يقول موريس بلغريف، إن «أفضل شيء وجدته خلال 31 عاماً من الغوص» مكان يختبئ فيه حطام سفينة تحت الماء منذ أكثر من 200 عام.
على مر السنين، عثر الغطاس التجاري بلغريف على كل شيء من غلايين التبغ في القرن الثامن عشر وحتى قذائف المدافع الحية في الرواسب تحت سطح البحر.
«معظم التاريخ الحقيقي يكمن في قاع البحر»، كما قال بلغريف لموقع «بي بي سي» البريطاني.
وفي 2013، كشف عمل روتيني لتنظيف سلسلة من المرساة، بقايا سفينة بحرية عمرها 250 عاماً محفوظة بشكل لافت للنظر. ويوضح بلغريف قائلاً: «كلما أغوص هناك، كنت أمرر يدي على وحل القاع. ورأيت الألواح الخشبية، وأدركت أنها هيكل لقارب كبير وحقيقي».
حجمها الهائل لم يميزها عن الحطام الآخر حول الجزيرة الكاريبية فحسب، بل إن المؤرخين المحليين يعتقدون أنها السفينة الفرنسية التجارية «بومونت» من عام 1762، التي ابتاعتها شخصية غير معروفة، وأعادت تسميتها «ليون»، ثم استخدمت في الحرب الثورية الأميركية.
كان الافتقار إلى التمويل سبباً في عرقلة الجهود الرامية إلى مسح المنطقة المحددة بشكل مهني حتى وقت قريب، عندما غطت الحكومة الفرنسية وحكومة مارتينيك، فضلاً عن مؤسسة «ريتشارد لونسبري» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، تكاليف زيارة مجموعة من الخبراء الدوليين. وأضاف بلغريف: «تقرأون عن عصر الإبحار وحجم السفن، لكن الأمر لا يتوقف على رؤيتكم لتلك السفن التي تدركون كم كانت ضخمة وقوية؛ إنها طريقة للوصول إلى التاريخ». واستطرد: «لدينا الكثير من القطع والمباني من تلك الحقبة، ولكن لا شيء يقارن بذلك. إنها لمسة واقعية للحقيقة». وكشفت عمليات التنقيب التي استمرت 6 أيام عن قياسات السفينة لتطابق أبعاد السفينة «بومونت» التي تزن 900 طن.
يقول عالم الآثار الدكتور كريستوفر واترز، إن «البحث الإضافي مطلوب، ولكن إن كانت حقاً (بومونت)، فقد يكون حطام السفينة الوحيد من نوعه في العالم».
بنت شركة «الهند الشرقية» الفرنسية، السفينة «بومونت»، وهي شركة تجارية إمبراطورية تأسست عام 1664 لمنافسة شركات تجارية إنجليزية وهولندية فيما يعرف اليوم بمنطقة شرق آسيا.
وكان جان - سباستيان غيبرت، الأستاذ المساعد في جامعة جزر الأنتيل في مارتينيك، يقود الفريق البحثي تحت الماء. ويصف العثور على السفينة - باستخدام معدات السونار عالية التقنية وجهاز قياس المغناطيس - بأنه «مثل الفوز بالجائزة الكبرى». ويضيف أنه أكبر حادث تحطم شهده خلال 15 عاماً من العمل في المنطقة. ويمكن للسفينة الغارقة أن تفتح أبواباً جديدة في طرق بناء السفن الخشبية في القرن الثامن عشر. صُممت «بومونت» للسفر من فرنسا إلى المحيطين الهندي والهادئ كسفينة تجارية مدججة بالسلاح. وبعد انهيار شركة «الهند الشرقية» الفرنسية، خدمت كسفينة حربية.
وقال واترز: «نعلم أنها أُحضرت إلى هنا، لكن لا نعرف ماذا حدث لها. لكنها تعرضت لأضرار بالغة وربما لم تتمكن من مغادرة الميناء أبداً».
ومع استمرار المؤرخين في جمع قصص الأفارقة المستعبدين الذين بنوا حوض الرسو قبل 3 قرون، والعديد منهم من أهل أنتيغوا، فإن هذا الاكتشاف المميز له صدى خاص.
ويقول واترز: «هناك ترنيمة خاصة بهذا الاكتشاف، وإنني أشعر بالسعادة لأن شيئاً مهماً جداً اكتشفته من جديد كمواطن أفريقي».
حطام سفينة يعيد قراءة تاريخ جزيرة
حطام سفينة يعيد قراءة تاريخ جزيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة