«الأمة» الأردني يجتمع الأحد في دورة استثنائية

TT

«الأمة» الأردني يجتمع الأحد في دورة استثنائية

يجتمع مجلس الأمة الأردني بغرفتيه الأعيان والنواب الأحد المقبل، وعلى أجندته 11 مشروع قانون أهمها مشروع قانون البلديات واللأمركزية التي ستجري بموجبه الانتخابات البلدية المقبلة مطلع العام الجديد، وملحق لقانون الموازنة الحالي.
وفي الوقت الذي يُعتبر فيه دعوة المجلس للانعقاد في دورة استثنائية، إجراءً دستورياً اعتيادياً من صلاحية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبتنسيب من الحكومة، فمن المتوقع أن ترفع اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية توصياتها، في قانوني الأحزاب والانتخاب والتعديلات الدستورية، وبرامج تمكين المرأة والشباب في الحياة السياسية، نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل.
ومن المتوقع أن تدرج تلك التعديلات مجتمعة على جدول أعمال مجلس الأمة خلال الدورة العادية المقبلة، المتوقع انعقادها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ما يمهد بحسب مراقبين لإجراء انتخابات نيابية مبكرة يتزامن إجراؤها مع الانتخابات البلدية ربيع عام 2022 على أبعد تقدير. ورغم ذهاب المراقبين لسيناريوهات الانتخابات النيابية المبكرة، إلا أن رئيس اللجنة الملكية رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، استبعد الأمر، شارحاً أولوية إمهال القوى السياسية في البلاد للاستجابة لتعديلات قانون الأحزاب المرتقبة، والتي قد تجبر عدداً من الأحزاب للاندماج، تحقيقاً لمتطلبات الترشح على القائمة الحزبية في انتخابات مجلس النواب المقبل.
وأوصت لجنة قانون الانتخاب المنبثقة عن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، بتعديلات جذرية على قانون الانتخاب، تضمنت اعتماد مبدأ الترشح عن مقاعد حزبية ضمن قائمة وطنية تُنتخب على الدائرة الوطنية الواحدة، مع رفع أعداد المجلس إلى 150 مقعداً بدلاً من العدد الحالي البالغ 130 مقعداً، منها 15 مقعداً مخصصة للنساء، مع اعتماد مبدأ العتبة (نسبة الحسم)، ما يشجع على توفير مناخات العمل الحزبي والكتلوي تحت سقف البرلمان، ومغادرة مربع العمل النيابي الفردي الذي تحكم بمفاصل عمل المجالس السابقة.
وبخصوص التعديلات الدستورية المقترحة، فقد يقتصر عمل اللجنة بحدود متطلبات تحديث قانوني الأحزاب والانتخاب، وتخفيض سن الترشح لعمر 25 عاما، مع التطرق لإجراءات تتعلق بالمدد الدستورية بين حل أي مجلس وانتخاب أعضاء جدد.
ووسط صراعات تشنها مراكز قوى متعددة على أعمال اللجنة الملكية، وهي التي وصفها رئيسها لمقربين منه، بـ«قوى الرفض والتشدد»، استقالت ثاني أعضاء اللجنة الدكتورة وفاء الخضرا، بعد منشور لها انتقدت فيه طقوس ذبح الأضاحي في البلاد، ما دفع باتجاه انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي أجبر الخضرا على الاستقالة، بعد استقالة الكاتب عريب الرنتاوي الذي نشر مقالاً حول معركة الكرامة، اعتبره نشطاء ومتقاعدون عسكريون انتقاصاً من بطولات الجيش العربي وقتها.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.