الكلام أثناء النوم يؤرق كثيرين... كيف تتخلص من ذلك؟

امرأة تنام نوماً عميقاً (أرشيفية - رويترز)
امرأة تنام نوماً عميقاً (أرشيفية - رويترز)
TT

الكلام أثناء النوم يؤرق كثيرين... كيف تتخلص من ذلك؟

امرأة تنام نوماً عميقاً (أرشيفية - رويترز)
امرأة تنام نوماً عميقاً (أرشيفية - رويترز)

كشفت دراسة حديثة صدرت عن إحدى الجامعات الأميركية عن أن أكثر من ثلثي الأشخاص يتحدثون خلال نومهم، وأن بعض الأشخاص كانوا يتوقفون أثناء محادثة نومهم للسماح لشخص وهمي بالتحدث معهم قبل الرد، عادّة ذلك من مظاهر الاضطرابات التي قد تستمر لنحو 30 ثانية.
قام الباحثون بتحليل أنماط الحديث أثناء النوم لأكثر من 230 فرداً، ووجدوا أن الكلمة الأكثر شيوعاً هي «لا». ووجدت الدراسة، التي نُشرت في «مجلة النوم»، أن نحو 10 في المائة من الأشخاص يستخدمون ألفاظاً نابية أثناء النوم، بحسب ما نقله موقع شبكة «سي إن إن» الأميركية.
قال كنان رامار، أستاذ الطب في «مايو كلينك»، وهي مجموعة طبية وبحثية بولاية مينيسوتا الأميركية، إن «التحدث أثناء نومك هو اضطراب باراسومنيا، والذي يشير إلى جميع الأشياء غير الطبيعية التي قد تحدث للناس أثناء نومهم»، موضحاً أن الخبراء ليسوا متأكدين تماماً من سبب حدوثه.
وأضاف رامار أن عاملاً رئيسياً آخر قد يتسبب في هذه الظاهرة؛ هو الإجهاد المفرط، موضحاً أنه «نظراً لأن القلق يمكن أن يساهم في التحدث أثناء النوم؛ فقد يعبر البعض عن مشاعرهم أو مخاوفهم أو يفكرون في يومهم».
بينما أوضحت ريبيكا روبين، عالمة النوم في مستشفى «بريجهام» بولاية يوتا الأميركية أن «بعض نوبات الحديث أثناء النوم قد تستمر لمدة 30 ثانية»، موضحة أن «العوامل الوراثية» أو «زيادة استهلاك الكحول» قد يكونا سببين لهذه الظاهرة.
وأضافت الطبيبة الأميركية أن الحديث يمكن أن يتراوح بين بضع كلمات غير منطقية، وجمل كاملة، وأنه عادة ما يكون غير ضار.
ويشير وقوف العديد من الأشخاص خلال محادثة نومهم إلى عمل الدماغ النائم بمستوى عال خلال فترات النوم، بحسب روبين، التي أضافت أن الحديث أثناء النوم عادة ما يكون غير ضار ولا يرتبط بأي مشكلات عقلية أو جسدية، وأن هناك بعض الأشخاص الذين قد يعترفون بشيء أثناء محادثات النوم.
أخيراً، يعتقد رامار أن معظم الناس يميلون إلى تكوين جمل أكثر تماسكاً في أولى دورتي النوم، على خلاف الدورتين الثانيتين اللتين يكون لديهم فيهما معان أقل، مؤكداً أنه «عندما يستيقظ الناس نادراً ما يتذكرون أنهم تحدثوا أثناء نومهم، فهم غالباً ما يعتمدون على شريكهم لإخبارهم عما إذا كانوا قد تحدثوا أثناء النوم».
وينصح الأكاديمي الأميركي باتباع بعض العادات لمنع محادثات النوم، كتعديل نمط الحياة بتناول كمية أقل من الكحول، وتقليل التوتر بشكل عام، فضلاً عن زيادة عدد ساعات النوم.
بينما طالبت روبين الناس بعدم تناول الكافيين في فترة مابعد الظهر، ومحاولة النوم والاستيقاظ في أوقات مماثلة لتنظيم طاقاتهم. وقالت «إذا لم ينجح ذلك في وقف محادثات النوم، يجب على الأشخاص مراجعة أخصائي النوم حتى يتمكنوا من إجراء تسجيل النوم طوال الليل لتحليل الموقف وحله بشكل أفضل»∙



ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.