ميقاتي «لمس تأييداً» لمهمته من أميركا وفرنسا

TT

ميقاتي «لمس تأييداً» لمهمته من أميركا وفرنسا

قالت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي لمس تأييداً أميركياً وفرنسياً لتكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة في الاستشارات النيابية الملزمة اليوم في القصر الجمهوري، قائلة إن الاتصالات التي أجراها خلال وجوده في الخارج، تركت لديه هذا الانطباع حول تأييد ترؤسه الحكومة.
وقالت المصادر إن ميقاتي يعتزم تشكيل حكومة اختصاصيين من 24 وزيراً، مشددة على أنه يصر على حكومة اختصاصيين، لأنها تهادن الحراك والمجتمع المدني من جهة، وتنسجم مع خريطة الطريق الدولية التي تطالب بها، وتريح الوضع الداخلي من جهات أخرى، فضلاً عن أن حكومة غير سياسية تتصدر الأولوية، كونها ستشرف على إجراء الانتخابات النيابية في ربيع 2022. وأكدت المصادر أن ميقاتي «مصرّ على عدم التفريط بالثوابت المتصلة بالتمسك بالطائف والدستور الناظم للعلاقات بين مؤسسات الدولة والأطراف السياسية، ويهمّه الإنقاذ، وحريص على إعادة الانتظام لمؤسسات الدولة»، وذلك تحت سقف رؤساء الحكومات السابقين.
وأشارت المصادر إلى أن ميقاتي «منفتح ومرن وإيجابي، ويكرّس مناخات تهدئة، ويؤكد استعداده للتعاون مع جميع القوى السياسية، لأن البلد لم يعد يحتمل مراوحة، ويراهن على حكومة تحدث نقلة نوعية بالبلد، تنقله من الانهيار إلى بداية التعافي»، لافتة إلى أنه «يرغب في تعاون الجميع وتكاتفهم، ويطالب الجميع بتقديم تسهيلات لإنجاح هذه الفرصة الأخيرة للإنقاذ».
وقالت المصادر إنه أجرى مروحة اتصالات لم تستثن أحداً من القوى السياسية، بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وحزب «الطاشناق»، كما استقبل أمس رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط. وأشارت المصادر إلى أن ميقاتي يسعى لتشكيل حكومة بسرعة، ولكن دون تسرعّ، ويهمه أن ينجز مهمة تشكيل الحكومة بعجلة وبخطوات مدروسة، لأن البلد لا يحتمل أكثر، مشيرة إلى اتفاق على أن تبقى الحقائب السيادية من حصص الطوائف على حالها؛ حيث يتولى ماروني حقيبة الخارجية، وسني حقيبة الداخلية، وشيعي حقيبة المالية، وأرثوذكسي حقيبة الدفاع.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.