الجيش الأميركي يوسّع قاعدته جنوب الحسكة

حملة اعتقالات في «الهول» بعد تصاعد جرائم القتل

جنود أميركيون يلتقطون صوراً تذكارية مع أطفال بريف القامشلي مارس الماضي (الشرق الأوسط)
جنود أميركيون يلتقطون صوراً تذكارية مع أطفال بريف القامشلي مارس الماضي (الشرق الأوسط)
TT
20

الجيش الأميركي يوسّع قاعدته جنوب الحسكة

جنود أميركيون يلتقطون صوراً تذكارية مع أطفال بريف القامشلي مارس الماضي (الشرق الأوسط)
جنود أميركيون يلتقطون صوراً تذكارية مع أطفال بريف القامشلي مارس الماضي (الشرق الأوسط)

بدأ الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي بتوسيع القاعدة العسكرية في بلدة «الشدادي» بريف محافظة الحسكة الجنوبي، بعد وصول قافلة عسكرية مؤلفة من 75 شاحنة حاملة عربات نقل ومدرعات أميركية عسكرية ومعدات لوجيستية، في وقت شهد مخيم الهول شرقي الحسكة حملة مداهمات واعتقالات لخلية يشتبه بتنفيذها جرائم قتل طالت لاجئين عراقيين ونازحين سوريين.
وقال مصدر مسؤول رفيع، بأن القوات الأميركية باشرت توسيع قاعدتها العسكرية في بلدة «الشدادي» التابعة لمدينة الحسكة، بعد وصول قافلة عسكرية مؤلفة من 75 شاحنة قادمة من معبر الوليد العراقي، كانت تحمل عربات نقل ومدرعات أميركية ومعدات لوجيستية. وتشكل قاعدة «الشدادي» نقطة تمركز للقوات الأميركية وتسيير دورياتها العسكرية البرية، كما تتحكم بالحدود العراقية حتى ريف دير الزور الشمالي والشرقي، وهي منطقة غنية بالموارد النفطية وحقول الغاز، وتضم سجناً خاصاً بمحتجزي عناصر ومقاتلي تنظيم «داعش» المتطرف. وتعد هذه المنطقة الصحراوية حلقة وصل جغرافية تربط المدن والمناطق الخاضعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في ثلاث محافظات، هي الحسكة والرقة ودير الزور، مع الحدود العراقية التي شهدت مؤخراً تحركات وأنشطة لخلايا تنظيم «داعش»، إضافة إلى هجمات صاروخية على حقلي العمر النفطي وكونيكو للغاز بريف دير الزور الشرقي، نفذتها فصائل موالية للحرس الثوري الإيراني.
وأشار المصدر، إلى أن عمليات التوسيع الأخيرة التي يقوم بها الجيش الأميركي ستجعل من قاعدة «الشدادي» أهم قواعد التحالف شرقي سوريا، بهدف القضاء على الأنشطة الإرهابية التي تنفذها جماعات وخلايا نائمة موالية لـ«داعش»، وقال: «إذ يعطي توزع قواعد التحالف قوة هجومية والتحكم بجميع الاتجاهات حتى الحدود العراقية نظراً لوعورة هذه المنطقة مترامية الأطراف».
والى جانب قاعدة «الشدادي»، توجد بالحسكة عدة قواعد للجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي، من بينها قاعدة «تل بيدر/القسرك» وتقع شمالي الحسكة على الطريق السريع حيت تم تجهيزها بمهبط للطيران المروحي القتالي، إضافةً إلى قاعدة حقول «رميلان» النفطية الواقعة أقصى شمال شرقي الحسكة والتي تتحكم بمعبر «سيمالكا» الحدودي والحقول النفطية. أما قاعدة مدينة الحسكة فمجهزة لحماية سجن الصناعة الذي يعد أكبر السجون الخاصة بمحتجزي عناصر «داعش». كما توجد بريف القامشلي عدة قواعد أميركية لتسيير الدوريات العسكرية وتفقد مناطق التماس والتداخل مع القوات الروسية.
إلى ذلك شنت قوات الأمن «الأسايش»، حملة مداهمات واعتقالات في مخيم الهول شرقي سوريا، بعد مقتل 3 لاجئين عراقيين بينهم امرأة في القسمين الأول والثاني من المخيم، فيما ارتفعت حصيلة جرائم القتل إلى 70 حالة منذ بداية العام الجاري. وتمكنت قوى الأمن من القبض على خلية يشتبه بتنفيذها جرائم القتل التي طالت نازحين سوريين.
وأفاد مصدر أمني من إدارة المخيم لـ«الشرق الأوسط»، أن قوى «الأسايش» قبضت على 3 مشتبهين متورطين بتنفيذ عمليات القتل مؤخراً، ألقي القبض عليهم بالقسم الأول من المخيم بتهمة الانتساب لخلايا تنظيم (داعش) وتنفيذ جرائم قتل، منوهاً بأن حصيلة جرائم القتل بعد الحملة الأمنية الواسعة بشهر أبريل (نيسان) الماضي، التي نفذتها «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي، «ارتفعت إلى 19 جريمة، وقبلها وصلت لأكثر من 50 جريمة قتل، شهدها المخيم خلال العام الجاري، لترتفع الحصيلة إلى 70 جريمة قتل طالت لاجئين عراقيين ونازحين سوريين».
وقتلت لاجئة عراقية في مخيم الهول فجر الرابع عشر من الشهر الحالي نفذها طفل يتحدر من الجنسية التركية يبلغ من العمر 14 عاماً، حيث عمد إلى إطلاق النار، مباشرةً، على اللاجئة في القسم الأول، وألقت قوى الأمن القبض عليه بعد تنفيذ الجريمة. وفي 29 من الشهر الماضي، قتل مجهولون لاجئة عراقية ونازحا سوريا بنفس اليوم في مخيم الهول، فيما تعرضت شقيقتان سوريتان للقتل في 28 من الشهر نفسه، تبلغان من العمر 23 و17 عاماً، في القطاع الخامس الخاص بالنازحين السوريين.
ويضم مخيم الهول أكثر من 62 ألف شخص، 90 في المائة منهم نساء وأطفال يشكل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى من تعداده، كما يؤوي نحو 12 ألف طفل وامرأة من عائلات عناصر «داعش» يتحدرون من 50 جنسية غربية وعربية.



اليمن: موجة نزوح واسعة جراء تصاعد القمع الحوثي... وتدهور الأوضاع

عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)
عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)
TT
20

اليمن: موجة نزوح واسعة جراء تصاعد القمع الحوثي... وتدهور الأوضاع

عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)
عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)

دفع تدهور الأوضاع المعيشية وحملات الاعتقال الحوثية والضربات الأميركية المكثفة، سكاناً في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إلى ترك منازلهم ومناطقهم والنزوح القسري إلى أماكن بديلة بحثاً عن الأمان وسبل العيش الممكنة.

وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بمغادرة مئات الأسر خلال الأيام الأخيرة مناطق عدة في شمال صنعاء وجنوبها، مرجعة ذلك إلى انقطاع سبل العيش، وتصاعد حملات القمع والاعتقال والمخاوف من احتمالية تعرُّض أحيائهم لغارات أميركية تستهدف منازل القادة الحوثيين.

وأبدى سكان في صنعاء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، خشيتهم من تفاقم الظروف الإنسانية والأمنية جراء التصعيد والضربات الجوية، مؤكدين أنهم يعتزمون النزوح برفقة أسرهم.

إضافة إلى ذلك، تحدثت المصادر عن حالة من السخط في أوساط العائلات المشردة من مساكنها في المدينة ضد قادة الجماعة الحوثية بفعل استدعائها الضربات الأميركية ومسارعتها بعد ذلك إلى تأمين نفسها وذويها، وتركهم عرضة للمخاطر.

لقطة جوية لمخيم الجفينة في محافظة مأرب الذي يُعدّ أكبر مخيمات النزوح في اليمن (إكس)
لقطة جوية لمخيم الجفينة في محافظة مأرب الذي يُعدّ أكبر مخيمات النزوح في اليمن (إكس)

ويفيد أحمد الذي نزح حديثاً من صنعاء إلى إب، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه لم يعد هناك أي أمان في صنعاء نتيجة التدهور في كل الجوانب المعيشية والأمنية والإنسانية، وهو الأمر الذي أرغمه وكثيراً من العائلات على ترك المدينة.

وأكدت مصادر عاملة في شركات النقل الداخلي بصنعاء وجود إقبال ملحوظ باليومين الماضيين على شراء تذاكر سفر للمغادرة من صنعاء إلى محافظات أخرى منها إب وتعز، ومدن أخرى تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

موجة نزوح

أكدت مصادر إغاثية ارتفاع موجة النزوح منذ مطلع الشهر الحالي لأسر قادمة من مناطق عدة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين منها صنعاء وعمران وصعدة، وتوقعت المصادر أن تكون هذه الموجة من النزوح بداية لموجة أوسع إذا استمر التصعيد العسكري الحوثي والأميركي في الأيام المقبلة.

واستقبلت محافظة مأرب (شرق صنعاء) - بحسب المصادر - أعداداً من الأسر النازحة جراء التصعيد والغارات والانتهاكات الحوثية، حيث استقر البعض منها في المخيمات، بينما ذهب البعض الآخر للعيش عند الأقرباء والأصدقاء داخل مدينة مأرب.

وسبق أن حذرت تقارير دولية من تصاعد جديد في موجة النزوح الداخلي باليمن، متوقعة أن يصل عدد النازحين بحلول نهاية العام الحالي إلى 5.1 مليون شخص.

مجموعات من النازحين اليمنيين في صعدة تعيش في مناطق يصعب الوصول إليها (إعلام محلي)
مجموعات من النازحين اليمنيين في صعدة تعيش في مناطق يصعب الوصول إليها (إعلام محلي)

وبتقرير حديث لها، كشفت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 70 أسرة يمنية خلال الأسبوع الفائت، لأسباب أمنية واقتصادية، وذكرت أن مصفوفة تتبُّع النزوح الخاصة بها، رصدت نزوح 70 أسرة (420 فرداً) بالفترة من 13 إلى 19 أبريل (نيسان) الحالي.

وأوضحت المنظمة أن أغلبية الأسر النازحة كانت تقيم في صنعاء وسط مخاوف من الضربات الجوية.

واتجهت الأسر النازحة إلى مناطق أكثر استقراراً، منها تعز التي استقبلت العدد الأكبر منها بواقع 38 أسرة، ثم مأرب بعدد 28 أسرة، والحديدة بـ4 أسر.

وذكر التقرير أن 91 في المائة من إجمالي حالات النزوح الجديدة؛ (64 أسرة) نزحت جراء العوامل المتعلقة بالسلامة والأمن نتيجة الصراع، بينما نزحت 6 أسر وبنسبة 9 في المائة لأسباب تتعلق بالعوامل الاقتصادية المرتبطة بالصراع.

وأوضح التقرير أن 60 في المائة من الأسر النازحة بحاجة إلى الدعم المالي، و32 في المائة بحاجة لخدمات المأوى، و6 في المائة بحاجة للمواد الغذائية، بينما تحتاج البقية للمواد غير الغذائية ولسبل العيش.

ومع تسجيل هذه الدفعة الجديدة من النازحين، يرتفع إجمالي عدد الأسر التي أُجبرت على مغادرة منازلها منذ مطلع العام الحالي إلى 703 أسر، أي ما يعادل 4218 فرداً.