حطام سفينة يعيد قراءة تاريخ جزيرة

يعتقد المؤرخون أن الحطام هو لسفينة بومونت التجارية الفرنسية المدججة بالسلاح تعود لعام 1762 (متحف دييب)
يعتقد المؤرخون أن الحطام هو لسفينة بومونت التجارية الفرنسية المدججة بالسلاح تعود لعام 1762 (متحف دييب)
TT

حطام سفينة يعيد قراءة تاريخ جزيرة

يعتقد المؤرخون أن الحطام هو لسفينة بومونت التجارية الفرنسية المدججة بالسلاح تعود لعام 1762 (متحف دييب)
يعتقد المؤرخون أن الحطام هو لسفينة بومونت التجارية الفرنسية المدججة بالسلاح تعود لعام 1762 (متحف دييب)

يقول موريس بلغريف، إن «أفضل شيء وجدته خلال 31 عاماً من الغوص» مكان يختبئ فيه حطام سفينة تحت الماء منذ أكثر من 200 عام.
على مر السنين، عثر الغطاس التجاري بلغريف على كل شيء من غلايين التبغ في القرن الثامن عشر وحتى قذائف المدافع الحية في الرواسب تحت سطح البحر.
«معظم التاريخ الحقيقي يكمن في قاع البحر»، كما قال بلغريف لموقع «بي بي سي» البريطاني.
وفي 2013، كشف عمل روتيني لتنظيف سلسلة من المرساة، بقايا سفينة بحرية عمرها 250 عاماً محفوظة بشكل لافت للنظر. ويوضح بلغريف قائلاً: «كلما أغوص هناك، كنت أمرر يدي على وحل القاع. ورأيت الألواح الخشبية، وأدركت أنها هيكل لقارب كبير وحقيقي».
حجمها الهائل لم يميزها عن الحطام الآخر حول الجزيرة الكاريبية فحسب، بل إن المؤرخين المحليين يعتقدون أنها السفينة الفرنسية التجارية «بومونت» من عام 1762، التي ابتاعتها شخصية غير معروفة، وأعادت تسميتها «ليون»، ثم استخدمت في الحرب الثورية الأميركية.
كان الافتقار إلى التمويل سبباً في عرقلة الجهود الرامية إلى مسح المنطقة المحددة بشكل مهني حتى وقت قريب، عندما غطت الحكومة الفرنسية وحكومة مارتينيك، فضلاً عن مؤسسة «ريتشارد لونسبري» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، تكاليف زيارة مجموعة من الخبراء الدوليين. وأضاف بلغريف: «تقرأون عن عصر الإبحار وحجم السفن، لكن الأمر لا يتوقف على رؤيتكم لتلك السفن التي تدركون كم كانت ضخمة وقوية؛ إنها طريقة للوصول إلى التاريخ». واستطرد: «لدينا الكثير من القطع والمباني من تلك الحقبة، ولكن لا شيء يقارن بذلك. إنها لمسة واقعية للحقيقة». وكشفت عمليات التنقيب التي استمرت 6 أيام عن قياسات السفينة لتطابق أبعاد السفينة «بومونت» التي تزن 900 طن.
يقول عالم الآثار الدكتور كريستوفر واترز، إن «البحث الإضافي مطلوب، ولكن إن كانت حقاً (بومونت)، فقد يكون حطام السفينة الوحيد من نوعه في العالم».
بنت شركة «الهند الشرقية» الفرنسية، السفينة «بومونت»، وهي شركة تجارية إمبراطورية تأسست عام 1664 لمنافسة شركات تجارية إنجليزية وهولندية فيما يعرف اليوم بمنطقة شرق آسيا.
وكان جان - سباستيان غيبرت، الأستاذ المساعد في جامعة جزر الأنتيل في مارتينيك، يقود الفريق البحثي تحت الماء. ويصف العثور على السفينة - باستخدام معدات السونار عالية التقنية وجهاز قياس المغناطيس - بأنه «مثل الفوز بالجائزة الكبرى». ويضيف أنه أكبر حادث تحطم شهده خلال 15 عاماً من العمل في المنطقة. ويمكن للسفينة الغارقة أن تفتح أبواباً جديدة في طرق بناء السفن الخشبية في القرن الثامن عشر. صُممت «بومونت» للسفر من فرنسا إلى المحيطين الهندي والهادئ كسفينة تجارية مدججة بالسلاح. وبعد انهيار شركة «الهند الشرقية» الفرنسية، خدمت كسفينة حربية.
وقال واترز: «نعلم أنها أُحضرت إلى هنا، لكن لا نعرف ماذا حدث لها. لكنها تعرضت لأضرار بالغة وربما لم تتمكن من مغادرة الميناء أبداً».
ومع استمرار المؤرخين في جمع قصص الأفارقة المستعبدين الذين بنوا حوض الرسو قبل 3 قرون، والعديد منهم من أهل أنتيغوا، فإن هذا الاكتشاف المميز له صدى خاص.
ويقول واترز: «هناك ترنيمة خاصة بهذا الاكتشاف، وإنني أشعر بالسعادة لأن شيئاً مهماً جداً اكتشفته من جديد كمواطن أفريقي».


مقالات ذات صلة

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.