تعرف على عدد ساعات النوم التي تحتاج إليها حسب عمرك

النوم ضروري للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية (رويترز)
النوم ضروري للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية (رويترز)
TT

تعرف على عدد ساعات النوم التي تحتاج إليها حسب عمرك

النوم ضروري للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية (رويترز)
النوم ضروري للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية (رويترز)

يعد الحصول على قدر كافٍ من النوم أمراً ضرورياً للأشخاص من أجل الحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية، وضمان قدرتهم على التركيز والعمل.
ولكن، ما مقدار النوم الذي يحتاج الجسم للحصول عليه يومياً؟ يختلف هذا الأمر حسب عمر كل شخص، وفقاً لما أكده عدد من الخبراء.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن الدكتور راج داسغوبتا، الأستاذ المساعد للطب السريري في قسم أمراض الرئة والرعاية الحرجة وطب النوم في كلية كيك للطب بجامعة كاليفورنيا الجنوبية، والدكتور بهانو كولا، الأستاذ المساعد في الطب النفسي وعلم النفس في مؤسسة «مايو كلينك» الطبية الأميركية، قولهما إن الأطفال من عمر يوم حتى عمر 3 أشهر يحتاجون إلى النوم من 14 إلى 17 ساعة، فيما ينبغي أن يحصل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر حتى 12 شهراً على عدد ساعات نوم يتراوح من 12 إلى 16 ساعة.
أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و3 سنوات، فيجب أن يحصلوا على 11 إلى 14 ساعة من النوم.
وفيما يخص الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات، فقد أكد الخبيران ضرورة حصولهم على ساعات نوم تتراوح بين 10 و13 ساعة، في حين أن الأطفال من سن 6 إلى 12 عاماً، يجب أن يناموا من 9 إلى 12 ساعة.
وقال داسغوبتا وكولا إن المراهقين يجب أن يحصلوا على 8 إلى 10 ساعات من النوم، مشيرين إلى أن النوم من سبع إلى تسع ساعات هو الأفضل للبالغين، الذين تتراوح أعمارهم من 18 عاماً حتى 60 عاماً.
ويوصى بالنوم من سبع إلى ثماني ساعات يومياً لمن هم فوق الـ60.
وترتبط قلة النوم بعواقب صحية طويلة المدى، مثل ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة والخرف.
وعلى المدى القصير، فإن قلة النوم لليلة واحدة قد تؤدي لانخفاض المشاعر الإيجابية، وزيادة المشاعر السلبية مثل التوتر والاكتئاب، كما أنها قد تتسبب بزيادة آلام الجسم، ومشاكل الجهاز الهضمي وأعراض الجهاز التنفسي، مثل التهاب الحلق وسيلان الأنف، وفقاً لدراسة حديثة.


مقالات ذات صلة

هل الماتشا هو مشروب الصباح الجديد؟

صحتك شاي الماتشا أصبح بديلاً شائعاً للقهوة (أ.ف.ب)

هل الماتشا هو مشروب الصباح الجديد؟

يُحتفى بالماتشا على أنه مشروب لونه الأخضر النابض بالحياة كغذاء خارق يُعزز الصحة، فما الذي يميزه تحديداً عن الشاي الأخضر العادي، أو حتى عن قهوتك الصباحية؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يحمل علبة تحتوي على البيض (أ.ب)

لتقوية اللثة والأسنان... ما الأطعمة التي يجب عليك تناولها في وجبة الفطور؟

للحصول على فم نظيف وخالٍ من الأوجاع، ينصح الأطباء بأن تُعطي صحة أسنانك ولثتك الأولوية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بائع يرش الماء على فاكهة في أبوجا بنيجيريا (رويترز)

هل تعمل لساعات متأخرة في الليل؟ 6 وجبات خفيفة مسائية مفيدة للقلب

يحتاج العاملون ساعات طويلة في المكتب إلى تجديد طاقاتهم بتناول أطعمة صحية من حين لآخر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أحياناً قد يتحول عمل الشخص إلى «قاتل صامت» (رويترز)

نصائح لمنع تحول عملك إلى «قاتل صامت»

أحياناً قد يتحول عمل الشخص إلى «قاتل صامت»، حيث يؤثر سلباً على صحته ويصيبه بمجموعة من الأمراض المهددة للحياة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية سابقاً يميلون إلى الإصابة بالاكتئاب أو الخرف (رويترز)

3 نصائح لتقليل خطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب

كشفت دراسة حديثة أن هناك بعض خيارات لنمط الحياة التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مكسيم شعيا... في شقاء القمم يعرف الإنسان نفسه

الوصول لا يستحق منالَه إلا حين يُدفَع ثمنه بالتعب والوجع (حساب مكسيم شعيا الشخصي)
الوصول لا يستحق منالَه إلا حين يُدفَع ثمنه بالتعب والوجع (حساب مكسيم شعيا الشخصي)
TT

مكسيم شعيا... في شقاء القمم يعرف الإنسان نفسه

الوصول لا يستحق منالَه إلا حين يُدفَع ثمنه بالتعب والوجع (حساب مكسيم شعيا الشخصي)
الوصول لا يستحق منالَه إلا حين يُدفَع ثمنه بالتعب والوجع (حساب مكسيم شعيا الشخصي)

قلةٌ هم مَن يعرفون هذه الأرض حقَّ المعرفة. مَن يغوصون في معانيها ويصعدون إلى أعاليها ولا يكتفون بالسير فوقها، علَّهم يلمحون شيئاً من أسرارها. المُغامر اللبناني مكسيم شعيا أحدهم. يُدرك، بيقين نادر، أننا مجرَّد عابري سبيل على هذا الكوكب، مُستعيرون له لأمدٍ قصير يُدعى الحياة. لذا، اختار اكتشافه، من أعلى قممه الثلجية إلى أقصى حدوده البحرية؛ فيطلب الحقيقة في قلب الطبيعة؛ في العزلة والثلج والصمت.

ضمن لقاء بيروتي استعاد فيه شيئاً من ذاكرة المرتفعات، قُبيل توقيع كتابه الصادر حديثاً بالإنجليزية، «ماكسيموم مكسيم» (هاشيت أنطوان)، الذي أبدع رسومه الفنان إيفان الدبس، انسكبت الحكايات كما تنسكب الثلوج من منحدر، باردة، نقية، ومُدهشة. هو كتابٌ يُحاكي الرحلة، ليس للاستعراض ولا من باب بطولي صاخب. وإنما من عذوبة الألم وجمالية الجهد وروحٍ لا تزال تنبض بشغف لا يشيخ، رغم أنّ صاحبها على مشارف عقده السابع.

غلاف كتابه الصادر حديثاً بالإنجليزية «ماكسيموم مكسيم»

لطالما أغوته الجبال؛ وكلما نادته، لبّى. يوضّب أمتعته، يترك المدن وراءه ويصعد إليها. هناك، حيث البياض لا ينتهي، وحيث الصمت أكثر بلاغة من اللغة، كان يصغي إلى الأرض تنبض تحت أقدامه، وإلى نفسه تتطهَّر من ضجيج اليومي والاعتيادي. التسلُّق عذابٌ، كما يصفه بعينَي مَن جرَّب. لكنه عذابٌ نقي، يُذكّر بأنّ الإنسان حيّ. كلما غاصت قدماه في متر من الثلج، ولسع الصقيع عظمه، تذكّر أنَّ الوصول لا يستحق منالَه إلا حين يُدفَع ثمنه بالتعب والعرق والوجع. فالرحلات الشاقة وحدها تهبُ المرء ما يبقى.

حين سُئل إنْ كان قد آن أوان الراحة، أجاب أنه لا يبحث عن بلوغ القمة بقدر ما يبحث عن المعنى في كلّ خطوة نحوها. المهم ليس الوصول فقط، بل المشي أيضاً وتنفُّس المسافة.

المُغامر اللبناني مكسيم شعيا ممَن يعرفون أسرار الأرض (حسابه الشخصي)

وها هو اليوم، يروي في كتابه الثالث بعضاً من أصعب اللحظات وأجملها، قائلاً: «هذا العمل قمّتي الجديدة، وربما كان أصعب من القطبين معاً!». ومَن يظن أنّ في اعترافه هذا مبالغة، فليُجرِّب أن يضع نفسه في كتاب. أنْ يسكب روحه في صفحات، أنْ يُواجه ذاته كما هي، لا كما يريد أن يراها الآخرون. والكتابة لدى مكسيم شعيا ليست مجرَّد توثيق، وإنما أشبه بولادة ثانية. أما الصور، ورغم بساطتها الظاهرة بأسلوب «الكوميك»، فإنها تشعّ بثقل اللحظة، وبالبياض الذي يشبه الجحيم إذا خلا من الدفء.

الكتاب، كما يراه، وثيقة تُدرَّس. فمدارس تبنّته، ودار نشر آمنت بقيمته، رغم الشكوك في زمن الحرب. ولأنه لا يعرف أنصاف الخطوات، قرَّر أن يخوض المغامرة الثالثة كما خاض الأولى، بالتحدّي والعناد: «أردت أنْ أُنجبَ كتاباً ثالثاً، كما أنجبتُ أول كتابين. فالمغامرة داخلي لا تهدأ، ولا تخضع لمنطق التوقيت أو الظرف».

يُدرك أننا مجرَّد عابري سبيل على هذا الكوكب (حساب مكسيم شعيا الشخصي)

وبينما يتحدّث عن نفسه، يلمح أولئك الذين لا يزالون يقيمون في الحلم، رافضين أن يُختَصروا بعُمر أو تجربة أو خوف. كل الذين يُصدّقون أنَّ الأحلام لا تُقاس بالعقبات، وإنما بالإصرار على تجاوزها. يصبح مكسيم شعيا صوتاً لجيل لم يُسلِّم بأنَّ للاندفاع حدوداً. يروي، نيابة عنه، كيف أعادته البياضات الشاسعة إلى جوهره؛ إذ وقف، هناك، وحيداً في حضرة الثلوج والصمت والخواء، لا رفيق له إلا أطياف أحبائه، وأملٌ يتّقد في العتمة، وإرادة تشقّ طريقها بين اليقين والعدم.

وأمام والده، المتّكئ على سنواته التسعين، روى كيف تَشقَّق جلده وتجمَّدت وجنتاه، وكيف نحت الجوع ملامحه وعلَّمه البرد قسوة الاحتمال. لكنه أيضاً روى كيف نهض من وسط الخواء، مُمسكاً خيط الأمل، ساحباً نفسه إلى النجاة وأيضاً إلى المعنى. لم يُخبر ما عاشه بكونه شكوى، وإنما تسليمٌ بأنَّ للمعرفة ثمناً لا بدَّ أن يُسدَّد.

بهذا البوح، مدَّ يده إلى الحاضرين ليأخذهم معه. جرَّهم إلى عوالمه الثلجية؛ إلى الأشكال التي ترسمها الرياح في وجه الثلج، وإلى المساحات التي لا صوت فيها إلا خفقان القلب وإصرار الخطوة. كأنهم دعوه، من دون أن يدروا، إلى حَمْلهم على كتف الحكاية، وأخذهم حيث لا يُسمَع إلا صدى الداخل.

يطلب الحقيقة في قلب الطبيعة... في العزلة والثلج (حساب مكسيم شعيا الشخصي)

وفي القطب المتجمّد وأعالي القمم؛ من إيفرست إلى كلّ ذروة صامتة في أقاصي الأرض، يتبدَّد كل شيء عدا البقاء. لكنّ مكسيم شعيا، كما يليق بالمغامرين الحقيقيين، حمل هَمّ المعنى وسعى خلف الوصول العظيم، لا ليُقال «وصل»، بل ليُقال إنَّ الحلم، حين يُطارَد بشغف صادق، يُصبح طريقاً للحياة ذاتها.

وحين عُرضت صورته على طابع بريدي، لم يكن ذلك مجرَّد تكريم. كان اعترافاً من وطنٍ لرجل بلغ القمم، بالروح قبل الجسد.

يُطيل الحديث، ثم يعتذر: «لم أقل إلا القليل». ولعلّه مُحقّ. فما شهده، وما عرفه، وما عاشه، لا يُختَصر. يُشارك، لأنه آمن دائماً بأنَّ ما يفيض من الإنسان جديرٌ به أن يُعطَى عوض أن يُحبَس. كما تُعطي الينابيع ماءها للنهر، وكما تهبُ النجوم ضوءها للمجرّة.

كل قمة يصعدها، هي مرآة. كل خطوة، شهادة على أنّ الإنسان، حين يؤمن، يمكنه أن يصنع من الصقيع دفئاً، ومن الخوف أفقاً، ومن المغامرة حياة.