أزمة المازوت تتفاقم في لبنان وعودة الاحتجاجات الشعبية

اعتصام اصحاب الحافلات احتجاجا على انقطاع المازوت (الوكالة الوطنية)
اعتصام اصحاب الحافلات احتجاجا على انقطاع المازوت (الوكالة الوطنية)
TT

أزمة المازوت تتفاقم في لبنان وعودة الاحتجاجات الشعبية

اعتصام اصحاب الحافلات احتجاجا على انقطاع المازوت (الوكالة الوطنية)
اعتصام اصحاب الحافلات احتجاجا على انقطاع المازوت (الوكالة الوطنية)

عادت التحركات الشعبية إلى لبنان من باب الاحتجاج على أزمة المحروقات، لا سيما مشكلة شح مادة المازوت التي وصفها عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس بـ«المعقدة والصعبة»، في ظل استمرار الطلب المضاعف على هذه المادة بسبب تقنين الكهرباء المستمر لأكثر من 20 ساعة يومياً.
ولفت البراكس إلى أن هناك انفراجات فيما يتعلق بالطوابير على محطات الوقود، لأن مادة البنزين ستتوافر بشكل أفضل نتيجة تفريغ البواخر وإعطاء الموافقات ودفع الفواتير من قبل مصرف لبنان للشركات المستوردة، موضحاً أن مشكلة المازوت أكثر تأزماً ولا يوجد في مصرف لبنان اعتمادات كافية لتتمكن الشركات المستوردة من الاستيراد، بينما لا تزال منشآت النفط الحكومية مقفلة ولا تقوم بالتسليم.
وناشد البراكس رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الطلب من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تخصيص عدد من البواخر استثنائياً لاستيراد المازوت، حتى يتم العمل على التخفيف من وطأة الأزمة ريثما يدخل الاتفاق مع العراق حيز التنفيذ.
وكان وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، وقع اتفاقيّة نفطيّة مع الحكومة العراقيّة لاستيراد المحروقات من العراق إلى لبنان. وقال غجر إن الاتفاقية تشمل استيراد مليون طن من الفيول مقابل شراء العراق خدمات في لبنان بالليرة اللبنانية عبر فتح اعتماد في مصرف لبنان، موضحاً أنّ هذه الكميّة من الفيول ستساعد في توليد الكهرباء لمدة أربعة أشهر.
وشهد عدد من المناطق اللبنانية تحركات احتجاجية، لا سيما شمالاً، حيث تم قطع الأوتوستراد الدولي عند مستديرة العبدة، احتجاجاً على عدم توافر مادة المازوت لحافلات الركاب وسيارات الأجرة وأصحاب المصالح.
كما قطع عدد من سائقي السيارات العمومية مسلكي أوتوستراد طرابلس بيروت عند جسر البالما احتجاجاً على عدم توافر مادة المازوت.
ونفذ أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة اعتصاماً أمام منشآت نفط طرابلس الكائنة في البداوي، وذلك للمطالبة بتسليمهم مادة المازوت، ليتمكنوا من إضاءة وتشغيل مولداتهم التي تعاني من نقص حاد في هذه المادة. وأشار المعتصمون إلى أن مادة المازوت موجودة داخل المنشآت وطالبوا بتسليمها لهم، كما جرت العادة.
وفي الإطار نفسه، طالب رئيس بلدية طرابلس رياض يمق المعنيين، لا سيما وزارة الطاقة، بضرورة التدخل لإيصال حصة طرابلس من مادة المازوت لزوم إضاءة المدارس التي تجري فيها امتحانات الشهادات الرسمية، ولزوم إضاءة أحياء المدينة لا سيما في المناطق الشعبية، بعد نفاد كمية المازوت لدى أصحاب المولدات.
وأوضح يمق أن المدينة تعيش مأساة كبيرة والمواطن يئن من وطأة التداعيات الاقتصادية، فجاء انقطاع الكهرباء ليزيد الطين بلة بعد فساد معظم المواد الغذائية التي تحتاج إلى تبريد.
وفي بيروت، تستمر المولدات بالتوقف عن العمل تباعاً مع نفاد المازوت، فيما أرسل عدد من أصحاب المولدات رسائل إلى المشتركين في جنوب لبنان يشيرون فيها إلى إطفاء المولدات كلياً خلال ساعات النهار والاكتفاء بـ7 ساعات تغذية ليلاً.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.