النفط يقاوم الضغوط محققاً مكسباً أسبوعياً كبيراً

شركات الطاقة تعود لمسار الأرباح الكبرى

النفط يقاوم الضغوط محققاً مكسباً أسبوعياً كبيراً
TT

النفط يقاوم الضغوط محققاً مكسباً أسبوعياً كبيراً

النفط يقاوم الضغوط محققاً مكسباً أسبوعياً كبيراً

تذبذبت أسعار النفط، الجمعة، لكنها ما زالت على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية كبيرة، في ظل نمو الطلب بوتيرة أسرع من العرض، بينما من المتوقع أن تخفف التطعيمات تأثير ارتفاع جديد في الإصابات بـ«كوفيد – 19» في أنحاء العالم.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر (أيلول)، التي انتهى أجلها الجمعة، 45 سنتاً أو ما يعادل 0.6 في المائة إلى 75.60 دولار للبرميل بحلول الساعة 0506 بتوقيت غرينتش، عقب أن قفزت 1.75 في المائة، الخميس. لكنه عاد لتحقيق مكاسب، مرتفعاً سنتاً واحداً أو ما يعادل 0.01 في المائة إلى 76.06 دولار للبرميل بحلول الساعة 1208 بتوقيت غرينتش.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 43 سنتاً أو ما يعادل 0.6 في المائة إلى 73.19 دولار للبرميل، لتقلص مكسباً حققته أمس (الخميس)، بواقع 1.7 في المائة... لكنها حسّنت من خسائرها ظهراً إلى 73.49 دولار للبرميل.
وقالت مارغريت يانغ، الاستراتيجية لدى «ديلي إف. إكس» ومقرها سنغافورة: «تراجعت أسعار النفط قليلاً في ظل معنويات حذرة في أنحاء أسواق آسيا والمحيط الهادئ، إذ يزن المستثمرون مخاوف الفيروس والناتج المحلي الإجمالي الأميركي الذي جاء أضعف من المتوقع وبيانات الوظائف».
ويتجه عقدا الخامين القياسيين صوب تحقيق مكاسب بنحو 2 في المائة للأسبوع، بدعم من مؤشرات على شح إمدادات الخام وطلب قوي في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. وقالت يانغ: «هذا الأسبوع، أسعار النفط تلقت الدعم من دولار أميركي أضعف وأرباح قوية للشركات الأميركية. لكن ارتفاع حالات (كوفيد – 19) بسبب الإصابة بالسلالة المتحورة دلتا في الولايات المتحدة ربما يلقي بظلال على آفاق الطلب».
وأعلنت شركتا التكرير الأميركيتان «فاليرو إنرجي» و«بي. بي. إف إنرجي» عن نتائج تجاوزت توقعات المحللين.
كما أعلنت شيفرون، الجمعة، عن أعلى أرباح في ستة أرباع سنة وانضمت إلى موجة في قطاع النفط لمكافأة المستثمرين ببرامج إعادة شراء أسهم، إذ أدى انتعاش أسعار النفط الخام إلى إعادة الأرباح والتدفقات النقدية إلى مستويات ما قبل الجائحة.
ويُتداول النفط والغاز قرب أعلى مستوى في عدة سنوات، إذ تخلص استهلاك الوقود من خسائر الجائحة وارتفع الغاز الطبيعي بفضل الطلب المدفوع بالأحوال الجوية. وتسبب قرار «أوبك» في الإبقاء على قيود الإنتاج حتى العام المقبل في أن يظل النفط فوق 70 دولاراً للبرميل.
وقلّصت شيفرون، العام الماضي، الإنفاق للسماح للأرباح بالتدفق عند مستوى 50 دولاراً للبرميل. وقال مسؤولون إن انخفاض التكاليف وارتفاع الأسعار تمخضا عن أكبر تدفقات نقدية في عامين، ما سمح للشركة بتقليص الدين واستئناف إعادة شراء أسهم.
وقال مايكل ويرث، الرئيس التنفيذي، إن إعادة شراء الأسهم ستُستأنف هذا الفصل بمعدل سنوي يتراوح بين مليارين وثلاثة مليارات دولار، ما يمثل نحو نصف المعدل السنوي الذي كان مخططاً. وعلقت الشركة المشتريات في أوائل العام الماضي، مع تسبب الجائحة في خفض الطلب على النفط.
وربح إنتاج النفط والغاز 3.18 مليار دولار في الربع سنة المنتهية في 30 يونيو (حزيران) مقارنة مع خسارة 6.09 مليار دولار قبل عام.
وباع ثاني أكبر منتج أميركي للنفط الخام الأميركي مقابل 54 دولاراً للبرميل في الربع الماضي، مقارنة مع 19 دولاراً قبل عام. وارتفع إجمالي إنتاج النفط والغاز 5 في المائة على أساس سنوي إلى 3.13 مليون برميل يومياً.
وتنضم شيفرون إلى رويال داتش شل وتوتال إنرجيز وإكوينور في استئناف إعادة شراء الأسهم كوسيلة لمكافأة المستثمرين.
وأعلنت الشركة عن ربح معدل 3.27 مليار دولار أو ما يعادل 1.71 دولار للسهم مقارنة مع خسارة 2.92 مليار دولار أو 1.56 دولار للسهم، في الربع الثاني من العام الماضي. وشملت النتائج قبل عام شطب قيمة أصول. وفاقت الأرباح تقديرات «وول ستريت» لأرباح 1.50 دولار، وفقا لمتوسط توقعات قدمته «زاكس» من ثمانية محللين.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز»، الجمعة، أن أسعار النفط ستتداول قرب 70 دولاراً للبرميل لبقية العام بدعم من تعافي الاقتصاد العالمي وتباطؤ يفوق المتوقع لعودة الإمدادات الإيرانية، بينما تقيد السلالات الجديدة لفيروس كورونا تحقيق الأسعار المزيد من المكاسب.
وتوقع المسح الذي شارك فيه 38 محللاً أن يبلغ متوسط سعر برنت 68.76 دولار للبرميل، بارتفاع طفيف عن تقدير يونيو البالغ 67.48 دولار. وبلغ متوسط سعر برنت منذ بداية العام الجاري نحو 66.57 دولار.
وقال كارستن منكه، المحلل لدى «جوليوس باير»، إن «موجات الزيادة والنقصان لكوفيد - 19 سيكون لها تأثير أكبر على المعنويات من العوامل الأساسية للعرض والطلب خلال بقية العام، إذ إننا لا نتوقع أن يفرض السياسيون إجراءات عزل عام شديدة وواسعة النطاق بعد الآن. سياسات النفط ستظل مصدراً آخر للتقلب، على الأخص إذا ارتفعت الأسعار كثيراً في الصيف، ما سيزيد الضغوط على المنتجين للقيام برد فعل».
وبينما انقسم المحللون بشأن احتمال وصول النفط إلى 80 دولاراً للبرميل، فإنهم اتفقوا على أن المستوى ليس مستداماً. وقال فرانك شالنبرغر المحلل لدى «إل. بي. بي.دبليو»: «في ظل ارتفاع إنتاج (أوبك+)، والعودة المحتملة لإنتاج أميركي في النصف الثاني من 2021. واستمرار تهديد (كوفيد – 19) بإبطاء الطلب على الخام مجدداً، أعتقد أن 70 دولاراً مستوى أكثر واقعية للنفط».


مقالات ذات صلة

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

أشار صناع السياسة في «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الثلاثاء، إلى أن أسعار الفائدة بمنطقة اليورو ستستمر في الانخفاض، مع القضاء على التضخم إلى حد كبير.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت (ألمانيا) - لشبونة)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
TT

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار في الأسواق العالمية، خاصة بعد أن أحدثت تقلبات الين الياباني، في أغسطس (آب) الماضي، اضطرابات عبر الأصول المختلفة.

وانخفض اليورو بنحو 3.8 في المائة أمام الدولار، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهو الآن يقترب من مستوى 1 دولار الرئيسي، تحت ضغط عدة عوامل تشمل خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لفرض تعريفات تجارية، وضعف الاقتصاد في منطقة اليورو، وتصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، تسهم رهانات النمو الأميركي في تقوية الدولار والأسواق الأميركية، وفق «رويترز».

ورغم ذلك، يبقى المستثمرون والمتداولون في العملات منقسمين حول المسار القادم للعملة الأوروبية، حيث يُعدّ الدولار نفسه مهدَّداً بتداعيات التضخم الناجم عن التعريفات وزيادة الديون الحكومية التي قد تُزعزع الثقة في الأسواق والاقتصاد الأميركي.

وقد تتصاعد حالة عدم اليقين إذا استمر اليورو في التراجع، مما يزيد من احتمالية حدوث تحولات مفاجئة قد تؤدي إلى تأثيرات غير متوقعة على الاستراتيجيات الاستثمارية المرتبطة بسياسات ترمب، مثل تلك التي تراهن على انخفاض اليورو وارتفاع الأسهم الأميركية، وفقاً لما أشار إليه المحللون.

في هذا السياق، قال كيت جاكس، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في «سوسيتيه جنرال»: «نحن نشهد تقلبات هائلة، حيث بدأ المتداولون التساؤل: هل نتجاوز سعر صرف اليورو مقابل الدولار أم يعود إلى مستوياته السابقة؟». وأضاف: «الخلاصة هي أننا سنرى مزيداً من المناقشات الساخنة في كلا الاتجاهين بشأن اليورو، وأنا شخصياً لا أعتقد أن هذه الارتباطات العالية بين الأصول سوف تستمر».

وبدأت أزمة السوق، في أغسطس، بتقلبات الين مقابل الدولار، والتي فاجأت صناديق التحوط التي كانت تراهن ضد العملة اليابانية، وتحولت إلى بيع الأسهم لتمويل طلبات الهامش.

وحذّرت الجهات التنظيمية من أن الأسواق قد تصبح عرضة لمثل هذه الأحداث، عندما تتغير الروايات الاقتصادية بسرعة، وخاصة في ضوء المستويات العالية من الاستدانة في النظام.

وأضاف جاكس: «إذا تجاوزنا نقطة تكافؤ اليورو مع الدولار، فسنبدأ مواجهة المخاوف التي شهدناها من قبل في الأسواق».

التداعيات المحتملة

يُعد زوج اليورو/الدولار الأميركي هو الزوج الأكثر تداولاً في الأسواق العالمية. والتغيرات السريعة في سعر صرفه يمكن أن تعطل أرباح الشركات المتعددة الجنسيات، فضلاً عن التأثير على آفاق النمو والتضخم في البلدان التي تعتمد على استيراد أو تصدير السلع بالدولار.

وقال ثيموس فيوتاكيس، رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في «باركليز»، إن «اليورو هو معيار رئيسي»، مما يعني أن الدول الحساسة للتجارة مثل الصين وكوريا الجنوبية وسويسرا قد تسمح لعملاتها بالضعف مقابل الدولار، إذا استمر اليورو في الانخفاض؛ من أجل الحفاظ على قدرة صادراتها على المنافسة مقابل منتجات منطقة اليورو.

وأشار فيوتاكيس إلى أن الجنيه البريطاني، الذي انخفض بنحو 2 في المائة أمام الدولار في نوفمبر ليصل إلى نحو 1.26 دولار، سيكون حساساً جداً تجاه أي تقلبات في تحركات اليورو.

وأصبحت الأسواق أيضاً أكثر حساسية لتحركات اليورو/الدولار، بعد أن لاحظ خبراء استراتيجيات العملة تدفقاً من المتداولين على عقود الخيارات التي تجمع الرهانات على النتائج المرتبطة بسياسات ترمب، مثل ضعف اليورو، وارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز».

وقال فيوتاكيس: «لقد رأينا كثيراً من المستثمرين يحاولون الاستثمار في هذه النتائج المشروطة»، منوهاً بالارتباطات بين تحركات العملة والأسواق الأوسع.

انقسام الآراء بشأن المستقبل

في الوقت نفسه، يبدو أن مديري الأصول على المدى الطويل منقسمون بشكل كبير بشأن الاتجاه المستقبلي لليورو والدولار، مما يشير إلى أن هذا الزوج من العملات قد يشهد تقلبات ملحوظة في الأشهر المقبلة.

وقال ويليم سيلز، كبير مسؤولي الاستثمار في وحدة الخدمات المصرفية الخاصة والثروات ببنك «إتش إس بي سي»: «نتوقع أن يهبط اليورو إلى 99 سنتاً، بحلول منتصف العام المقبل».

في المقابل، اقترح كبير مسؤولي الاستثمار في «أموندي»، أكبر مدير للأصول في أوروبا، فينسنت مورتييه، أن انخفاض أسعار الفائدة في منطقة اليورو قد يعزز النشاط الاقتصادي والإنفاق الاستهلاكي، وهو ما قد يساعد في رفع اليورو إلى 1.16 دولار، بحلول أواخر عام 2025.

وفي سوق خيارات العملة السريعة، كان المتداولون في أواخر يوم الثلاثاء يقدّرون احتمالات بنسبة 56 في المائة بأن ينتهي العام باستعادة اليورو بعض الأرض فوق مستواه الحالي عند نحو 1.047 دولار، على الرغم من أن البنوك الكبرى، مثل «جيه بي مورغان»، و«دويتشه بنك»، قالت إن التحرك إلى دولار واحد قد يحدث، خاصة إذا كان مرتبطاً بمزيد من التعريفات الجمركية.

وقد أدى ازدياد الرهانات على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية إلى 2.75 في المائة، الشهر المقبل، إلى إضعاف اليورو بشكل كبير.

لكن الرواية السائدة بأن سياسات ترمب الاقتصادية، مثل ارتفاع التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية، سوف تُبقي أسعار الفائدة مرتفعة والدولار قوياً، بدأت تتعرض لبعض الضغوط.

في هذا السياق، قال ستيفن جين، الرئيس التنفيذي لشركة «يوريزون إس جيه إل كابيتال»، إن الولايات المتحدة قد تواجه ما يسمى «لحظة يقظة السندات»، إذا قام المقرضون في سوق سندات الخزانة الأميركية التي تبلغ قيمتها 27 تريليون دولار، برفع تكلفة الديون؛ في محاولة للحد من التخفيضات الضريبية المموَّلة بالديون المفرطة. وأضاف: «من المحتمل أن يسمح هذا بالتيسير المالي، مما يسمح بهبوط هادئ للاقتصاد الأميركي، وخفض أسعار الفائدة طويلة الأجل، ومن ثم جعل الدولار مُبالغاً في قيمته».