«داعش» يضرب بعنف في 3 محافظات عراقية

بينها استهداف مجلس عزاء قتل فيه 14 شخصاً

TT

«داعش» يضرب بعنف في 3 محافظات عراقية

وجه تنظيم داعش عدة ضربات موجعة مساء أول من أمس وأمس السبت في عدة مناطق في ثلاث محافظات عراقية (صلاح الدين والأنبار وديالى). ففي ناحية يثرب التابعة إلى محافظة صلاح الدين افتتح التنظيم سلسلة ضرباته حين استهدف مجلس عزاء راح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح. وأفادت آخر حصيلة لهذا الهجوم بمقتل 14 شخصا وجرح 20 شخصا آخرين.
وهاجم عناصر داعش مجلس العزاء من محورين استهدفوا في الأول نقطة حماية للمجلس تابعة لفوج الطوارئ بأسلحة القنص، وفي الثاني هاجموا من خلف مجلس العزاء بأسلحة رشاشة. وطبقا للمعلومات فإن مجلس العزاء كان لطفل غريق وهو ابن شقيق عضو في محكمة التمييز الاتحادية، وكان يوجد في المجلس عدد من القضاة من بغداد والمحافظات لكنهم غادروا المجلس قبل الهجوم بوقت قصير.
وتعد أطراف يثرب بؤرا وأوكارا خفية للتنظيمات المسلحة بسبب طبيعتها الجغرافية وكثافة بساتينها وهو ما يجعلها بيئة مثالية لمسلحي التنظيم. وكانت هذه المنطقة إحدى المناطق التي عانت خلال السنوات الماضية عمليات نزوح واسعة لسكانها الذين عادوا مؤخرا لكنهم وطبقا لما أعلنه المسؤولون المحليون في الناحية يحتاجون إلى حماية ويطالبون بتطويع نحو 300 من أبناء الناحية لهذا الغرض. وفي محافظة الأنبار الغربية، هاجم تنظيم «داعش» فجر أمس السبت أحد المنازل في منطقة العكبة شرق قضاء هيت وقاموا بقتل الأب وولديه الاثنين. وطبقا لبيان لقيادة عمليات الجزيرة فإن «مسلحين مجهولين يرتدون الزي العسكري بالهجوم بأسحلة كاتمة الصوت على دار أحد المواطنين» ، مبينا أن «الهجوم أدى إلى مقتل الأب وولديه الاثنين حيث يعمل أحدهما منتسبا في أحد الأجهزة الأمنية».
وفي محافظة ديالى، أعلن مصدر أمني عراقي أن تنظيم «داعش» شن هجوما على نقطة عسكرية في إحدى المناطق شمال شرقي مدينة بعقوبة أسفرت عن مقتل ثلاثة وجرح أربعة مدنيين إضافة إلى تدمير عربة أرزاق.
وفي الوقت الذي لم تتوقف هجمات «داعش» ضد القوات الأمنية أو المواطنين بين آونة وأخرى لكن هناك مخاوف من إمكانية استغلالها في الصراعات السياسية الجارية حاليا في تلك المناطق مع اقتراب موعد الانتخابات وبدء الحملات الانتخابية.
إلى ذلك، أكد التحالف الدولي استمرار دعمه للقوات العراقية في محاربة تنظيم «داعش». وذكر التحالف في تدوينة له على «تويتر» أنه «بعد تحرير الأراضي العراقية من سيطرة (داعش) في عام 2017، يواصل شركاؤنا العراقيون السعي جاهدين للحفاظ على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس وإعادة الحياة الطبيعية والنمو في المناطق المتضررة من النزاع». وأكد التحالف: «سنبقى ملتزمين بتقديم الدعم لشركائنا من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار في العراق».
من جهتها، أكدت السفارة الأميركية في العراق استمرار دعم أميركا للعراق لمساعدة المتضررين من تنظيم «داعش». وقالت السفارة في بيان لها إن «الولايات المتحدة تؤكد على عزمها المستمر على دعم العراق في مساعدة المجتمعات التي استهدفها (داعش) حتى تتعافى، والعمل على إعادة التأهيل والدمج السلمي في المجتمع للعراقيين الذين لديهم روابط أسرية متصورة أو فعلية مع (داعش) وخاصة النساء والأطفال». وأضافت السفارة في بيانها أن «الولايات المتحدة تثني على حكومة العراق لإقرارها قانون الناجين الإيزيديين، واتفاق الوفدين العراقي والأميركي في الحوار الاستراتيجي، على الحاجة إلى تنفيذه ودعم مديرية شؤون الناجين الجديدة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وذلك لتسهيل تقديم الخدمات والتعويضات للإيزيديين الناجين من (داعش)». وبيّنت السفارة، أن «حكومة العراق التزمت بإصدار قانون محكمة عليا لتعزيز العدالة للناجين من (داعش)».


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.