26 إصابة جديدة بغاز «الكلورين» السام في حلب

تقرير: «أدلة جديدة» تثبت مسؤولية النظام عن «الكيماوي»

26 إصابة جديدة بغاز «الكلورين» السام في حلب
TT

26 إصابة جديدة بغاز «الكلورين» السام في حلب

26 إصابة جديدة بغاز «الكلورين» السام في حلب

استنكرت «هيئة قوى الثورة» في حلب قرار مجلس الأمن الأخير الذي لم يعلن صراحة عن الجهة المسؤولة عن استخدام الكيماوي في سوريا، مقدّمة كذلك في تقرير لها أدلة ووثائق تثبت ارتكاب النظام السوري لهذه الجرائم، وكان قد قدمها مكتب التوثيق الكيماوي في الهيئة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
وطالبت الهيئة كل الجهات المعنية برفع الملف إلى محكمة الجنايات الدولية استنادا إلى خرق اتفاقية حظر واستخدام المواد السامة وتسليم مجرمي هذه الأفعال للعدالة. وجاء ذلك بعد الإعلان عن إصابة 13 شخصا، بينهم 5 مقاتلين للجيش الحر، ظهر الثلاثاء، بحالات اختناق إثر قصف لقوات النظام بغاز «الكلورين» السام، على منطقتي حندرات والكاستيلو بحلب، واستهداف منطقة المزيريب بريف درعا الغربي بغاز الكلورين، ما أدى إلى إصابة 11 شخصا بحالة اختناق ووفاة طفلة، وفق ما أكّده عضو هيئة قوى الثورة ياسر اليوسف.
وفي هذا الإطار، أشار اليوسف إلى أنّ التقرير الذي قدّم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تضمن أدلة وشهادات لعشرات الأشخاص. واعتبر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» «أنّ عدم تحديد مجلس الأمن للجهة المسؤولة عن استخدام الكيماوي يظهر ازدواجية المعايير، لا سيما أنّه يدرك تماما امتلاك النظام للكيماوي الذي كان قد طالبه بسحبه». وأوضح «أنّ غاز الكلورين الذي استخدمه النظام الثلاثاء الماضي لم يكن ضمن الكيماوي الذي سحب، والنظام قادر على إعادة تصنيعه بسهولة، كما أنّ استخدامه يحتاج إلى طائرات مروحية يملكها النظام». وأكّد أنّ عدد القتلى الموثق نتيجة استخدام الكيماوي بلغ 2900 شخص، فيما تخطى عدد المصابين 7200 حالة لغاية اليوم. وقد أسعف المقاتلون من تجمع «فاستقم كما أمرت» التابع للجيش الحر، إلى المستشفى الميداني في مدينة حريتان، فيما نقل الآخرون، إلى مستشفى «البيان» في مدينة حلب.
وقال الدكتور مجد فردوسي، من مستشفى «البيان»: «ظهرت على المصابين حالات اختناق وتشنج في القفص الصدري وسعال وتقيؤ»، مشيرا إلى أن «الإصابات عولجت بجرعات من الكورتيزون والأتروبين».
وكان مجلس الأمن قد تبنى الأسبوع الماضي قرارا يدين فيه استخدام غاز الكلور سلاحا كيماويا في النزاع السوري، من دون توجيه أصابع الاتهام لأي طرف. والقرار «يندد بأكبر حزم ممكن باستخدام أي مواد سامة كيماوية، مثل الكلور، كسلاح في سوريا»، مؤكدا ضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك.
وقبل ذلك، كان مجلس الأمن قرر، في حال عدم احترام القرارات السابقة حول الأسلحة الكيماوية السورية، «اتخاذ إجراءات بموجب الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة»، الذي ينص على عقوبات أو استخدام القوة لتطبيقها. لكن القرار، الذي صدر أمس الجمعة، لا يقع ضمن هذا الإطار.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.