العراقيون يهرعون لأخذ اللقاحات بعد تصاعد أعداد المصابين

زيادة في التسجيل بمعدل 10 أضعاف

زحام داخل مركز للتلقيح في الموصل (أ.ف.ب)
زحام داخل مركز للتلقيح في الموصل (أ.ف.ب)
TT

العراقيون يهرعون لأخذ اللقاحات بعد تصاعد أعداد المصابين

زحام داخل مركز للتلقيح في الموصل (أ.ف.ب)
زحام داخل مركز للتلقيح في الموصل (أ.ف.ب)

أكدت وزارة الصحة العراقية أمس (الخميس)، تزايد أعداد المواطنين المقبلين على أخذ اللقاح ضد فيروس كورنا بمعدل 10 أضعاف ما كان عليه الوضع خلال الأسابيع الماضية، وتوقعت تلقيح أكثر من 60 في المائة من الفئات المشمولة حتى نهاية العام الحالي.
وقال مدير عام الصحة رياض عبد الأمير لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن «إقبال المواطنين ارتفع في الأيام الأخيرة، إذ أن المراكز سجلت نسباً تصل إلى تلقي 80 ألف مواطن للقاح يومياً، في حين أن الأسابيع السابقة كانت النسبة 8 آلاف شخص في اليوم الواحد، أي أن النسبة ارتفعت إلى 10 أضعاف ما كان عليه في السابق».
وأشار عبد الأمير إلى «وجود إقبال جيد جداً في عدد المقبلين على المراكز لأخذ اللقاح والوزارة أوعزت بفتح جميع المراكز، فضلاً عن فتح جلسات تلقيحية في المستشفيات والمؤسسات الصحية كافة، وقد يستدعي الأمر إعطاء اللقاح في بعض مؤسسات الدولة». ولفت إلى أن «الوزارة أعدت آلية لتنظيم عمليات أخذ اللقاح من خلال الحجز الإلكتروني لكن المواطنين لم يلتزموا بها، ما أدى إلى حدوث زخم في المراكز».
ويتحدث مواطنون لقحوا مؤخراً عن حالة الزحام الشديدة في مراكز التلقيح إلى جانب الشكوى من قلة أعداد الكوادر الطبية في بعض المراكز الصحية وعدم توفر اللقاحات أحيانا. وتقول وزارة الصحة بأن تجهيز اللقاح من قبل الشركات المتعاقد معها لا يزال ضعيفاً. وانتشر أمس، شريط «فيديو» لمئات المواطنين وهم يتدافعون لأخذ اللقاح في أحد المشافي بمحافظة البصرة الجنوبية.
ويقول الطبيب عباس محمد لوكالة الصحافة الفرنسية: «خلال الأيام العشرة الأخيرة، ارتفع كثيراً عدد الوافدين لأخذ اللقاح، إلى نحو 600 أو 700 في اليوم» مقابل نحو 200 في السابق. ويعزو ذلك ببساطة إلى «الارتفاع بعدد الإصابات والوفيات، ما بات يخيف الناس». ويوضح أن عدد الأشخاص الذين يتلقون اللقاح يومياً في العراق ارتفع من 23 ألفاً إلى 110 آلاف في اليوم خلال الأيام الأخيرة.
وتواصل الحكومة تحذيراتها للعراقيين بضرورة أخذ اللقاح والالتزام بالإجراءات الوقائية التي غالباً ما يهملها العراقيون.
وعن أسباب ارتفاع الإصابات مؤخراً، يؤكد مدير عام الصحة أن «عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية تسبب في موجة من الإصابات وزيادة الوفيات وأن ارتداء الكمامات بإمكانه تقليل الإصابات إلى أكثر من 80 في المائة».
وتخطى العراق هذا الأسبوع عتبة 12 ألف إصابة في اليوم، وهو عدد لم تشهده البلاد منذ بدء تفشي الوباء في مارس (آذار) 2020، فيما سجل الأربعاء أعلى عدد إصابات يومية وقد بلغ 13515.
وتسيطر مشاعر الهلع هذه الأيام على المواطنين العراقيين بعد تجاوز أعداد المصابين حاجز الـ13 ألف إصابة مسجلة رسميا في اليوم، وتتوقع بعض المصادر الطبية وجود ضعف العدد من المصابين الذين يفضلون عدم الذهاب إلى المشافي خشية من احتراقها كما حدث سابقا في مستشفيين للعزل.
وشأن غالبية المحافظات العراقية، يشتكي إقليم كردستان الشمالي من الزيادات الكبيرة في الإصابة، ما دفع محافظ دهوك علي تتر إلى التحذير من خروج الوضع الصحي عن السيطرة. وقال في تصريحات صحافية: «لم تحل الكارثة بعد لكننا قريبون منها».
وأطلق العراق حملة التلقيح ضد كوفيد - 19 في مارس الماضي، بلقاحات فايزر/بايونتيك الأميركي وأسترازينيكا البريطاني وسنيوفارم الصيني.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يزور واشنطن، أن العراق سيحصل في الأسابيع المقبلة على 500 ألف جرعة فايزر إضافية.
وتوفي أكثر من 18 ألف شخص في العراق بسبب فيروس كورونا، بينما بلغ عدد الإصابات الإجمالي نحو مليون و600 ألف إصابة.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.