الباحث فارس ساسين لحق بصديقه جبور الدويهي بعد ساعات

من المفارقات المفاجئة، الإعلان عن رحيل الباحث وأستاذ الفلسفة فارس ساسين، بعد ساعات من رحيل صديقه الحميم جبور الدويهي. كلاهما كان أستاذاً في الجامعة اللبنانية، الأول في الفلسفة والثاني في الأدب الفرنسي. ساسين الزحلاوي الذي تعلق بمنطقته، والدويهي الذي رأى في زغرتا مسقط رأسه أفضل مكان للوحي. كانت تجمعهما مقاهي بيروت، والمناسبات الأدبية واللقاءات، والفكر اللبناني. وجمعهما أيضاً هذا الموت في تاريخ واحد، دون أن يتمكن ساسين من نعي صديقه أو كتابة كلمة فيه. وهو الذي قال عنه قبل أشهر «إن أهم شخصية بناها جبور الدويهي، هي جبور الدويهي». ناشطان حثيثان على وسائل التواصل. غرد ساسين للمرة الأخيرة على «تويتر» قائلاً قبل أيام: «الفساد اليوم هو الأفق الذي لا مفر منه لمجتمعاتنا سواء ذهبنا إلى الجنوب أو إلى الشمال أو إلى الشرق أو إلى الغرب وتحت كل الحجب وجميع النكهات».
ونعت بلدية زحلة ابنها فارس ساسين «الرجل الذي جمع في شخصيته التواضع مع عمق المعرفة والثقافة، وقيماً وطنية قائمة على العدالة والإصلاح، وبقي محارباً حتى الرمق الأخير من أجل لبنان جديد، يكون على مستوى طموحات اللبنانيين وشبابه».
وساسين من مواليد عام 1947، شغل منصب المستشار الأدبي لـ«دار النهار»، أسس مع الصحافي الراحل سمير قصير «لوريان أكسبرس»، وهو عضو مؤسس في لجنة إدارة «لوريان ليتراير». ومن موقعه في النشر أشرف على إصدار العديد من الكتب المهمة، لوضاح شرارة وأحمد بيضون وجبور الدويهي ووليد الخالدي وهدى بركات ونواف سلام وغيرهم.
بالإضافة إلى ذلك، هو باحث أكاديمي، ارتقى إلى مصاف رفيع في البحوث والدراسات البرلمانية، له مقالات عديدة. وهو أيضاً عضو مؤسس في المركز المدني للمبادرة الوطنية مع الرئيس حسين الحسيني. كما اهتم فارس ساسين بالفن التشكيلي والإنتاج السينمائي والمتاحف.