في مواجهة تاريخية... السعودية تهاني القحطاني تتأهب للإسرائيلية هيرشوكو الجمعة في طوكيو

رئيس اتحاد الجودو طالب بعدم الضغط عليها... ويؤكد: نسعى لتجهيزها لأولمبياد 2024

نجمة الجودو السعودية تهاني القحطاني تتوسط مسؤولي اتحاد اللعبة في طوكيو (الشرق الأوسط)
نجمة الجودو السعودية تهاني القحطاني تتوسط مسؤولي اتحاد اللعبة في طوكيو (الشرق الأوسط)
TT

في مواجهة تاريخية... السعودية تهاني القحطاني تتأهب للإسرائيلية هيرشوكو الجمعة في طوكيو

نجمة الجودو السعودية تهاني القحطاني تتوسط مسؤولي اتحاد اللعبة في طوكيو (الشرق الأوسط)
نجمة الجودو السعودية تهاني القحطاني تتوسط مسؤولي اتحاد اللعبة في طوكيو (الشرق الأوسط)

تواصل بطلة الجودو السعودية تهاني القحطاني تحضيراتها لنزال غير مسبوق لها في أولمبياد طوكيو «2020»، يوم الجمعة المقبل، حيث تواجه اللاعبة الإسرائيلية راز هيرشوكو في دور «32» من هذه البطولة التي تشهد للمرة الأولى لاعبة الجودو السعودية في منافسة بهذا الحجم.
وبعيداً عن الفوز والخسارة في هذه المباراة، فإن اللاعبة القحطاني تهدف إلى كسب المزيد من الخبرة والتجربة في بداية مسيرتها في لعبة الجودو، التي بدأتها فعليا في عام 2018، إلا أنها تطورت بشكل لافت في السنوات الثلاث الماضية لتحقق بطولة المملكة «2020»، وتحرز الذهبية، بعد أن كانت قد حلّت وصيفة قبلها بعام.
وشاركت القحطاني في بطولة العالم في بودابست، ولكن مشاركتها في الأولمبياد ستكون المحطة الأبرز لها في مسيرتها الرياضية.
وبحسب مصادر مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، فإن الوفد السعودي أعطى اللاعبة تهاني القحطاني الضوء الأخضر في مواجهة نظيرتها الإسرائيلية، وذلك لتجنيب النجمة السعودية واتحاد الجودو أي عقوبات أولمبية دولية قد تفرضها اللجنة الأولمبية الدولية، كما فعلت مع لاعب الجودو الجزائري.
وعلى صعيد التحضيرات، وقبل التوجه إلى طوكيو، التحقت القحطاني بعدد من المعسكرات الداخلية، وأبرزها في مركز التدريب لاتحاد الجودو بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض، ومعسكر آخر في العاصمة أيضاً، إضافة إلى معسكر خارجي في العاصمة الأوزبكية طشقند.
وتبلغ تهاني القحطاني من العمر 20 عاماً، وهي طالبة جامعية، وكان تأهلها عن طريق بطاقة دعوة قدمت للمملكة من قبل الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية، وتم اختيارها لتمثيل المملكة بعد أن نالت المركز الأول في منافسات الوزن الثقيل.
ورغم أن القحطاني ليست مصنفة دولياً، فإن وجودها في مثل هذه المنافسات يساعد في تصنيفها؛ كون الأولمبياد من أهم المنافسات الرياضية في العالم.
وقال الدكتور نبيل الحسن، نائب رئيس الاتحاد السعودي للجودو، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن البطلة تهاني ليست مطالبة بتحقيق منجَز كبير في مشاركتها الأولى، بل إن وجودها في هذا المحفل العالمي الكبير يمثل فرصة من أجل تتطور للأفضل وتكون من البطلات اللواتي يُشار لهنّ بالبنان خلال السنوات المقبلة.
وأضاف: «القحطاني في بداية مسيرتها، والمنافسة على تحقيق منجز كبير على مستوى الأولمبياد تحتاج إلى عمل كبير ومشاركات واسعة وخبرات متراكمة، ولذا لا يمكن الحديث عن أن تهاني ذهبت لطوكيو من أجل المنافسة على ميدالية، بل إن الأهم أن تستفيد من هذه المشاركة وتعود للمملكة وقد اكتسبت الشيء الكثير».
وزاد بالقول: «نحن كاتحاد وبالتوافق مع اللجنة الأولمبية العربية السعودية نسعى لإعداد تهاني للوجود بشكل أقوى في أولمبياد باريس (2024)، ونعدها من الآن لهذا الهدف».
وشدد الحسن على أهمية خفض الضغوط على البطلة القحطاني، بعد أن أوقعتها القرعة مع لاعبة إسرائيلية، مشيراً إلى أن القحطاني لا تزال في بداية مشوارها، ومن الصعوبة أن تتحمل هذا النوع من الضغوط، بل المهم تشجيعها والثقة بها في كل الأحوال.
وستكون المواجهة الأولى للقحطاني أمام لاعبة مصنّفة في المركز العشرين عالمياً، ومتمرسة في مثل هذه المنافسات.
بقيت الإشارة إلى أن هناك تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن مشاركة القحطاني ومواجهتها الأولى، حيث كان التركيز كبيراً على الرفع من معنوياتها، من أجل أن تحقق المكاسب التي تود الحصول عليها من هذه المشاركة.
وكانت القحطاني قد تحدثت لموقع للجنة الأولمبية السعودية عن بدايتها والتحاقها بلعبة الجودو في جامعة الملك سعود في فترة الصيف، حيث بينت أنها كانت تحب اللعبة، وتعلّقت بها أكثر بعد ممارستها، مؤكدة أن طموحاتها كبيرة في هذه اللعبة.


مقالات ذات صلة

رينارد: تغيير قائمة الأخضر بسبب الحاجة وليس لـ«الضغوطات»

رياضة سعودية رينارد مدرب المنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد: تغيير قائمة الأخضر بسبب الحاجة وليس لـ«الضغوطات»

كشف الفرنسي رينارد مدرب المنتخب السعودي أن تغييرات قائمة الأخضر الأخيرة بسبب الأداء بكأس الخليج، وأن الباب مفتوح أمام جميع اللاعبين السعوديين للانضمام للمنتخب.

هيثم الزاحم (الرياض ) نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية برانكو إيفانكوفيتش مدرب منتخب الصين (تصوير: سعد العنزي)

مدرب الصين: فلسفة رينارد لن تتغير مع اختلاف اللاعبين... ولن أتحدث عن مانشيني

شدّد الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، مدرب منتخب الصين، على أهمية المواجهة أمام المنتخب السعودي، مشيراً إلى أن نتيجة هذه المواجهة ستلعب دوراً في بطاقات التأهل.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية يضع فريق الأهلي لمساته الأخيرة قبل خوض المواجهة المرتقبة أمام القادسية (سيدات الأهلي)

مدربة الأهلي: نعرف كيف نلعب النهائيات... سنقاتل حتى آخر دقيقة

يضع فريق الأهلي لمساته الأخيرة قبل خوض المواجهة المرتقبة أمام القادسية في نهائي كأس الاتحاد السعودي للسيدات، مساء الأربعاء 19 مارس، على ملعب المملكة أرينا.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سعد اللذيذ (الشرق الأوسط)

استقالة سعد اللذيذ من رابطة الدوري السعودي... وبرنامج الاستقطاب

أعلنت رابطة الدوري السعودي للمحترفين الأربعاء قبول طلب سعد اللذيذ، نائب رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام على برنامج الاستقطاب بالاستقالة من منصبه في الرابطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية نالت ماريا الشارة الدولية من الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2019 (الشرق الأوسط)

صافرة إيطالية تضبط نهائي كأس السيدات السعودي

أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن أسماء طواقم التحكيم التي ستتولى إدارة نهائي بطولة كأس الاتحاد السعودي للسيدات بنسختها الثانية.

بشاير الخالدي (الدمام )

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.