5 علامات تدل على إصابة الطفل باضطراب التعلق... كيف تساعده؟

بعض الأطفال يعانون من اضطرابات التعلق لأن مقدمي الرعاية غير قادرين على تلبية احتياجاتهم (أرشيفية - رويترز)
بعض الأطفال يعانون من اضطرابات التعلق لأن مقدمي الرعاية غير قادرين على تلبية احتياجاتهم (أرشيفية - رويترز)
TT

5 علامات تدل على إصابة الطفل باضطراب التعلق... كيف تساعده؟

بعض الأطفال يعانون من اضطرابات التعلق لأن مقدمي الرعاية غير قادرين على تلبية احتياجاتهم (أرشيفية - رويترز)
بعض الأطفال يعانون من اضطرابات التعلق لأن مقدمي الرعاية غير قادرين على تلبية احتياجاتهم (أرشيفية - رويترز)

يطور معظم الأطفال ارتباطات عاطفية بوالديهم أو مقدمي الرعاية في سن مبكرة. ويظهرون قلقاً صحياً عندما يكون مقدم الرعاية غائباً، ويشعرون بالراحة عند وجوده، وفقاً لصحيفة «الصن».
لكن يعاني بعض الأطفال من اضطرابات التعلق؛ لأن مقدمي الرعاية غير قادرين على تلبية احتياجاتهم. قد يكون هؤلاء الأطفال غير قادرين على الارتباط بمقدمي الرعاية ويكافحون من أجل تطوير الارتباط العاطفي.
وتحدثت «الصن» إلى الاختصاصية النفسية بالأطفال هلين سبيرز لمعرفة ما اضطراب التعلق، وما يمكن أن يعنيه، وأهم النصائح حول كيفية التعامل معه.

* ما اضطراب التعلق؟
أوضحت المعالجة النفسية للأطفال أن «العلاقة أو (الارتباط) الذي نتمتع به مع مقدم الرعاية الأساسي لدينا - عادة أحد الوالدين - له تأثير كبير على تطورنا ورفاهيتنا مدى الحياة. يبدأ هذا الارتباط عندما لا نزال في الرحم. إذا كان لدينا، في مرحلة الرضاعة، إمكانية تلبية جميع احتياجاتنا وشعرنا بالحب والتقدير، يصبح لدينا (ارتباط آمن). وأولئك الذين لا تجري تلبية احتياجاتهم باستمرار لديهم (ارتباط غير آمن)».
وقالت هيلين: «هناك كثير من الأسباب التي يمكن أن يحدث بها ذلك، ربما إذا كان مقدم الرعاية مسيئاً أو مهملاً، ولكن أيضاً إذا كان يعيش في فقر مدقع لذلك لا يمكنه تلبية احتياجات الطفل، أو إذا كانت لديه مشكلات في الصحة العقلية، أو إذا كان يعاني من صدمة ما».
وتابعت: «اضطراب التعلق يحدث عندما يكون التعلق غير الآمن شديداً جداً، لذلك غالباً ما نراه لدى الأطفال الموجودين في نظام الرعاية أو أولئك الذين تعرضوا لإساءة مبكرة... يجري تشخيصه عندما يظهر الطفل أعراضاً كبيرة لضعف التعلق».
فما العلامات التي قد تدل على أن الطفل يعاني من اضطراب في التعلق؟
* تجنب النظرات المباشرة أو اللمس الجسدي:
قالت هيلين إن الأطفال الذين يتجنبون الاتصال بالعين أو اللمس الجسدي قد يعانون من اضطراب التعلق.
وأوضحت أن الأطفال الذين يعانون من ارتباطات ضعيفة قد لا يمتلكون مهارات اجتماعية مثل الحاجة إلى إظهار الاتصال بالعين عند التحدث، ولا يعرفون كيف يمكن أن يُظهر العناق العاطفة.
مع ذلك، كشفت عن أن الأمر قد يكون أسوأ من ذلك. وقالت الخبيرة: «قد يكون بعض الأطفال قد تعلموا الخوف من الاتصال الجسدي بسبب تجارب الاعتداء الجسدي أو الجنسي».

* التصرف البارد والبعيد عاطفياً:
هناك علامة أخرى يجب الانتباه إليها إذا كنت قلقاً من إصابة طفلك باضطراب التعلق؛ وهي معرفة ما إذا كان يتصرف ببرود وبعيداً عاطفياً.
وأوضحت هيلين أن الأطفال يتعلمون أن البكاء يساعدهم في تحقيق مطالبهم. لكنها أضافت أن الطفل المصاب باضطراب التعلق يتعلم أنه لا فائدة من إظهار المشاعر لأنه لا أحد سيساعده، لذلك في كثير من الأحيان يبدو بارداً حقاً أو بعيداً.

* صعوبة الحصول على علاقات مناسبة:
أيضاً إذا كان طفلك يكافح من أجل الحصول على علاقات مناسبة، فهذه علامة على أنه قد يكون مصاباً باضطراب التعلق. هذا لأنه إذا لم يكن لدى الطفل علاقات صحية، فمن الصعب عليه أن يكون جزءاً من أي علاقة طبيعية.
وكشفت هيلين عن أن بعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلق قد يصبحون قريبين بشكل غير لائق من بالغرباء أو الأشخاص الذين التقوا بهم للتو.

* نوبات غضب:
قد تكون نوبات الغضب والعدوان الجسدي علامات على اضطراب التعلق، وكذلك البكاء المفرط.
علقت هيلين قائلة: «ربما يتعلم الأطفال الذين يعانون من اضطراب التعلق أنهم لن يحصلوا على احتياجاتهم إلا إذا جعلوا أنفسهم مركز الاهتمام».

* قلة التعاطف:
من العلامات الأخرى التي يمكن أن تشير إلى اضطراب التعلق النقص في التعاطف.
ويعدّ التعاطف مع الآخرين أحد متطلبات «مستوى التفكير الأعلى» التي لا تأتي إلا مع النمو الجيد للدماغ.

* كيف تساعد الأطفال المصابين باضطراب التعلق:
قد يكون دعم الطفل المصاب باضطراب التعلق تحدياً كبيراً؛ لأن الضرر الناجم عن تلك السنوات المبكرة قد تكون له آثار عميقة وطويلة الأمد.
وأوضحت هيلين أن الهدف من الدعم هو محاولة تعريض الطفل للتجارب الإيجابية التي فاتته في سنواته الأولى.
وتضيف الخبيرة أن التركيز على السلوك الإيجابي استراتيجية مهمة.
وعلقت هيلين: «لن يتعلم الأطفال كيفية تعديل سلوكهم من خلال إلقاء المحاضرات أو إخبارهم بما لا يجب عليهم فعله... من خلال تجربة فعل شيء ما بنجاح فسوف يسعون إلى القيام بذلك في كثير من الأحيان».
وحذرت هيلين من أن تصرفات؛ مثل إرسال طفل مصاب باضطراب التعلق إلى غرفته أو التعليق كثيراً على خطوة سيئة قام بها، قد تثير مشاعر العزلة والرفض لديه.
وبدلاً من ذلك، قالت إن منح الطفل كثيراً من الفرص للاختلاط مع الأطفال الآخرين سيساعده على تطوير مهاراته الاجتماعية وبناء مستويات التعاطف لديه.


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.