يبدو أن سلالة «دلتا» من فيروس «كورونا» المنتشرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة تسبب مرضاً أكثر خطورة، وتنتشر بسهولة مثل جدري الماء، وفقاً لوثيقة داخلية صادرة عن «المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها».
وتظهر الوثيقة أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل قد ينشرون متغير «دلتا» بنفس معدل الأشخاص غير المحصنين. وأكدت مديرة «مراكز السيطرة على الأمراض»، الدكتورة روشيل والينسكي، صحة الوثيقة، التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» لأول مرة.
وقالت لشبكة «سي إن إن»: «أعتقد أن الناس بحاجة إلى فهم خطورة الموضوع، حيث إنها إحدى السلالات الأكثر قابلية للانتقال التي نعرفها، تماماً كالحصبة وجدري الماء».
ومن المقرر أن تنشر «مراكز السيطرة على الأمراض» قريباً البيانات التي ستدعم قرار والينسكي المثير للجدل لتغيير التوجيه للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل. وقالت يوم الثلاثاء إن «مراكز السيطرة على الأمراض» أوصت بأن يرتدي الأشخاص الملقحون بالكامل أقنعة في الداخل بالأماكن التي يكون فيها انتقال الفيروس مرتفعاً.
وأكدت أنه يجب على الجميع في المدارس (الطلاب والموظفون والزوار) ارتداء الأقنعة في جميع الأوقات.
وقالت والينسكي لشبكة «سي إن إن»: «الإجراءات التي نحتاجها للسيطرة على هذا الوضع متطرفة وشديدة».
وأوضحت أن البيانات الواردة في التقرير لم تفاجئها.
وتشير وثائق «مراكز السيطرة على الأمراض» إلى أن متغير «دلتا» ينتقل مثل جدري الماء، حيث يصيب كل شخص مصاب، في المتوسط، ثمانية أو تسعة آخرين. كان المعدل السابق فيما يرتبط بنقل العدوى يشبه ذلك الخاص بنزلات البرد، حيث كان كل شخص مصاب ينقل الفيروس إلى شخصين آخرين في المتوسط.
وإذا أصيب الأشخاص الملقحون بالعدوى على أي حال، فإن أجسامهم تحمل نفس القدر من الفيروسات مثل الأشخاص غير الملقحين، مما يعني أنهم من المحتمل أن يصيبوا الآخرين، مثل غير المطعمين.
وقال الدكتور والتر أورنشتاين من مركز «إيموري» للقاحات، الذي اطلع على الوثائق: «المحصلة النهائية هي أنه على عكس المتغيرات الأخرى، فإن الأشخاص الذين تم تطعيمهم ويُصابون بالعدوى، يمكنهم نقل الفيروس بمستويات مماثلة للأشخاص غير المحصنين الذين يُصابون بالعدوى أيضاً».
لكن الوثيقة تشير إلى أن الأشخاص الملقحين أكثر أماناً.
وجاء في الوثيقة أن «اللقاحات تمنع أكثر من 90 في المائة من الأمراض الشديدة، ولكنها قد تكون أقل فعالية في منع العدوى أو انتقالها... وهذا يعني المزيد من الاختراق والمزيد من انتشار الفيروس في المجتمع رغم التطعيم».
كما تؤكد أن اللقاحات تقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة أو الموت بمقدار عشرة أضعاف، وتقلل من خطر الإصابة بثلاثة أضعاف.
وتستشهد الوثيقة أيضاً بثلاثة تقارير تشير إلى أن متغير «دلتا» يسبب مرضاً أكثر شدة وخطورة.
وتنصح وثيقة «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» بـ«الاعتراف بأن الحرب قد تغيرت»، كما توصي باللقاحات وبالالتزام بوضع الأقنعة.