بدء إصلاح محطة علوك للمياه في الحسكة

تركيا تعلن مقتل 7 من «قسد» رداً على مقتل جنديين لها في حلب

TT

بدء إصلاح محطة علوك للمياه في الحسكة

قالت وزارة الدفاع التركية إن قواتها قتلت 7 من عناصر تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في ريف حلب، رداً على مقتل جنديين تركيين وإصابة آخرين في هجوم لـ«قسد» وقع في منطقة «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها في محافظة حلب شمال سوريا. وقالت الوزارة، في بيان أمس (الأحد)، إنه تم الرد بالمثل على من وصفهم بـ«الإرهابيين» وتدمير مواقعهم وحيث قتل 7 على الأقل وفق حصيلة أولية. وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت، ليل السبت - الأحد، أن عناصر «قسد» استهدفوا مدرعة تركية في منطقة عمليات «درع الفرات»، ما أسفر عن مقتل جنديين تركيين وإصابة اثنين آخرين، لتستهدف بعدها المدفعية التركية مواقع لـ«قسد» في مدينة تل رفعت ومحيط مدينة الباب في ريف حلب.
وقالت وزارة الدفاع التركية، إن قواتها تمكنت من تحديد مصادر إطلاق النار وتم استهدافها بهجمات «عقابية» استمرت لأكثر من 4 ساعات متواصلة، انتقاماً لمقتل وإصابة الجنود الأتراك، مضيفة: «نيراننا العقابية ضد المواقع الإرهابية مستمرة».
ولم تعلن «قسد» مسؤوليتها عن الهجوم الذي طال الجنود الأتراك، فيما واصلت القوات التركية، أمس، قصفها المكثف على مناطق انتشار «قسد» في ريف حلب. واستهدفت بعشرات القذائف الصاروخية مناطق في الشيخ عيسى ومحيطها ومناطق أخرى في شمال حلب.
ودارت اشتباكات عنيفة، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، على محور قرية الجات ضمن ما يعرف بـ«خط الساجور» شمال شرقي حلب، بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جانب، وقوات مجلس منبج العسكري من جانب آخر. ونشرت وزارة الدفاع التركية، أمس، مقطع فيديو يظهر القذائف الصادرة عن المدرعات التركية، مشيرة إلى أن عملية الرد في المنطقة مستمرة، انتقاماً لدماء الجنود.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الجنود الأتراك تعرضوا لهجوم طال نقطة عسكرية تركية في بلدة حزوان بريف حلب الشرقي، فيما قالت وسائل إعلام كردية، إن قوات النظام السوري هي من قصفت النقطة التركية، وإن القوات التركية قصفت قرى زويان ورادار والشعالة بريف الباب شرق حلب، قبل أن يتوسع القصف ليشمل قرى تل المضيق والسد وغول سروج وتل المضيق. بدوره نشر القيادي في «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، محمد الجاسم، الملقب «أبوعمشة»، تسجيلاً مصوراً عبر حسابه في «تويتر»، قال إنه لقصف قوات «قسد» مواقع الجيش الوطني السوري في ريف حلب. وتستهدف مناطق النفوذ التركي في ريف حلب الشمالي، بين الحين والآخر، بصواريخ «غراد» أو بعبوات ناسفة، وغالباً ينتج عن هذه الهجمات ضحايا في صفوف المدنيين، إذ أصيب أكثر من 40 مدنياً بقصف استهدف مستشفى مدنياً في مدينة عفرين شمال حلب في مطلع يونيو (حزيران) الماضي.
في سياق متصل، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بسقوط قذائف صاروخية عدة وسط الأحياء السكنية لمدينة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، حيث طال القصف دوار معراتة وطريق راجو وشارع الفيلات وسط أنباء عن سقوط جرحى في صفوف المدنيين، ولم يتبين مصدر إطلاق القذائف إذا ما كان من قِبل قوات النظام، أو «قسد». في شأن آخر، كشف المرصد عن دخول عمال وآلات تابعة للنظام إلى محطة «علوك» الواقعة في ريف رأس العين في محافظة الحسكة ضمن مناطق «نبع السلام» التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها في شمال شرقي سوريا، لتشغيلها، بعد توصيل التيار الكهربائي إليها، وذلك في حماية القوات الروسية والتركية. وقد جاء ذلك بعد توقف محطة علوك، التي تغذي مدينة الحسكة ومناطق أخرى بريفها وكذلك مخيم الهول بالمياه. وبعد أن اتهمت منظمات تابعة للأمم المتحدة، تركيا، بتعمد وقف المحطة عن العمل، فيما أرجعت تركيا السبب إلى قطع النظام التيار الكهربائي عن المحطة.
ويؤمن المواطنون احتياجاتهم من مياه الشرب عن طريق شراء صهاريج غالباً ما تكون ملوثة، تسبب التسمم والالتهاب المعوي، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، بينما تضخ المحطة مياه الشرب إلى ما يزيد على مليون نسمة في مدينة الحسكة وريفها، مقابل التزود بالكهرباء من محطة السويدية الواقعة ضمن مناطق نفوذ «قسد» وفق اتفاقية مبرمة بين تركيا وروسيا في عام 2019.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.