المغرب: وزارة الداخلية تدافع عن قانونية التشطيبات من اللوائح الانتخابية

بعد أن شملت قياديين بارزين من «العدالة والتنمية»

سيدة مغربية تدلي بصوتها في مركز اقتراع وسط العاصمة الرباط خلال انتخابات محلية سابقة (أ.ف.ب)
سيدة مغربية تدلي بصوتها في مركز اقتراع وسط العاصمة الرباط خلال انتخابات محلية سابقة (أ.ف.ب)
TT

المغرب: وزارة الداخلية تدافع عن قانونية التشطيبات من اللوائح الانتخابية

سيدة مغربية تدلي بصوتها في مركز اقتراع وسط العاصمة الرباط خلال انتخابات محلية سابقة (أ.ف.ب)
سيدة مغربية تدلي بصوتها في مركز اقتراع وسط العاصمة الرباط خلال انتخابات محلية سابقة (أ.ف.ب)

دافع مصدر من المديرية العامة للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية المغربية عن التشطيبات التي جرت في حق قيادات ومنتخبين من حزب «العدالة والتنمية» (مرجعية إسلامية)، وذلك في إطار مراجعة اللوائح الانتخابية.
وأشار المصدر، في توضيح جرى تعميمه على وسائل الإعلام، إلى أن هذه التشطيبات «تبقى مؤطرة بأحكام قانونية واضحة ومحاطة بكل الضمانات القضائية، التي تتيح لأي ناخب يعتبر نفسه متضرراً اللجوء إلى القضاء».
جاء ذلك رداً على تصريحات لأعضاء وقيادات من حزب «العدالة والتنمية»، متزعم الائتلاف الحكومي، اتهموا فيها مصالح وزارة الداخلية «بممارسة الشطط في استعمال السلطة» إثر التشطيب على قياديين بارزين في حزب العدالة والتنمية هما عبد الصمد السكال، رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، وعبد العالي حامي الدين، عضو مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) ونائب رئيس المجلس الوطني للحزب.
وأفاد المصدر بأن السلطات التابعة لوزارة الداخلية «ما هي إلا عضو ضمن لجنة إدارية تضم في عضويتها كذلك ممثلاً عن المجالس المنتخبة»، التي أوكل إليها المشرع مهمة الإشراف على عملية «مراجعة وتحيين اللوائح الانتخابية».
وبشأن حالة التشطيب على حامي الدين، ذكر المصدر أن عملية التشطيب قامت بها في حقه اللجنة الإدارية المكلفة مراجعة اللوائح الانتخابية واستندت على أحكام القانون المتعلق باللوائح الانتخابية العامة وعمليات الاستفتاء واستعمال وسائل الاتصال المسموع والمرئي العمومية خلال الحملات الانتخابية والاستفتائية على اعتبار أنه «لا يقيم بالنفوذ الترابي لعمالة (محافظة) الرباط منذ مدة طويلة». وهو المعطى الذي أكده المعني بالأمر في مذكرة الطعن المدلى بها أمام المحكمة الإدارية بالرباط.
وأشار المصدر إلى أن قرار التشطيب عليه كان بناء على «محضر موقع من طرف جميع أعضاء اللجنة الإدارية»، بما في ذلك ممثل عن مجلس مقاطعة أكدال - الرياض، المنتمي لحزب «العدالة والتنمية».
أما فيما يتعلق بحالة السكال، فأوضح المصدر أن اللجنة الإدارية «لم تقم بأي عملية تشطيب في حقه»، بل جاء ذلك بناء على حكم قضائي بعد مذكرة طعن أدلى بها أحد الناخبين، حيث عللت المحكمة الإدارية بالرباط قرارها بكون المعني بالأمر «يقطن فعلياً خارج النفوذ الترابي لعمالة الرباط».
وأضاف المصدر أنه كان الأحرى على المعنيين بالأمر اللجوء للإمكانات القانونية المتاحة لتصحيح وضعيتهم القانونية «عبر نقل القيد، داخل الآجال المحددة، إلى لائحة الجماعة (البلدية) التي انتقلوا للإقامة في نفوذها الترابي».
واعتبر المصدر أن اللجان الإدارية المكلفة مراجعة اللوائح الانتخابية لم تقم في النهاية إلا بتنفيذ «أحكام قضائية نافذة يتعين الامتثال لها واحترامها من طرف الجميع، سواء أفراداً ومؤسسات».
وذكر أن عملية التشطيب شملت على مستوى عمالة (محافظة) الرباط مثلاً، ما مجموعه 14 ألفاً و357 شخصاً، فضلاً عن أن «تنقية وتحيين اللوائح الانتخابية» يعد «مطلباً سياسياً لجميع الأحزاب السياسية».
وكانت المحكمة الإدارية بالرباط قد أصدرت، يوم الجمعة الماضي، قراراً يؤيد التشطيب على القياديين في حزب «العدالة والتنمية» من اللوائح الانتخابية ما يعني حرمانهما من الترشح والتصويت خلال الانتخابات المقررة في 8 سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن يبقى أمامهما فرصة الطعن بالنقض في قرار المحكمة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».