أستراليا تتحقق من تنفيذ «أبو عبد الله الأسترالي» هجومًا انتحاريًا

90 أستراليًا يقاتلون إلى جانب «داعش» في العراق وسوريا

المراهق الأسترالي «أبو عبد الله»
المراهق الأسترالي «أبو عبد الله»
TT

أستراليا تتحقق من تنفيذ «أبو عبد الله الأسترالي» هجومًا انتحاريًا

المراهق الأسترالي «أبو عبد الله»
المراهق الأسترالي «أبو عبد الله»

قالت وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، أمس، إن بلادها تقوم بالتحقق من تقارير بثها تنظيم داعش بمقتل مواطن أسترالي اسمه «أبو عبد الله الأسترالي» في هجوم انتحاري نفذه في الهجوم على مدينة الرمادي في الأنبار، أول من أمس. وبينت الوزيرة الأسترالية، أن التحقيقات تقوم بالبحث في حقيقة كون أبو عبد الله الأسترالي هو جاك بيلاردي الذي يبلغ من العمر 18 عاما من منطقة ملبورن والذي تعلم الأجهزة الأمنية في البلاد أنه قام بالمغادرة إلى العراق وسوريا في أغسطس (آب) 2014.
وأشارت الوزيرة إلى أن السلطات الأسترالية قامت بإلغاء جواز سفر بيلاردي في أكتوبر (تشرين الأول) 2014.
وقالت الوزيرة بيشوب: «أستطيع أن أؤكد أن الحكومة الأسترالية تسعى اليوم إلى التأكد بشكل مستقل من تقارير حول مقتل المراهق من ملبورن جاك بيلاردي البالغ من العمر 18 عاما في تفجير انتحاري في الشرق الأوسط». وأضافت بيشوب: «إذا تم التأكد من هذه التقارير، فإن الأمر سيكون عبارة عن مثل مأساوي آخر لشاب أسترالي تم جره إلى موت اتسم بالعنف وفقدان الوعي من قبل منظمة إرهابية وحشية تهدف إلى فرض المعاناة والبؤس، ليس فقط في العراق وسوريا، وإنما أبعد منهما». وتظهر صورة نشرت على الإنترنت وأخذت من شريط دعائي لتنظيم داعش، سيارة بيضاء وفي الكادر صورة أخرى لشاب يجلس في مقعد السائق يبدو أنه جاك بيلاردي من ملبورن في أستراليا. ويبدو أن الصورة تظهر الشاب البالغ من العمر 18 عاما والمعروف أيضا بأبو عبد الله الأسترالي، التقطت قبل الهجوم الذي استهدف وحدة في الجيش العراقي في غرب البلاد. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن التأكد من صحة تلك المعلومات من مصادر مستقلة. وقتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح 30 أول من أمس في هجوم منظم بسبع عربات مفخخة استهدفت مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة العراقية في مدينة الرمادي. وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، أفادت شبكة «فير فاكس ميديا» الأسترالية بأن بيلاردي هو الذي يظهر في صورة تم تداولها عبر الإنترنت لشاب أجنبي يحمل بندقية إلى جانب مقاتلين في تنظيم داعش. وكانت وسائل إعلام بريطانية أطلقت عليه في السابق لقب «الجهادي البريطاني الأبيض». وأكد مترددون على مسجدين في ملبورن وأصدقاء بيلاردي هويته، وقالوا إنه اعتنق الإسلام بعد وفاة والدته بالسرطان وتحول إلى شخص عصبي ومربك.
وبحسب الشبكة الإعلامية، فإن بيلاردي ترك مواد متفجرة في منزل عائلته في ملبورن قبل توجهه إلى سوريا. ونقلت أن عائلته وجدت تلك المواد وأبلغت السلطات التي بدأت بتعقب تحركاته في الشرق الأوسط.
وبدت تدوينة على الإنترنت لشخص يعرف بأنه أبو عبد الله الأسترالي وكأنها تأكيد على نياته، إذ كتب «خشية من محاولات محتملة من قبل السلطات الأسترالية المتطفلة بشكل كبير لمنعي من المغادرة بدأت برسم الخطة (ب)».
وتابع أن «هذه الخطة تضمنت شن سلسلة من التفجيرات في ملبورن تستهدف قنصليات أجنبية، فضلا عن أهداف سياسية وعسكرية». وبدورها قالت بيشوب، إنها «ليست في موقع يخولها بحث هذه القضية تحديدا»، مشيرة إلى أنها تنتظر تقريرا موجزا من الوكالات الأمنية والاستخبارية.
وفي الوقت ذاته أكدت بيشوب أنه «كان لدى أستراليا السبب الكافي لوضع بيلاردي تحت الرقابة لفترة من الزمن، وإلغاء جواز سفره في أكتوبر بعد مغادرته البلاد إلى الشرق الأوسط في أغسطس».
وتابعت بيشوب أنه «حين بدأ بالعمل في العراق وسوريا مع تنظيم داعش، أصبح من الصعب مواصلة اقتفاء أثره». ورفعت أستراليا مستوى الإنذار لديها في سبتمبر (أيلول) الماضي خشية من عودة المقاتلين المتطرفين من سوريا والعراق. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن أحد مراسليها تحدث في ديسمبر (كانون الأول) مع بيلاردي خلال وجوده في العراق، وقال له إنه يريد أن يصبح «شهيدا». ونقلت «بي بي سي» عن بيلاردي قوله: «أتيت إلى هنا بحثا عن الموت، ولم لا أقتل في الوقت ذاته أكبر عدد ممكن من (الكفار)».
من جهته، قال رئيس الحكومة الأسترالي توني آبوت، إن تلك التطورات تلقي الضوء أكثر على خداع تنظيم داعش. وأضاف في حديث إلى الصحافيين: «إنه وضع فظيع (..) يظهر الخداع، خداع ثقافة الموت لشباب سريعي التأثر، ومن المهم جدا أن نفعل ما بوسعنا لمحاولة حماية الشباب من خداع هذه الآيديولوجية الصادمة والغريبة والمتطرفة». والأسبوع الماضي، أوقف في مطار سيدني شقيقان كانا ينويان التوجه إلى الشرق الأوسط للقتال. وبحسب بيشوب، فإن 90 أستراليًا يقاتلون إلى جانب «داعش» في العراق وسوريا، كما قتل 20 آخرون.



القضاء الكوري الجنوبي يُصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)
TT

القضاء الكوري الجنوبي يُصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)

أصدر القضاء في كوريا الجنوبية مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول تتيح للمحققين القيام بمحاولة ثانية لاعتقال يون سوك يول المتحصن في مقر إقامته في سيول تحت حماية حرسه، فيما أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون أن بلاده اختبرت بنجاح، الاثنين، صاروخاً فرط صوتي جديداً سيساهم في ردع «جميع الخصوم» في المحيط الهادئ، على ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الثلاثاء.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه نظيره الكوري الجنوبي شو تاي-يول (أ.ف.ب)

ويجري مكتب مكافحة الفساد والشرطة وإدارة التحقيقات بوزارة الدفاع تحقيقاً مشتركاً في محاولة يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) وإغلاق البرلمان بقوة الجيش.

وبرر الرئيس المحافظ المعزول الذي لطالما واجه عمله السياسي عرقلة من البرلمان ذي الغالبية المعارضة، هذا الإجراء لكونه يريد حماية البلاد من «القوى الشيوعية الكورية الشمالية» و«القضاء على العناصر المعادية للدولة».

تحاول الشرطة إيقاف المتظاهرين خلال مظاهرة ضد الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول بكوريا الجنوبية (رويترز)

واضطرّ الرئيس للتراجع عن خطوته المفاجئة بعد ساعات من إعلانها وتمكّن النواب من الاجتماع في البرلمان الذي طوّقته القوات العسكرية، والتصويت لصالح رفع الأحكام العرفية، تحت ضغط آلاف المتظاهرين. وعزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر، ورُفعت شكوى ضده بتهمة «التمرد»، وهي جريمة عقوبتها الإعدام و«إساءة استخدام السلطة» وعقوبتها السجن 5 سنوات.

وجاء في بيان أصدره المحققون، الثلاثاء، «إن مذكرة التوقيف الجديدة ضد المشتبه به يون صدرت بعد ظهر اليوم» بتوقيت سيول، بسبب محاولة إعلانه الأحكام العرفية لفترة وجيزة.

انتهت مهلة مذكرة التوقيف الأولى الصادرة في 31 ديسمبر، الاثنين، دون أن يتمكن مكتب التحقيق في الفساد من توقيف يون لاستجوابه.

والجمعة، حاول المحققون بمؤازرة الشرطة دخول مقر إقامة يون لاعتقاله لكنهم واجهوا حوالى 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي، وتراجعوا بعد استحالة تنفيذ المذكرة القضائية بعد 6 ساعات من المواجهة التي شابها توتر.

موالون للرئيس المعزول يون سوك يول يتظاهرون في سيول صباح اليوم احتجاجاً على أمر الاعتقال (أ.ب)

وأعلن الحزب الديموقراطي المعارض، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه قدم شكوى ضد الرئيس المؤقت شوا سانغ موك بتهمة «التقصير في أداء الواجب»، لأنه لم يفلح في منع جهاز الحراسة عن اعتراض «توقيف» يون. وطلب الجهاز المكلف التحقيق مساء الاثنين من محكمة منطقة غرب سيول تمديد المهلة المحددة لمذكرة التوقيف.

وعزا يون بوك نام، رئيس جمعية «محامون من أجل مجتمع ديموقراطي»، فشل المحاولة الأولى لتوقيف الرئيس المخلوع في المقام الأول إلى افتقار مكتب مكافحة الفساد الذي لم يمض على تأسيسه أربع سنوات، ويعمل فيه أقل من مائة موظف، إلى الخبرة، فهو لم يوجه اتهاماً إلى أي شخص حتى الآن.

وأوضح يون: «بطبيعة الحال، ليست لديهم خبرة في الاعتقالات، ناهيك عن اعتقال الرئيس»، مشيراً إلى أن «تعاون الشرطة ضروري».

ونشب خلاف بين مكتب مكافحة الفساد والشرطة حول دور كل منهما في عملية التوقيف، فقد تحدث المكتب عن افتقاره إلى الخبرة في هذا المجال، ورغبته بتولي الشرطة مهمة تنفيذ المذكرة، وردت الشرطة بأن المسؤولية تقع على عاتق المكتب. وأقر المكتب في نهاية الأمر بأن هذا الإجراء ضمن مهامه، في حين أكدت الشرطة أنها ستوقف حرس الرئيس في حال قاموا بعرقلة العملية ضد يون سوك يول.

متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)

وتعهد يون، الأسبوع الماضي، في بيان، بـ«القتال حتى النهاية». وطعن محاموه في قانونية مذكرة التوقيف واختصاص مكتب مكافحة الفساد، وأوضحوا أن القانون يمنح هذه الهيئة سلطة التحقيق في عدد محدد من الجرائم التي يرتكبها مسؤولون رفيعو المستوى، لكن القائمة لا تشمل جريمة «التمرد».

وبعد إصدار مذكرة التوقيف الأولى، خيّم أنصار يون ومعارضوه خارج مقر إقامته الرئاسي متحدين البرد، لكن قبل إصدار المذكرة الجديدة، تضاءل عدد أنصار يون بشكل كبير، الثلاثاء، وفق ما شاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في المكان.

وإذ عزل البرلمان، يون، ما أدى إلى كفّ يده عن مزاولة مهماته، فإنه لا يزال رئيساً بانتظار بتّ المحكمة الدستورية بقرار العزل بحلول منتصف يونيو (حزيران). وتبدأ المحاكمة في 14 يناير وستستمر حتى في حال عدم مثوله. وإذا صادقت على العزل، فسيتم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في مدة شهرين.

من جهة أخرى، أجرت بيونغ يانغ التجربة الصاروخية الجديدة أثناء زيارة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية، وقبل أسبوعين من تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة. وقال كيم الذي أشرف على عملية الإطلاق برفقة ابنته جو إي إن «نظام الصواريخ الفرط صوتي المتوسط المدى» يهدف إلى تعزيز الردع النووي للبلد تدريجياً. وأكد أن هذا السلاح الجديد «سيردع بشكل موثوق أي خصوم في منطقة المحيط الهادئ يمكن أن يؤثروا على أمن دولتنا».

وذكرت الوكالة الرسمية أنه تم استخدام «مركّب جديد من ألياف الكربون» لمحرك الصاروخ، كما «أدخلت وسيلة جديدة... إلى نظام التحكم في الطيران والتوجيه».

A photo released by the official North Korean Central News Agency (KCNA) shows the launch of an intermediate-range ballistic missile (IRBM) with a hypersonic warhead as payload, at an undisclosed location in North Korea, 06 January 2025 (issued 07 January 2025). EPA/KCNA EDITORIAL USE ONLY

ويسمح استخدام ألياف الكربون في صنع صاروخ بتخفيف وزنه، بالتالي زيادة مداه وقدرته على المناورة، لكنه يصعب السيطرة على هذه التكنولوجيا بسبب ضعف قدرة هذه المادة المركبة على مقاومة درجات حرارة مرتفعة. ويصنف صاروخ بأنه فرط صوتي حين تزيد سرعته عن 6 آلاف كلم في الساعة، ما يزيد بـ5 مرات عن سرعة الصوت.

وأوضح يانغ مو جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «ما هو مقلق في هذا الصاروخ أن هذه التكنولوجيا لا تمتلكها حالياً سوى روسيا والصين والولايات المتحدة». وتابع: «من أجل الوصول إلى مثل هذه السرعة، لا بد من استخدام مواد قادرة على مقاومة ظروف قصوى».

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أن الصاروخ أطلق من منطقة بيونغ يانغ واجتاز 1500 كلم بسرعة «ماخ 12» التي تزيد 12 مرة عن سرعة الصوت، قبل أن يسقط في بحر اليابان أو بحر الشرق، حسب التسمية الكورية. وأكد كيم جونغ أون «أن هذه الخطة والجهد هما حتماً للدفاع عن النفس وليسا خطة وعملاً هجوميّين». لكنّه شدد على أنه «لا يمكن للعالم تجاهل أداء» هذا الصاروخ القادر، على حد قوله، على «توجيه ضربة عسكرية خطرة لخصم بكسره بفاعلية أيّ حاجز دفاعي صلب». وأكد كيم أن «تطوير القدرات الدفاعية لكوريا الشمالية التي تهدف لأن تكون قوة عسكرية، سيتسارع بشكل أكبر».

وهذه أول عملية إطلاق صاروخ تقوم بها كوريا الشمالية في العام الجديد، بعد آخر عملية أجرتها في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأميركية. وندد بلينكن بعملية الإطلاق، مؤكداً أن بيونغ يانغ تتلقى «معدات وتدريباً عسكرياً» من روسيا.

من جانبه، ندد رئيس كوريا الجنوبية بالوكالة، تشوي سانغ موك، الثلاثاء، بـ«تهديد خطير» للأمن الإقليمي. ورأى المحللون في إطلاق الصاروخ وتصريحات كيم جونغ أون رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.