الجيش الصومالي يسيطر على قاعدة لـ«الشباب»

بعد يوم واحد من ثاني ضربة جوية أميركية

TT

الجيش الصومالي يسيطر على قاعدة لـ«الشباب»

أعلن الجيش الصومالي سيطرته على قاعدة «لحركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في منطقة شبيلو جنوب محافظة مدغ بوسط البلاد، بعد يوم واحد فقط من توجيه الجيش الأميركي ضربة جوية، هي الثانية من نوعها هذا الأسبوع، استهدفت مسلحي الحركة بالمنطقة. وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن قوات الجيش والدراويش لولاية غلمدغ تمكنت في هجوم شنته مساء أول من أمس من السيطرة على قاعدة للحركة في المنطقة وإلحاق خسائر في صفوفها، مشيرة إلى أن الجيش الوطني حقق ما وصفته بانتصارات متتالية في المعارك التي ضد عناصر الحركة. وعرضت الفرقة 21 التابعة للجيش الصومالى جثة أحد كبار قادة «حركة الشباب» الذي قتل في الاشتباكات العنيفة التي جرت أول من أمس جنوب محافظة مدغ. وقال ضباط إن الاشتباكات أسفرت أيضاً عن مصادرة أسلحة ومتفجرات كانت بحوزة الإرهابيين، وأشاروا إلى السيطرة على مخابئ للعدو الإرهابي.
وردت «حركة الشباب» أمس بإطلاق قذائف هاون التي في مديرية أوطيغلي بمحافظة شبيلي السفلى، ما تسبب في إلحاق أضرار بالممتلكات وإصابة المدنيين، قبل أن يدشن الجيش عملية تمشيط واسعة. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت شن الجيش الأميركي ضربة جوية ضد عناصر الحركة هي الثانية في أربعة أيام، وقالت في بيان إن الضربة نُفذت في محيط منطقة جلمدج وأكدت أن قواتها لم ترافق القوات الصومالية أثناء العملية، مشيرة إلى أن «القوات الأميركية لديها تفويض بتنفيذ ضربات دعماً للقوات المقاتلة الشريكة في إطار الدفاع الجماعي عن النفس». لكن الوكالة الرسمية قالت في المقابل، إن القوات الخاصة للجيش الصومالي شنت عملية أمنية مشتركة مع القوات الأميركية في أفريقيا، استهدفت ميليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في منطقة قيعد التابعة لمديرية حررطيري بولاية غلمدغ وسط البلاد، مشيرة إلى عدم إصابة أي مدني بأذى. وقال متحدث باسم الجيش إن قواته لن تتوقف عن ملاحقة ميليشيات الشباب حتى يتم تطهير مخابئهم. وهذه هي الضربة الجوية الثانية التي يُنفذها الجيش الأميركي منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه، علماً بأنه نفذ يوم الثلاثاء الماضي، غارة جوية في ضواحي منطقة «غالكايو» على بُعد 700 كيلومتر شمال شرقي مقديشو.
ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض، حدّ بايدن من استخدام الطائرات المسيّرة ضد الجماعات الجهادية خارج ساحات الحرب التي تُشارك بها الولايات المتحدة في شكل رسمي، مخالفاً بذلك سياسة سلفه دونالد ترمب الذي أعطى تفويضاً مطلقاً للعسكريين في دول مثل الصومال وليبيا. وقبل مغادرته السلطة، أمر ترمب بسحب نحو 700 جندي من القوات الخاصة الذين تم نشرهم في الصومال لتدريب الجيش الصومالي وتقديم المشورة له. وكان أحمد عبدي رئيس ولاية غلمدغ، قد أشاد لدى تفقده برفقة مسؤولين محليين مناطق محررة من ميليشيات» الشباب» بإقليم مدغ، بدور قوات الولاية والجيش في تحرير منطقة «بعادوين» من براثن ما سماه بالعدو الإرهابي». إلى ذلك، أقال محمد روبلي رئيس الوزراء الصومالي، عبد الله آدم مدير شؤون الموظفين في جهاز المخابرات والأمن ومدير فرعه في مطار آدم عدي الدولي على خلفية اعتراضهم مغادرة مواطنين صوماليين كانوا متجهين اليوم في رحلة محلية إلى إحدى المدن في البلاد.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.