برعاية دبلوماسية.. معرض «قيصر» يكشف في الأمم المتحدة «جرائم» النظام السوري

التقط الجندي صور الجثث من 3 مراكز في دمشق وهربها ببطاقات ذاكرة في حذائه

لافتة في مدخل معرض قيصر الذي يقام في الأمم المتحدة تحذر الجمهور من هول الصور التي سيراها (أ.ب)
لافتة في مدخل معرض قيصر الذي يقام في الأمم المتحدة تحذر الجمهور من هول الصور التي سيراها (أ.ب)
TT

برعاية دبلوماسية.. معرض «قيصر» يكشف في الأمم المتحدة «جرائم» النظام السوري

لافتة في مدخل معرض قيصر الذي يقام في الأمم المتحدة تحذر الجمهور من هول الصور التي سيراها (أ.ب)
لافتة في مدخل معرض قيصر الذي يقام في الأمم المتحدة تحذر الجمهور من هول الصور التي سيراها (أ.ب)

افتتح بقاعة المؤتمرات الجنوبية بالمقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك معرض «صور قيصر.. من داخل سجون السلطات السورية». ويقدم المعرض «جرائم» تعبر عنها نحو 30 صورة تم التقاطها داخل سجون النظام السوري للمعتقلين من النساء والرجال والأطفال.
ويستمر المعرض، الذي ترعاه البعثات الدبلوماسية لكل من تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت ولوكسمبورغ والسويد وليتوانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، حتى العشرين من شهر مارس (آذار) الحالي.
و«قيصر» أو «سيزار» هو اسم حركي لأحد الجنود السوريين في جيش نظام بشار الأسد، الذي هاله ما يتعرض له المدنيون من أبناء وطنه، فقام بالتقاط صور تعذيبهم في سجون وزنازين النظام السوري، عقب ثورة مارس 2011. ونجح في يوليو (تموز) من العام الماضي في تهريب أكثر من 55 ألف صورة على جهاز ذاكرة هاتف محمول، وثقت ما لا يقل عن 11 ألف حالة وفاة خلال فترة الاعتقال.
والمعرض هو الثالث من نوعه الذي يعرض هذه الصور المروعة داخل الولايات المتحدة الأميركية، إذ سبق أن استضاف متحف الهولوكوست بالعاصمة الأميركية واشنطن وإحدى قاعات الكونغرس الأميركي بعض صور معرض قيصر في العام الماضي.
وبحسب الجندي السوري الذي انشق عن نظام الأسد، وقام بالتقاط وتهريب الصور، وهو شخصية لم يكشف عنها الستار حتى الآن، فقد تم التقاط غالبية الصور في الفترة من 2011 إلى 2013، وهي توضح حالات وأساليب التعذيب التي ينتهجها أفراد النظام السوري في مستشفيات تم تحويلها إلى مراكز اعتقال لتجهيز السجناء للتعذيب.
ووفقا لتصريحات سابقة للجندي السوري المنشق قيصر (سيزار)، فقد تمكن من التقاط تلك الصور في إطار وظيفته الرسمية التي اقتضت منه توثيق جثث ضحايا قوات الجيش النظامي، الذين لقوا حتفهم نتيجة الجوع والتعذيب.
ووصف ممثلو ادعاء سابقون في جرائم الحرب الصور بأنها «دليل دامغ» على ممارسة تعذيب ممنهج وعمليات قتل جماعي في الحرب الأهلية في سوريا.
وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت إن المعرض يهدف إلى رفع الوعي بانتهاكات حقوق الإنسان التي تتهم قوات الرئيس بشار الأسد بارتكابها بحق الشعب السوري. وأضاف ليال غرانت «بينما يدخل الصراع في سوريا عامه الخامس بلغ عدد القتلى 220 ألفا، وعدد النازحين 7.6 مليون، وأجبر أكثر من 3.8 مليون على الفرار من البلاد». وتابع قائلا «نأمل أن يكون هذا المعرض بمثابة تذكرة بضرورة السعي إلى حل سياسي للصراع بأقصى قدر من الإلحاح لوضع حد لمعاناة الشعب السوري».
ويقول ممثلو الادعاء السابقون في جرائم الحرب الذين فحصوا الصور إن قيصر كان رقيبا أول بالجيش السوري وقضى 13 عاما في العمل كمصور للطب الشرعي. وقام محامون وكلتهم دولة قطر بفحص الأدلة.
وفي الفترة بين سبتمبر (أيلول) 2011 وأغسطس (آب) 2013، عمل قيصر في مستشفى عسكري والتقط صورا لجثث من ثلاثة مراكز احتجاز في منطقة دمشق، وقام بتهريب نسخ تلك الصور من المستشفى على بطاقات ذاكرة مخبأة في حذائه.
واطلع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على الصور خلال اجتماع غير رسمي في أبريل (نيسان) الماضي. واستخدمت روسيا والصين حق النقض «الفيتو» ضد محاولة في مايو (أيار) لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية من أجل محاكمة محتملة تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية. وقال مسؤول أميركي «توضح هذه الصور الحاجة إلى تحقيق العدالة للشعب السوري».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.