«دبلوماسية كرة الطاولة»... الولايات المتحدة تكتسح إيران في منافسة الأولمبياد

لاعب المنتخب الأميركي زكاري لافين (وسط) يحاول السيطرة على الكرة وسط لاعبي المنتخب الإيراني في منافسات كرة السلة بأولمبياد طوكيو (أ.ف.ب)
لاعب المنتخب الأميركي زكاري لافين (وسط) يحاول السيطرة على الكرة وسط لاعبي المنتخب الإيراني في منافسات كرة السلة بأولمبياد طوكيو (أ.ف.ب)
TT

«دبلوماسية كرة الطاولة»... الولايات المتحدة تكتسح إيران في منافسة الأولمبياد

لاعب المنتخب الأميركي زكاري لافين (وسط) يحاول السيطرة على الكرة وسط لاعبي المنتخب الإيراني في منافسات كرة السلة بأولمبياد طوكيو (أ.ف.ب)
لاعب المنتخب الأميركي زكاري لافين (وسط) يحاول السيطرة على الكرة وسط لاعبي المنتخب الإيراني في منافسات كرة السلة بأولمبياد طوكيو (أ.ف.ب)

اكتسح المنتخب الأميركي لكرة السلة نظيره الإيراني 120 – 66، اليوم (الأربعاء)، خلال منافسات الجولة الثانية من المجموعة الأولى، خلال الألعاب الأولمبية المقامة في العاصمة اليابانية طوكيو.
وسجّل داميان ليلارد 21 نقطة، وأضاف زميلاه ديفن بوكر وجايسون تايتوم 16 و14 نقطة على التوالي.
وكان التفوّق الأميركي واضحاً منذ البداية، إذا أنهى الربع الأول من المباراة متقدماً 28 – 12، ثم وسّع الفارق في الربع الثاني لينتهي الشوط الأوّل 60 - 30 لصالح الولايات المتحدة.
وفي الشوط الثاني، تراجع أداء الإيرانيين الذين كان حامد حدادي ومحمد جمشيدي أفضل مسجلين لديهم مع 14 نقطة لكل منهما.

وقال جمشيدي لوكالة الصحافة الفرنسية بعد المباراة: «إنها كانت مواجهة جيّدة» رغم الخسارة.
وفرض الأميركيون إيقاعهم على كامل المباراة مع تسجيل ليلارد لسبع ثلاثيات من أصل 13 محاولة، وسط استعصاء على التسجيل من جانب المنتخب الإيراني.
ورغم أن المواجهة الرياضية كانت بطعم السياسة، كانت الأجواء ودّية بين اللاعبين خلال المباراة، وبعدها، حيث توجه بعض الإيرانيين إلى نظرائهم الأميركيين طالبين منهم التقاط صور معاً.
وبين شوطي المباراة، قدّم اليابانيون إلى من حضر في الملعب الخالي من الجماهير جراء وباء «كورونا»، لاعب كرة سلة آلياً يُدعى «كيو».
و«كيو» رجل آلي ابتكرته شركة «تويوتا» ويبلغ طوله نحو 1.86 متر ويستخدم مستشعرات على جذعه لقياس مسافة وزاوية السلة، ويستخدم أذرعاً وركباً بمحركات لتنفيذ التسديدات المحددة.

وتقدّم اللاعب الروبوت أسود اللون إلى أرضية الملعب وتمكن من تسجيل بعض الكرات في السلة وسط دهشة الجميع، خصوصاً من ردة فعله حينما أضاع الرميتين الأخيرتين، فيما يثبت الصفة التي يطلقها العالم على اليابانيين بأنهم «كوكب» متميز من ناحية التطور التكنولوجي.
وهذه المرة الثانية يلتقي فيها المنتخبان بالسلّة، بعد كأس العالم 2019 حينما فاز الأميركيون بسهولة 88 - 51.
وفي السياسة، فإن العلاقات بين واشنطن وطهران اتخذت منحى المواجهة منذ عام 1980 مع قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وشهدت تلك العلاقة زيادة في التوتر خلال عهد دونالد ترمب (2017 - 2021).
وفيما تخوض طهران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا منذ أبريل (نيسان) سعياً لإحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت الولايات المتحدة أحادياً منه عام 2018 في عهد ترمب، أعادت هذه المباراة إلى الأذهان ما تُعرف باسم «دبلوماسية كرة الطاولة» قبل 50 عاماً.

حينها استقل الأميركي غلين كوان من طريق الخطأ حافلة المنتخب الصيني، عندما كان البلدان على خلاف عميق في ذلك الوقت، وشكّلت منعطفاً تاريخياً لبدء تطبيع العلاقات.
وعودةً إلى الرياضة، فقد عوّضت الولايات المتحدة عن هزيمتها الناقصة أمام فرنسا، التي جدّدت تفوّقها على الأميركيين بعد ربع نهائي مونديال 2019.
وهذه الخسارة الثانية لإيران بعد الأولى أمام التشيك.
وتخوض الولايات المتحدة مباراتها المقبلة أمام التشيك، فيما تلعب إيران ضد فرنسا.
وفي المجموعة الأولى أيضاً، تواجه فرنسا التشيك لاحقاً متسلّحة بزخم الفوز الأول على «دريم تيم».
وبحال فوزها على التشيك، ستضمن فرنسا تأهلها لربع النهائي، علماً بأن بطل ووصيف كل مجموعة يتأهل إلى دور الثمانية مع أفضل منتخبين في المركز الثالث.
وفي المجموعة الثانية، تلعب ألمانيا مع نيجيريا، بعدما خسر المنتخبان أولى مبارياتهما أمام إيطاليا 92 - 83 وأستراليا 84 - 65 توالياً.
وبالتالي، جاء دور المواجهة بين إيطاليا وأستراليا أيضاً.
وفي المجموعة الثالثة، تلعب غداً (الخميس)، الأرجنتين وصيفة أولمبياد أثينا 2004، مع إسبانيا بطلة العالم عام 2019 وحاملة برونزية 2016، مع إيطاليا.
ويُعد المنتخب الأرجنتيني الوحيد إلى جانب يوغوسلافيا (1980) والاتحاد السوفياتي (1972 و1988) الذي نجح في كسر هيمنة الولايات المتحدة المتوجة بجميع النسخ الأخرى منذ عام 1936.
واحتكر المنتخبان الأميركي (2010 و2014) والإسباني (2006 و2019) آخر أربعة ألقاب من كأس العالم.
ويأمل منتخب «لا روخا»، الذي حقق فوزاً سهلاً على اليابان صاحبة الأرض 88 - 77 (الاثنين)، مواصلة مشواره نحو الذهبية الأولى في تاريخه أو أقله تكرار إنجاز 1984 و2008 و2012 حين نالت الفضية.
أما سلوفينيا، فستلعب مع اليابان، الحلقة الأضعف في المجموعة.


مقالات ذات صلة

واتانابي المرشح لرئاسة «الأولمبية الدولية» يطالب بمراجعة خطط تسويق الألعاب

رياضة عالمية موريناري واتانابي (رويترز)

واتانابي المرشح لرئاسة «الأولمبية الدولية» يطالب بمراجعة خطط تسويق الألعاب

قال موريناري واتانابي، المرشح لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، اليوم (الأربعاء)، إنها يجب أن تعيد النظر في خططها التسويقية للألعاب الأولمبية لتقديم قيمة أعلى.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية شارلوت دوغاردان (أ.ب)

إيقاف البريطانية دوغاردان لعام بعد الاعتداء على حصان

أوقف الاتحاد الدولي للفروسية، الخميس، البريطانية شارلوت دوغاردان، وهي أكثر رياضية تحصد ميداليات أولمبية في تاريخ بلادها، لمدة عام واحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو يكرم الرياضيين الفائزين في حفل الاتحاد الدولي لألعاب القوى (أ.ف.ب)

سيفان حسن وليتزيلي تيبوغو «أفضل رياضيين» في 2024

اختير البطلان الأولمبيان البوتسواني ليتزيلي تيبوغو (200م) والإثيوبية سيفان حسن (ماراثون) أفضل «رياضي ورياضية في عام 2024».

«الشرق الأوسط» (موناكو)
رياضة عالمية ماثيو ريتشاردسون (رويترز)

منع بطل الدراجات الأولمبي ريتشاردسون من تمثيل أستراليا

قال الاتحاد الأسترالي للدراجات، اليوم الاثنين، إنه لن يُسمح لماثيو ريتشاردسون بالعودة للانضمام إلى الفريق في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
رياضة عالمية إيما ماكيون (أ.ف.ب)

أسطورة السباحة الأسترالية ماكيون تعتزل بعد مسيرة أولمبية عظيمة

اعتزلت السبّاحة إيما ماكيون، الأكثر تتويجاً في تاريخ أستراليا الأولمبي وصاحبة ثمانية أرقام قياسية عالمية، الاثنين، عن عمر يناهز 30 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».