهادة الكفاءة المالية التي حددتها وزارة الرياضة، ممثلة بفريق استراتيجية الدعم، بيوم 21 أغسطس (آب) الحالي، وذلك لسداد الديون كافة التي تمنعها من تسجيل لاعبيها، الأجانب والمحليين.
ويتعين على أندية الاتحاد والنصر والشباب والأهلي والهلال دفع 468 مليون ريال سعودي (125 مليون دولار أميركي)، علماً بأن الهلال هو الوحيد بين هذه الأندية الذي أعلن أنه سدد ديونه كافة، وبالتالي فإنه سيكون الطريق مفتوحاً أمامه لتسجيل أجانبه بشكل رسمي لدى لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين التابعة لاتحاد الكرة السعودي.
وعلى نادي الاتحاد تقديم مستندات رسمية للجنة الاحتراف، وقبل ذلك لوزارة الرياضة، تفيد بسداده 140.3 مليون ريال، وكذلك الحال للنصر المطالب بسداد 135.9 مليون ريال، علماً بأن مصادر مطلعة كشفت لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة النادي سددت نصف المبالغ المذكورة، ويتبقى عليها نحو 70 مليون ريال واجبة السداد قبل الـ21 من الشهر الحالي.
ووسط حالة الصفقات التي أبرمها النادي الأهلي في الأيام الماضية، فإنه مطالب بسداد 124.3 مليون ريال ليتاح له تسجيل لاعبيه الأجانب، وكذلك الحال مع الشباب الذي يتعين عليه سداد 68.4 مليون ريال للحصول على الشهادة.
وبحسب مصادر كانت حاضرة في اجتماع وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، ورئيس اتحاد الكرة ياسر المسحل، فإن الأول أبلغ رؤساء الأندية، حينما سئل عن حقيقة سداد ديون الأندية، بأن ذلك غير صحيح، وأن على مسؤولي الأندية تسديد ديونهم، دون انتظار أن تفعل الوزارة ذلك.
وأثارت الأندية الكبرى، وهي الاتحاد والنصر والأهلي، ضجة في الشارع الرياضي السعودي بعد عقدها صفقات ضخمة مع نجوم كبار على مستوى العالم، وسط تساؤلات عن أن هناك دعماً مرتقباً للأندية في الفترة الحالية، قبل أن يبدد وزير الرياضة هذه التساؤلات، ويؤكد عدم صحتها.
ويعني انطلاق الدوري السعودي للمحترفين في الـ11 من الشهر الحالي أن بعض الأندية قد لا تستفيد من نجومها إلا بعد الحصول على شهادة الكفاءة المالية، وهو ما يترتب عليه غياب بعض اللاعبين الأجانب والمحليين في الجولتين الأولى والثانية.
وكانت مصادر وثيقة الاطلاع في نادي النصر قد كشفت، فجر أمس، لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة النادي نجحت في تسديد نحو 50 في المائة من الديون المتراكمة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تبقى نحو 70 مليون ريال سعودي (18.6 مليون دولار).
وأعلنت وزارة الرياضة، في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي، عن ديون الأندية السعودية، بما فيها نادي النصر، حيث تمت مطالبة الأخير بدفع 135.906.336 مليون ريال ليحصل على شهادة الكفاءة المالية التي حددت 21 أغسطس (أب) الحالي موعداً نهائياً لإغلاق طلبات الحصول عليها.
وسعت إدارة النصر، بدعم من العضو الذهبي الأمير خالد بن فهد بن عبد العزيز، لتقليص الديون على النادي، بتسديد نحو 65 مليون ريال في الأسابيع الأخيرة. وأبرمت إدارة النادي عقوداً مع لاعبين أجانب، مثل البرازيلي تاليسكا والكاميروني فنيست أبو بكر والأوزبكي مشاريبوف والأرجنتيني فونيس موري، لكنها لم تسجل بعد بشكل رسمي عند لجنة الاحتراف السعودية التي تتيح للاعبين خوض المباريات مع الفريق في المسابقات الكروية المحلية والآسيوية.
بقيت الإشارة إلى أن بقية الأندية السعودية سجلت ديوناً، من بينها نادي الوحدة الذي حل خامساً بـ54 مليون ريال، وجاء نادي العين الهابط لدوري الأولى سابعاً بـ19 مليون ريال، وكذلك نادي الباطن (19 مليون ريال)، ثم نادي الاتفاق (18.8 مليون ريال)، يليه نادي الرائد (10.9 مليون ريال)، ثم نادي التعاون (8.3 مليون ريال)، يليه نادي القادسية (1.77 مليون ريال)، ثم نادي ضمك بـالتزامات قدرها 165 ألف ريال.
ولم تسجل أي التزامات مالية حتى 30 أبريل (نيسان) 2021 على أندية الفيصلي والفتح وأبها، علما بأن نادي الاتفاق قد أعلن عن أنه حصل على شهادة الكفاءة المالية.
وشملت هذه الالتزامات التي أعلنتها اللجنة عدداً من البنود الخاصة بذلك، وهي: ذمم دائنة للاعبين ومدربين وموظفين، ورواتب لاعبين وموظفين ومدربين، ومستحقات قضايا صادر بها قرارات نهائية. وتختص هذه البنود بالأنشطة كافة في أندية دوري المحترفين، شريطة عدم جدولة أي رواتب. هذا وسيحصل النادي الذي يستوفي هذه الالتزامات على شهادة الكفاءة المالية، على أن يكون آخر موعد للوفاء بها 21 أغسطس (آب) 2021م.


مقالات ذات صلة

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».